الثلاثاء - 14 أيار 2024

إعلان

ما بين لبنان وأنظمة الحكم العربية

الدكتور داود الصايغ
Bookmark
ما بين لبنان وأنظمة الحكم العربية
ما بين لبنان وأنظمة الحكم العربية
A+ A-
فجائع الدهر أنواع منوعةوللزمان مسرات وأحزان"أبو البقاء الرِندي في "مراثي الأندلسلم ينتهِ الربيع العربي إلا في مخيلات الذين لا يحسنون قراءة التاريخ. فالتاريخ يقلب صفحاته على وقع خطوات الزمان. والزمان طويل. والركام ليس مجرد حجارة متهالكة، بل إنه حافظٌ لأنين الأبرياء وتمرّد الأوفياء. والرماد ليس مجرد بقية من نار. لأن الجمر هو دائماً تحت الرماد، لا يطيب له الرقاد طويلاً تحته. وربما يجدر التذكير هنا بأن ثورة الجزائر الأولى للتحرير سموها ثورة الجمر. أما الثورة الفرنسية عام 1789، التي غيرت مجرى التاريخ البشري، فهي لم تصل إلى خواتيمها إلا بعد عقود. وها هي، بعد أكثر من مائتي عام، تصل متأخرةً إلى شواطئ المتوسط، شرقاً وغرباً، لترفع الراية الحتمية في السماوات التواقة إلى العنوان الأساسي للثورات كلها وهو الحرية.فالحناجر إياها التي سبق لصيحاتها أن انطلقت في شوارع المدن السورية والمصرية والليبية عام 2011، تعود اليوم في شوارع الجزائر والسودان، لتسقط المستبدين. فتهاوى عرش عبد العزيز بوتفليقة بعد عشرين عاماً وعرش عمر البشير بعد ثلاثين عاماً. إذ لا مكان لأمثالهما بعد اليوم تحت أي سماء. والسماوات العربية ليست إستثناءاً.هل ضاقت تلك السماوات قبل اليوم بالحرية ولماذا؟ لماذا قامت أنظمة الإستبداد وإمتدت الولايات الطويلة للحكام والتي تجاوزت الثلاثين أو الأربعين عاماً؟ لماذا لا يتغير الحكام العرب مثل سائر حكام العالم، على رغم تراث حضاري معروف في الفكر السياسي والحكم الرشيد؟فالربيع فصلٌ يتكرر، وليس بمستطاع أي مستبد أو طاغية أن يحجب شروق الشمس. وهكذا، عندما...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم