الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سيّدات يتعرضن للتمييز بسبب المظهر... "أنتِ ملكة"

المصدر: "النهار"
ندى ايوب
سيّدات يتعرضن للتمييز بسبب المظهر... "أنتِ ملكة"
سيّدات يتعرضن للتمييز بسبب المظهر... "أنتِ ملكة"
A+ A-

لطالما ربط الجمال بالمرأة وتحديداً بمظهرها الخارجي وفق معايير محددة تكرِّسها عارضات شابّات يتشابهن بالشكل لناحية التطابق و"الكمال"، ويتصدّرن أغلفة المجلات ودعايات مستحضرات التجميل أو أي منتجٍ يحاكي أنوثة #المرأة. وفي عصر الاعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي بلغ تأثير أولئك ذروته على مستوى تقييم المجتمع بالعموم والسيدات تحديداً لمعايير الجمال فأصبحنا أمام صورة نمطية غير واقعية للجمال. صورة تهمِّش كل سيدة لا تتوفر فيها صفات العارضات سالبين إياها حق الاعتراف لها بجمالها المختلف، والمقولب ضمن معايير لا شك أنها لا تقل أهمية عن "ستاندر" عالمي للجمال. ولأن التمييز بين النساء بناء على الشكل هو نوع من انواع العنف الممارس ضد المرأة، كان لا بد من دعم نساءٍ وإن برزت بعض الشوائب الخارجية على مظهرهن إلا أن جمالهن الداخلي والقضايا الانسانية التي يمثلنها تخولنهن من استحقاق لقب "ملكات". احد اشكال هذا الدعم أتى من خلال مشروع انساني تعاونت فيه ملكة جمال لبنان لعام 2008 #روزاريتا_طويل مع شركة "موموسو" لمستحضرات التجميل.

"أنا ملكة وأنت كمان ملكة"

بدأت تُعرضُ على قناة "يوتويب" الخاصة بالعلامة التجارية "موموسو" حلقات أسبوعية بعنوان "إنتِ كمان ملكة"، وفي كل حلقة تستضيف روزاريتا الطويل سيدة، لا تشبه عارضات الشاشة ووسائل التواصل ولا تتوفر فيها معايير #الجمال المتعارف عليها في الشرق الاوسط، وذلك بهدف التركيز على القضية التي تمثلها السيدة من خلال الاضاءة على مسيرة حياتها المليئة بالتحديات، فواحدة تعاني من الشلل الدماغي وأخرى من تشوهات في الوجه نتيجة العنف الاسري، وثالثة مصابة بـ"الأنوراكسيا"، كما ستحل لاجئة سورية ضيفة في احدى الحلقات للحديث عن مرض "الذئبة الحمراء" الجلدي الظاهر على وجهها ودفعها الى الانتحار. للمتقدمات في العمر حصتهن ايضاً، أما مرض السرطان وأثاره على مظهر المرأة فحاضر كذلك اضافة إلى حلقة ستتحدث فيها سيدة تعرضت للتنمر منذ الصغر بسبب الحروق الظاهرة على وجهها ويديها وأُخرى مخصصة لسيدة تعاني من متلازمة "دوان سندروم". "السيدات المغيبات عن دعايات مستحضرات التجميل وكل ما يُعنى بأنوثة المرأة سيكتشف المشاهد جمالهن الداخلي المهّمش في عالمنا العربي والشرق أوسطي"، تقول روزاريتا في حديث لـ"النهار"، لافتة إلى أن الهدف "تمكين المرأة ودعمها لتعزيز ثقتها بنفسها وحب ذاتها وتقبلها كما هي".

ولدت فكرة هذا المشروع بعد أن تلقت روزاريتا عرضاً من شركة "موموسو" الكورية، فطرحت عليهم مشاركة السيدات في العمل الترويجي إنطلاقاً من إيمانها بـ"المعنى الحقيقي للجمال، بعد أن أخضع عصر مواقع التواصل الاجتماعي المرأة لضغطٍ كبيرٍ خلال سعيها إلى الكمال والمثاليّة على جميع الأصعدة والا لا تعد جميلة". تطمح الطويل إلى تغيير مفاهيم الجمال في المنطقة كما هو حاصل في العالم أجمع من خلال موجات كبيرة بدأت تظهر نتائجها مع بروز عارضات بدينات او متقدمات في العمر منعاً للتمييز. الملكة التي انتُخِبَت قبل أعوامٍ لا ترى عيباً في السعي للكمال واستخدام المستحضرات للظهور بمظهر رائع دون شوائب إنما "العيب يكمن في تغييب شريحة لا يستهان بها من النساء اللواتي لا يراهن المجتمع جميلات فقط لأنهن لا يتشبّهن بأحد في عالم الجمال التقليدي".

في ظل تقصير عالم الجمال مع بعض الفئات من السيدات، تقصّدت روزاريتا عرض قصصهن الانسانية، ومن ثم اخضاعهن لجلسات تجميل بمستحضرات "موموسو" ليشكلن وجوهاً للماركة العالمية رغم اختلافهن عن المعايير التقليدية، وذلك للقول أن "كل واحدة منهن ملكة على طريقتها، ولها الحق بالتواجد في المجال من دون التشبّه بأحد". وفي نهاية كل حلقة تتوجه روزاريتا لضيفتها بالقول "أنا ملكة وأنتِ ملكة" لتعيد الضيفة العبارة نفسها وإنما هذه المرة متوجهةً إلى كل سيدة ستشاهدها من خلف الشاشة بهدف تمكينها والغاء التمييز ضدها وتشجيعها.

تقتصر الحلقات الثماني المصوّرة حتى الآن على استضافة سيدات لبنانيات وسوريات إلا أن الطويل تتمنى توسيع الدائرة لتشمل سيدات عربيات أخريات. والأمر متوقف على مدى التفاعل مع المبادرة ودعمها وللغاية خُصِصَت مجموعة من مستحضرات تجميل "موموسو" في فروعها في لبنان للبيع على أن يعود 20 في المئة من سعر مبيع كل قطعة لسيدة حلت ضيفة في البرنامج بهدف دعمها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم