ترامب يهدد إيران بلسانه وليس بسيفه

تهديدات سياسية، حشود عسكرية، تفجير ناقلات في الخليج، اجلاء ديبلوماسيين اميركيين من العراق، تقارير استخباراتية حول اعتداءات ايرانية محتملة ضد المصالح الاميركية في المنطقة، وتركيب صواريخ بحر – بحر على زوارق ايرانية صغيرة، رافقها ايضا دعوات اميركية للتفاوض مع ايران للتوصل الى اتفاق جديد، وتعليمات من الرئيس ترامب الى وزير دفاعه بالوكالة بانه لا يريد التورط في حرب مع ايران، وانتقادات قوية من الديموقراطيين في الكونغرس لادارة الرئيس دونالد ترامب تحذر من خطر الانزلاق الى حرب.أفضل ما يمكن قوله حول هذه المواقف والاجراءات الاميركية المتناقضة، هي انها توفر للمتشددين المجال للقول ان البلدين يسيران على طريق مواجهة وان ليس من الواضح ما هو حجمها وطبيعتها. كما يسمح للمعسكر المناهض لاستخدام القوة المجال للقول ان مصلحة الولايات المتحدة وايران تقضي بتفادي المواجهة العسكرية، وان مواقف المسؤولين الكبار في البلدين تظهر ان الحشود العسكرية، وربما التفجيرات المحدودة هي مجرد انذارات وتوجيه رسائل قوية تبين استعداد كل من الطرفين للرد على أي اعتداء، ولكن في الوقت ذاته التأكيد على ان أي منهما لا يخطط لاتخاذ أي مبادرة تصعيدية كبيرة .المحللون الاستراتيجيون يقولون ان التوتر السياسي والتهديدات العسكرية المتبادلة بين الولايات المتحدة وايران والتي شغلت عواصم جميع الدول المعنية بأمن منطقة الخليج ومستقبلها، لم تكن مفاجئة، لأن البلدين بدآ السير على طريق التصعيد، في اللحظة التي نفذ فيها ترامب قبل سنة بالضبط تعهده بسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي الموقع مع ايران في 2015. ويمكن القول ان طهران التي كانت تتوقع قرار ترامب، فوجئت في الاشهر التي لحقت قراره بقسوة وفعالية العقوبات الاقتصادية الاميركية التي عاودها ترامب، لا بل صعّدها فور انسحابه من الاتفاق النووي. اللافت، هو ان التوتر الراهن تزامن مع مرور سنة كاملة على الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي، ومع نهاية فترة السماح التي أعطتها واشنطن لحلفائها لاستيراد النفط الايراني لبضعة اشهر، قبل ايجاد مصادر بديلة من الطاقة الايرانية، ومع تهديد المسؤولين...