01-04-2019 | 16:05

طبيب من أصول لبنانية يُنقذ فتاة من الموت في مجزرة نيوزيلندا... "أنهيتُ الجراحة ثم بدأتُ في البكاء"

طبيب من أصول لبنانية يُنقذ فتاة من الموت في مجزرة نيوزيلندا... "أنهيتُ الجراحة ثم بدأتُ في البكاء"
Smaller Bigger

قال الطبيب اللبناني الأصل الذي أنقذ حياة طفلة عمرها أربعة أعوام في أعقاب هجوم كرايستشيرش الإرهابي في نيوزيلندة، إنه كان سيفشل لولا تدريب هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانيّة، بحسب موقع "الميترو" البريطاني. استُدعي الطبيب أديب خنافر (50 عامًا)، لإجراء عملية جراحية لطفلة بعد إحضارها إلى المستشفى من دون نبض ومع جرح ناجم عن طلقة نارية. فقدت الفتاة الكثير من الدم، وتوقّف قلبها الصّغير عن النبض لمدّة 30 دقيقة. لم يسبق له ان أجرى جراحة لطفل من قبل، لكنه أنقذ حياة الفتاة في عملية استمرت سبع ساعات عن طريق إصلاح الوريد الرئيسي في الحوض الذي مزّقته رصاصة.

عندما رن هاتفه أثناء قيامه بعمليّة أخرى وطلب منه التّوجّه إلى قسم الطوارئ على الفور، لم يكن لديه أي فكرة عن حصول إطلاق نار جماعي. قال خنافر: "عندما وصلت ورأيت الفتاة الصغيرة في غرفة العمليّات، شعرتُ بصدمة شديدة، وفيما كنت أتحضّر للجراحة، أجهشتُ بالبكاء. لم يكن لدينا أدنى فكرة عمّا كان يحدث خارج المستشفى".

وتابع: "لم ندرك أن شخصًا ما دخل المسجد وبدأ بإطلاق النار. اعتقدت أن الأمر ربما كان مجرد شجار. لدي أربعة أطفال أصغرهم يبلغ من العمر سبعة أعوام، وأكبرهم 14 عاماً، لذلك تخيلتها واحدة من أطفالي". غالبية مرضى الطبيب خنافر هم في الستينيات من عمرهم، ولم يسبق له أن أجرى عملية لأي شخص دون 30 عاماً.

وأضاف الطبيب: "لم أصدق ما كان يحدث. ولكن كان عليّ التركيز فقط على إنقاذ حياة تلك الطفلة. أردتها فقط أن تبقى على قيد الحياة، ولم أستطع تركها تموت بين يديّ. تمكنت من أداء وظيفتي وتركت عواطفي جانباً إلى أن أنهيت مهمّتي وأنا فخورٌ بأنني أنقذت حياة فتاة صغيرة".

لكن في اللحظة التي انتهت فيها العملية الجراحية وخلع ثوبه،  يقول الطبيب: "خرجت من الغرفة وبدأت في البكاء".

وأدى الهجوم الإرهابي إلى مقتل 50 شخصًا وإصابة العشرات بعد أن اقتحم مسلح مسجدين في 15 آذار. وتعافت الفتاة المصابة وأباها، اللذان تُركا في العناية المركزة بعد المجزرة، وهما الآن بخير وفي حالة مستقرة. نقلا إلى مستشفى في أوكلاند حيث يأمل الأطباء أن تستيقظ الفتاة في الأيام القليلة المقبلة.

اتصل الطبيب خنافر بجرّاح الأوعية الدموية توني فوكس بعد الحادثة وشكره على تدريبه في مستشفى "شروزبري وتيلفورد تراست" بعد انتقاله إلى المملكة المتحدة حين كان يبلغ من العمر 22 عامًا. وأضاف: "أعتقد أن هذا التدريب الذي تلقيته ساعدني في إنقاذ هذه الفتاة. أعتقد أنه جيّد وصارم جدًا وأحد أفضل التدريبات. لقد خضعت للتدريب في ويست ميدلاندز، لكن لن يتمكّن القيام بهذا التّدريب إلّا ذوو الكفاءات العالية".

أمضى الطبيب الذي ولد في الكويت ويصنّف نفسه لبنانياً - بريطانياً، 16 عامًا في المملكة المتحدة قبل أن يهاجر إلى نيوزيلندا مع عائلته في عام 2010. وقال: "أنا من إنكلترا، وأنا مسلم، وأنا عربي، كلّنا ننزف ونطمح للعيش في عالم آمن بغض النظر عن إيماننا أو لوننا، فنحن جميعنا بشر".

وختم الجرّاح الذي يزاول المهنة منذ 35 عامًا إنه بمجرد استيقاظ الفتاة الصغيرة، قد يذهب إليها ويقوم بزيارتها، وختم: "كانت هذه الجراحة الأهم التي قمت بها على الإطلاق، وهي أبرز ما في حياتي المهنية. أنا فخور جدًا بأننا أنقذناها".

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/30/2025 9:09:00 AM
العميد أحمد الدالاتي قائد أمن ريف دمشق تابع بشكل مباشر قضية حمزة
المشرق-العربي 12/30/2025 5:55:00 PM
إطلاق نار كثيف قرب قصر الشعب والمزّة 86 في دمشق، مع أنباء غير مؤكدة عن عملية اغتيال.
المشرق-العربي 12/30/2025 8:12:00 PM
شقيق أبو عبيدة يكشف تفاصيل عن اشتباك خاضه الناطق السابق باسم القسام في شمال غزة
اقتصاد وأعمال 12/29/2025 5:34:00 AM
"بات من مصلحة المكلفين التصريح عن مداخيلهم وتسديد الضرائب ضمن المهل القانونية، تفاديا لرفع السرية المصرفية عن حساباتهم"