الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الأزمة في فنزويلا بأبشع مظاهرها: "أطفال بعظام نافرة"

المصدر: (أ ف ب)
الأزمة في فنزويلا بأبشع مظاهرها: "أطفال بعظام نافرة"
الأزمة في فنزويلا بأبشع مظاهرها: "أطفال بعظام نافرة"
A+ A-

قطعت يميلاي أوليفار أربعة كيلومترات لتحاول إنقاذ ابنتها الواهنة بين ذراعيها، فنقص التغذية عند الأطفال هو أثقل الأعباء التي تلقيها الأزمة في #فنزويلا على كاهل السكّان في خضمّ شدّ حبال لإدخال مساعدات طارئة إلى البلد.

يبلغ الوزن الطبيعي المفترض لروزميلاي إبنة الشهرين خمسة كيلوغرامات، غير أنها لا تزن في الواقع سوى نصف هذا الرقم. وقد صعّبت هزالة جسمها العلاج الوريدي الذي يعطى لها في مستشفى الأطفال في ماراكاي على بعد حوالى مئة كيلومتر إلى الغرب من العاصمة كراكاس.

وتروي الوالدة (29 عاما) وهي أم لستة أطفال آخرين: "تعذر عليهم إيجاد أوردة لديها".

ويقول رئيس جمعية طب الأطفال هونيادس أوربينا إنّ "78 % من الأطفال الفنزويليين يواجهون بشكل آو بآخر خطر نقص التغذية" بسبب حالات الشح الخطيرة في الأغذية في البلاد والتي تفاقمها معدلات التضخم المفرط.

ويصل سعر عبوة الحليب للرضّع إلى 70 ألف بوليفار، أي أكثر بثلاث مرات من الحد الأدنى للأجور.

وتشير طبيبة الأطفال إلدر إلى أنها لم تشهد مثل هذا الوضع منذ بدء مزاولتها المهنة قبل 32 عاما. وهي تقول لوكالة فرانس برس: "ثمة أطفال يصلون مع عظام نافرة، هذا المشهد لا يفارق ذهني".


وتروي يميلاي أوليفار أنها لم تأكل خلال حملها سوى الأرز والحبوب. وهي استشارت أطباء كوبيين يعملون لحساب الحكومة لكنهم لم يعطوها "أي فيتامينات" على حد قولها.ويشبه هذا الوضع المأسوي قصصا كثيرة أخرى في هذا البلد في خضم المواجهة السياسية بين المعارض خوان غوايدو الذي حاز اعتراف حوالى خمسين بلدا به رئيسا انتقاليا لفنزويلا، والرئيس الاشتراكي نيكولاس #مادورو.

ويطالب غوايدو بتوصيل سريع للمساعدات الطارئة المرسلة من الولايات المتحدة والمخزنة منذ أيام في كولومبيا. ويعيق مادورو هذه العملية بحجة أنها تشكل ذريعة لتدخل عسكري أميركي محتمل.

يبدو سمويل بوزنه أشبه بالمواليد الجدد رغم أنه يبلغ خمسة عشر شهرا. وفي المستشفى في وسط المدينة، تنظر والدته غليني هيرنانديز إليه بعينين دامعتين.

وتقول الأم الشابة البالغة 26 عاما "لم يكونوا يريدون إدخاله ظنا منهم أنه ميت". ويبدو الجسم النحيل للطفل أشبه بالجثة. وبعد أسبوعين من العلاج في المستشفى، ازداد وزنه من 3,6 كيلوغرامات إلى 3,9.

وفي المستشفى، تنتشر الأوساخ في كل مكان كما أن المصعد معطّل فيما وضعت لافتات أمام غرف عدة عليها عبارة "غير صالحة للاستخدام بسبب انقطاع المياه".

وتعاني 80 % من الأسر في فنزويلا من نقص في الأغذية وتطال هذه المشكلة طواقم العمل في المستشفيات.

وتروي أخصائية تخدير تعمل في هذا المستشفى منذ عقدين "ثمة أطباء غادروا بسبب عدم إيجادهم ما يأكلونه".

وينفي نيكولاس مادورو وجود "أزمة إنسانية في البلاد"، مشيرا إلى أن ستة ملايين عائلة فقيرة يمكنها شراء علبة أطعمة بأسعار مدعومة شهريا.

ومن أصل خمسة عشر طفلا يُنقلون يوميا إلى قسم طب الأطفال، يعاني 60 % إلى 70 % من أحد أشكال نقص الغذاء، وفق مصادر في المستشفى.

وأشار تقرير أصدرته منظمة "كاريتاس" الخيرية الكاثوليكية في تشرين الثاني تناول 4103 أطفال دون سن الخامسة، إلى أن 57 % من هؤلاء يعانون نقص التغذية بينهم 7,3 % بشكله الحاد.

وفي وسط ماراكاي، أنشأت الممرضة دانييلا أولموس البالغة 32 عاما مدرسة صغيرة بعد خمس سنوات أمضتها في الولايات المتحدة. ويتلقى حوالى عشرين طفلا الطعام يوميا في المكان.

وفي البداية، كانت توزع الأغذية في الشارع، غير أنها أدركت سريعا أن توزيع الأكل من دون أي مرافقة تربوية لا يجدي نفعا. وقد أطلقت عندها مؤسسة "كابوي".

وبحسب البرلمان الذي يشكل نواب المعارضة أكثرية أعضائه، تشهد فنزويلا "وضعا غذائيا طارئا" إذ يطال التأخر في النمو 33 % من الأطفال حتى سن السنتين في الأحياء الفقيرة.

وأرغمت الأزمة الاقتصادية الحادة مايرلين دياز على البحث عن قوت أبنائها السبعة في حاويات القمامة.

لكن بفضل مؤسسة "كابوي"، "بات أطفالي يأكلون ثلاث مرات يوميا" وفق الوالدة التي تشير إلى أن المساعدة الشهرية المقدمة من الحكومة لا تكفي حتى لشراء "كيلوغرام من الأرز".

كذلك تمد "كابوي" المستشفيات بالحليب والحفاضات والألبسة المرسلة من فنزويليين في الخارج بفضل حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم