الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

معرض الياس مبارك لدى "غاليري أون 56"

محمد شرف
معرض الياس مبارك لدى "غاليري أون 56"
معرض الياس مبارك لدى "غاليري أون 56"
A+ A-

الفكرة التي يدور حولها معرض إلياس مبارك لدى "غاليري أون 56" ليست عاديّة، وقلّما شهدنا رديفاً لها في صالة عرض لم تختص، من حيث الأساس، بعرض صور فوتوغرافيّة، علماً أن هذه الخطوة لا تبتعد، حتماً، عن الهدف الفني.



المعرض ليس تشكيلياً إلاّ في بعض مناحيه التي يمكن تلمّسها بعد إستقصاء المفاعيل البعيدة المتعلّقة بالفكرة ذاتها. الصورة الفوتوغرافيّة التي تشكّل موضوع المعرض، كانت مرّت بمراحل عديدة خلال تاريخها. ولدت بعد تجارب ونجاحات وهفوات تبدو لنا سوريالية إذا ما نظرنا إليها بمنظور الزمن الحاضر، بعدما صارت الصورة من عاديات الحياة اليومية التي يمارسها حاملو الأجهزة الخليوية لمناسبة، أو من غير مناسبة. الصورة الفوتوغرافيّة "تبهدلت" في مكان ما، بعدما صارت الكاميرا تلعب، من خلال تقنيّاتها المتطوّرة دوراً وازناً. إلى ذلك، وكما تشير النشرة الموزّعة في صالة العرض، صارت الصورة تتأرشف بسهولة، ويتم التعليق عليها، والإعجاب بها ومشاركتها، قبل أن يتمّ تخطّيها إلى شيء آخر. على الرغم من ذلك، ومن كلّ ما يمكن أن تقدّمه الصورة الرقمية من مغريات، لا يزال دور المصوّر الفوتوغرافي محوريّاً، أقلّه بالنسبة إلى من يرى في الصورة مادة فنيّة، وإلى من يرى فيها أبعد من إنعكاس بسيط وسريع لعالم موضوعي.

ما من شك في أن المهمّات الأولى، القديمة، للصورة الفوتوغرافيّة، كانت في معظمها توثيقيّة. حضور البورتريه الفردي أو ضمن جماعة خلال تلك المرحلة، وفي المراحل اللاحقة، يشهد لذلك. الصور التي يعرضها إلياس مبارك تحمل هذا الهمّ وهموماً أخرى أيضاً. لكن ما لم نقله بعد، هو أن هذه الصور، الصغيرة الحجم إجمالاً، تعود إلى شخص لا نعرفه، ولم يشأ مبارك أن يسمّيه، إذ أطلق على المعرض تسمية: "الحياة العجيبة والمحتملة للسيد ح". معاينة الصور المعروضة تخبرنا أن السيد ح لم يكن شخصاً عادياً. تعامل الرجل مع موضوعاته بحساسية ورقّة وإغواء، وتلاعب بالفكرة، وفانتازيا، وسعي نحو إكتشافات جديدة. ما رأيناه يذكّرنا بأكثر من مجموعة صور فوتوغرافيّة لدى أشخاص نعرفهم، بصرف النظر عن المستوى الفنّي المتفاوت في حدّته بين مجموعة وأخرى.

لا بد من ملاحظة إهتمام إلياس مبارك بما هو قديم. هذه العبارة تبدو، للوهلة الأولى، إشكالية. هذا القديم من شأنه أن يخبر صاحب المعرض قصصاً، ويحفّز رغبتة لفهم تطوّر روح المغامرة، ويغذّي مخيّلته ورغبته في إبتداع شيء ما. هذه الرغبة نفسها دفعته لتكبير الصور، الصغيرة الحجم أساساً (ثمة صندوق صغير في إحدى زوايا الصالة يحتوي على رزمة من الصور الصغيرة الأصلية يمكن الإطّلاع عليها)، فضلاً عن إضافة اللون إليها في بعض المواقع، علماً أن اللون يفوح أصلاً من روحيّة ما هو معروض، وإن كان مستتراً ومن نوعية مختلفة عمّا نعرفه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم