الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كيف قارب المجتمع الأميركي المنقسم "ملحمة" كافانو؟

المصدر: "النهار"
A+ A-

"انقلاب قضائي"

رأى الصحافيّ البريطانيّ الأميركيّ ريتشارد وولف أنّ الموافقة على تعيين كافانو "ليست ديموقراطيّة" وإنّما "انقلاب قضائيّ". وذكر في صحيفة "ذا غارديان" البريطانيّة أنّ عدداً من المحافظين من بينهم الرئيس السابق جورج بوش الابن أيّدوا وجود قضاة من "البنّائين الصارمين"، إذ أعلن حينها بوش أنّه لا يؤمن ب "القضاة الناشطين الليبيراليين"، مشدّداً على أنّ ذلك يتناقض تماماً مع مفهوم القضاء المحايد وغير المسيّس. وأضاف أنّه تمّ تقييد مكتب التحقيقات الفيديراليّ "أف بي آي" من قبل البيت الأبيض لحماية كافانو الذي اعتبره أفضل شخص أمكن للتيّار المحافظ أن يحلم به، ولهذا السبب، كافح جدّاً لتعيينه في منصبه الجديد، بحسب وولف.


بصمة "سامّة"

جاء فوز القاضي بموافقة مجلس الشيوخ صعباً (50-48)، لكن بحسب ما كتبه نائب مساعد وزير العدل السابق هاري ليتمان في صحيفة "يو أس أي توداي"، كان الفوز "قبيحاً". اللافت للنظر أنّ ليتمان مثل وولف، استذكر تأكيد هذه المحكمة فوز بوش في الانتخابات المثيرة للجدل ضدّ منافسه آل غور سنة 1999. ورأى ليتمان أنّ تعيين كافانو كان الضربة الأقسى للمحكمة منذ قرارها منح الفوز للرئيس الجمهوريّ الأسبق. وأشار إلى أنّ #ترامب تمكّن من وضع بصمته "السامّة" داخل المحكمة العليا بشكل قد تستمرّ تأثيراتها إلى ما بعد نهاية ولايته الرئاسيّة بفترة طويلة وربّما إلى ما بعد تقاعد كافانو بزمن طويل أيضاً. وكانت هيئة التحرير في الصحيفة نفسها قد أعلنت بشكل واضح منذ يومين رفضها تعيين مرشّح ترامب في منصبه الجديد. وهكذا فعلت أيضاً يوم الجمعة صحيفة "ذا واشنطن بوست"، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ 30 عاماً وفقاً لمجلّة "بوليتيكو".


"نكسة" و "عار"

من جهتها، لم تكن هيئة التحرير في صحيفة "سان فرنسيسكو كرونيكلز" بعيدة عن توجيه الانتقاد لقرار مجلس الشيوخ الذي شكّل "نكسة" لشرعيّة المحكمة العليا ومكانة هذا المجلس. وكتبت أنّ المحكمة أصبحت ذا توجّه محافظ صلب، وبالتحديد بعد أن خلف كافانو القاضي أنتوني كينيدي الذي كان يحتفظ بصوت مرجّح وبعقل منفتح حول قضايا الحق بالإجهاض وحقوق المثليّين ووضع حدود لعقوبة الإعدام كما أضافت الصحيفة. ووصفت مسار تعيين كافانو من اليوم الأوّل وحتى الأخير ب "العار" منتقدة استهزاء ترامب من الدكتورة كريستين بلايزي فورد التي اتّهمت كافانو بالاعتداء الجنسيّ عليها. كذلك، انتقدت أداء القاضي الانفعاليّ في الردّ على أسئلة مجلس الشيوخ. ودعت المواطنين إلى الحدّ من سلطات ترامب في الانتخابات النصفيّة المقبلة.


"أوهام سلطتهم الأخلاقيّة"

بالمقابل، لم يوفّر المحافظون الديموقراطيّين من سهام انتقاداتهم. فقد عبّر دانيال ماكارثي في مقاله ضمن مؤسّسة الرأي الأميركيّة "ذا ناشونال إنترست" عن امتعاضه من الذين أصدروا "حكماً أخلاقياً" بحق القاضي كافانو "من دون أدلّة دامغة". وأضاف أنّ نقّاد كافانو يدركون الواقع، ولهذا السبب، وكانت هنالك محاولة "أكثر يأساً" للتشديد على أنّ إجاباته على أسئلة اللجنة كانت غاضبة وعاطفية وغير قانونية. بالنسبة إلى ماكارثي، تحوّلت المسألة ضد #كافانو من أنّه معتد جنسياً إلى أنّه كاذب ثم إلى أنّه متمتّع بمزاج غير مستقر. "باختصار، أصبحت القضية أضعف بشكل مطّرد وأكثر ذاتية".

وانتقد أيضاً محاولة "تعزيز أوهام التقدّميّين حول سلطتهم الأخلاقيّة الخاصّة". ورأى أنّ "ملحمة" كافانو تحمل أصداء لإخفاقات الديموقراطيين سنة 2016. كان شعار "أنا معها" فكرة حملة كلينتون للمحاججة. "في الواقع، كانت تعبيراً عن القبليّة والإذعان، إضافة إلى ازدراء فكرة أي نقاش أكثر استناداً للبراهين". وأضاف أنّ لدى الديموقراطيّين سلطة روحيّة وقوّة غير مقيّدة في المجالين الإعلاميّ والأكاديميّ لدرجة أنّهم إذا قالوا إنّ شخصاً هو معتد جنسيّاً فستصبح هذه الصفة ملازمة له. لكن بما أنّ المحكمة العليا خارج نطاق سيطرتهم، بدأوا الحديث عن تعديلها، كما كتب.


"سقط القناع"

من جهتها، استشهدت مونيكا شوولتر في موقع "أميركان ثينكر" المحافظ بتغريدة لأريال دوماس الكاتبة في برنامج "ستيفن كولبرت شو" جاء فيها: "مهما سيحصل، أنا مسرورة لأنّنا دمّرنا حياة بريت كافانو". وأضافت شوولتر أنّ هذه التغريدة تلخّص أفكار اليسار والديموقراطيّين الذين لم يهتمّوا بالحقيقة أو العدالة. "لقد أرادوا ببساطة تدمير (حياة) أحدهم". ورأت أنّ القناع قد سقط وأنّ اللعبة قد كُشفت من خلال هذه التغريدة. وأملت في أن يتذكّر الناخبون ذلك في الانتخابات المقبلة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم