لو صحّ

لو صحّ ان الله كانت لديه خطة لإنقاذ البشر من خلال ارسال ابنه الوحيد إلى الارض، فقام البشر بصلبه وقتله، أيجب الاّ يتوقع البشر من الله الغضب والانتقام لابنه، عبر تركهم يتخبطون في مشاكلهم إلى أبد الآبدين آمين؟

لو صحّ ان الله هو من قرر أن يصلب ابنه على يد البشر، أيجب ألاّ يتوقع الله ان يغضب منه البشر، لأنه حمّلهم مسؤولية هذه الجريمة الفظيعة، وتركهم فريسة الإحساس بالذنب إلى ابد الآبدين آمين؟

لو صحّ أن المسيح قام من بين الاموات وعاد إلى إبيه معافى سليما، أيجب الاّ يتوقع الله والبشر على حد سواء ان يقنع الابن أباه، وهو الذي تأنسن واختبر بؤس البشر ومعاناتهم، ان يقنعه ان الوقت قد حان

لأن يشفق على البشر ويتوقف عن استخدام اسلوب التجارب والامتحانات والتخويفات المؤذية لهم، التي تجعل من حياتهم مجرد وسيلة لارضائه وتمجيده، وبدلا من ذلك ان يبادر الله الى تعريفهم على نفسه، وسرّه وفكره ومعتقداته، فيرتاح البشر من الألغاز والأسرار وعجقة الأديان إلى ابد الآبدين آمين؟

لو صحّ أن الله خلقنا على صورته كما يقول المؤمنون او أننا خلقناه على صورتنا كما يقول الملحدون، أيجب ألاّ يتوقع المؤمنون والملحدون معا ان يكون الله يشبهنا كما نحن نشبهه، وان تكون فكرة الكمال التي نلصقها به غير صحيحة وتحرجه اكثر مما تفرحه، وتجعله اكثر عزلة ووحدة واصرارا على الاختباء منا ،مخافة ان يكسفنا في طلباتنا وتوقعاتنا، أيجب ألاّ نتوقع ان يتوقع الله منا في هذه الحال، ان نحاول اقناعه بأننا نحبه ونتقبله كما هو، تماما كما نقنع في العادة بعضنا بعضا، فربما آنذاك، آنذاك فقط سيقرر الظهور صراحة وعلانية ودون اشارات ووساطة انبياء، فنتعارف ونتصالح ونعيش معا بمحبة وسلام الى ابد الابدين آمين؟

غسان صليبي