الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

قمّة البراءة... تيوانا تتحدّى مشكلتها البصرية بالسباحة والجري والجمباز

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
قمّة البراءة... تيوانا تتحدّى مشكلتها البصرية بالسباحة والجري والجمباز
قمّة البراءة... تيوانا تتحدّى مشكلتها البصرية بالسباحة والجري والجمباز
A+ A-

قرّرت أن تقهر كلمة مستحيل، وأن تلغيها من قاموسها. إرادتها أقوى من إعاقتها البصرية التي تغلبت عليها بحبها للسباحة، وهي في عمر ستة أشهر. ولم تكتفِ بذلك، بل تعددت مواهبها ما بين الطبلة والجري لمسافة 2 كيلومترين/ ساعة. إنها الطفلة تيوانا عمرو جمال "9 سنوات" التي التقت "النهار" بوالدتها مي أبو كليلة لتتعرف إلى رحلة ابنتها في التغلّب على إعاقتها.

تقول مي: "ابنتي ولدت وهي تعاني مشكلة بصرية بسبب وجود خلل جيني في الإبصار، ما أدّى إلى حدوث خلل إدراكي بصري،  وهو ما يُعرف بـ"قصور بصري دماغي" مرحلة ثالثة متطور CVI3، فقرّرت القيام بتأهيل بصري وحركي بمفردي، حتى أتمّت الأربع سنوات، ثم بعدها توجّهت إلى اختصاصي مهارات وتخاطب، ولكن كان الاعتماد الكلي عليّ بنسبة 80%، ولم تتمكن ابنتي من دخول المدرسة لعدم وجود مدرسة تقبل الإعاقة البصرية، حتى مدرسة النور للمكفوفين الأشهر في مصر رفضت حالة تيوانا بحجة عدم توافر الشروط المطلوبة. وظللت في رحلة بحث عن مدرسة مناسبة لحالة ابنتي حتى تمكّنت من إيجاد مدرسة "فيكتوريا كوليدج أمريكان"، وهي الآن في الصف الأول ابتدائي، في هذه المدرسة تتلقى دروسها مع الأطفال العاديين، ولكن امتحانها يجري في لجنة خاصة، كما أنها تتعلم الكتابة على الكمبيوتر بالبرنامج الناطق لضعيفي البصر مع الأستاذة سارة عفيفي".

"حرصت على تدريب تيوانا السباحة منذ أن كانت في عمر الستة أشهر، لأنّ لديّ خبرة كبيرة في السباحة. فكنت أمرّنها بنفسي. فالسباحة علاج حسّي وحركي ونفسي وسلوكي. وحرصت على الانتظام في ممارستها الرياضة مثل الطعام والشراب، فكانت تتمرّن أربعة أيام في الأسبوع صيفاً ويومين شتاء، حتى أتمّت الأربع سنوات، فألحقتها بنادي سموحة الرياضي بالإسكندرية وتولى تدريبها متخصص، ثم جرى إلحاقها في سن الخامسة بفريق ذوي الاحتياجات الخاصة في النادي الذي يطلق عليه فريق "أبطال بلا حدود"، وبدأت تنتظم في التمرين صيفاً وشتاءً منذ ثلاث سنوات، وتمكنت من السباحة لمسافة 50 متراً حرّة في بطولة تأهيلية في رأس التين بالإسكندرية في شباط 2018.

"لم تقتصر هوايات تيوانا على السباحة، بل أحرص على تعليمها الجمباز واللياقة البدنية ورفع الحديد في الإجازة الصيفية في إحدى صالات النادي. وعندما تصل إلى سن 12 عاماً سأجعلها تلتحق بفريق رفع الأثقال وتتمرن على ذلك، لأن جدّها كان بطلاً عالمياً في اللعبة، كما تهوى تيوانا لعب الطبلة، كما تمارس رياضة الجري  لمسافات طويلة، وذلك يساعدها على طول النفس في السباحة والثقة بالنفس والاعتماد على الذات في الحركة. كما تجري في فصل الشتاء لمسافة تبلغ كيلومترين في الساعة الواحدة".

"أطالب بتطبيق قانون الدمج للإعاقة البصرية أيا كانت درجتها "كفيف، ضعف بصر جيني أو عضوي"، وأن يتم تطبيق اللائحة التنفيذية الجديدة، على أن تكون هناك مراقبة على المدارس الدامجة، بالإضافة إلى توافر تكنولوجيا بديلة لدمج الكفيف، وأن يكون هناك عقاب رادع لمن يعامل هؤلاء التلاميذ معاملة سيئة من إدارة المدارس، وأن يكون هناك ردع لإدارات المدارس التي تتفنن في رفض أطفال القدرات الخاصة بكل الطرق، وأحلم بأن تصبح بطلة سباحة مثل رانيا علواني وفريدة عثمان، ويساعدني في ذلك الفريق الذي تتدرب فيه بقيادة إبرهيم نعيم".























الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم