الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أهمية أن نعيش شارلوت بيريان

المصدر: "النهار"
باريس – أوراس زيباوي
أهمية أن نعيش شارلوت بيريان
أهمية أن نعيش شارلوت بيريان
A+ A-

صدر عن "دار سكيرا"، المخصصة للكتب الفنية القيمة، بالتعاون مع "غاليري داون تاون" في باريس، كتاب جميل وفخم بعنوان "أن تعيش مع شارلوت بيريان" من إعداد مجموعة بحاثة تناولوا تجربة المعمارية والمصممة الفرنسية الرائدة شارلوت بيريان (1903-1999) التي شكلت مسيرتها الإبداعية الطويلة علامة مميزة في فن التصميم الهندسي الحديث.

لا تزال مبتكرات شارلوت بيريان في صناعة الأثاث والتصميم الهندسي، حية تُدرس في المعاهد الفنية وينهل منها مصممون ومعماريون في أنحاء العالم، على الرغم من وفاتها منذ نحو عقدين. كما تنظَّم حولها معارض، منها المعرض الاستعادي الكبير الذي أقيم لها في العام 2006 في "مركز جورج بومبيدو الثقافي" في باريس، كما ينظَّم لها أيضا معرض جديد، مطلع شهر تشرين الأول المقبل، في مركز "مؤسسة لوي فويتون للفنون".


يتوقف الكتاب عند المحطات الأساسية في حياة الفنانة، فبعد دراستها الفنون في باريس مطلع العشرينات من القرن الماضي، اختارت أن تنتمي الى فئة من المعماريين والمصممين رأوا أن من أهداف عملهم تأمين ظروف معيشية أفضل لسكان المدن والأرياف، فلا تعود الرفاهية محصورة بالأثرياء. كانت شارلوت بيريان منفتحة على عمارة وفنون الحضارات غير الأوروبية، ومنها الحضارة اليابانية التي عرفتها عن كثب، وقد التقت رؤيتها الفنية مع توجهات المعماري السويسري العالمي لوكوربوزييه فقرأت أبحاثه وعملت معه في محترفه منذ العام 1928. تعلمت منه كما تروي الباحثة آن بوني في الكتاب، كل التحولات الحديثة في مجال العمارة وتخطيط المدن وفن التصميم. ومنذ تلك المرحلة لاقت تصاميمها للمقاعد والكراسي والطاولات وغيرها من قطع الأثاث نجاحا لافتا وخصوصاً أنها ركزت على الأشكال الهندسية الصافية واعتمدت على مواد جديدة كالجلد والمعادن والزجاج.

لا بد من الإشارة الى أن الأزمات السياسية التي عاشتها أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية ومنها صعود الفاشية كما الأزمة الاقتصادية التي عرفها العالم في العام 1928، كان لها تأثير على التوجهات السياسية للفنانة فأكدت التزامها بنهج فني يكون في خدمة مساكن أبناء الطبقة الفقيرة والشعبية من دون أن يأتي ذلك على حساب المزايا الجمالية لتصاميمها. لقد آمنت بأن من حق الجميع أن يعيشوا في منازل مريحة ومفتوحة على الضوء وفي ظروف صحية ملائمة وفضاء متصالح مع الخارج والطبيعة. باختصار كانت تؤمن بأن على المعماري والمصمم أن يساهم في عالم أفضل وبأن الصناعة يجب أن تكون في خدمة البشر ومن أجل تحسين معيشتهم. كانت تريد في عملها أن تساهم في جعل الحياة اليومية أكثر جمالا وأكثر راحة مع تأكيد الطابع الوظائفي لتصاميمها.

طوال حياتها التي امتدت حوالى قرن عملت شارلوت بيريان في الكثير من المشاريع التي صارت تتمتع بشهرة عالمية ومنها ما أنجزته لبيوت الطلبة في المدينة الجامعية في باريس، ومنها البيت السويسري بالتعاون مع المعماري لوكوربوزييه، والبيت التونسي الذي تعاونت فيه مع المعماري جان صباغ في العام 1952.

أهمية كتاب "أن تعيش مع شارلوت بيريان" هو طابعه التوثيقي واحتواؤه على صور لجميع التصاميم التي أبدعتها الفنانة في المرحلة الممتدة بين 1927 و1970.

اقرأ للكاتب أيضاً: بيتر بروغيل يقيم الأعياد والحفلات في المتحف الفلامنكي الفرنسي

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم