الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

التكنولوجيا وأطباء الغد... تحد جديد في انتظار لبنان

المصدر: "النهار"
التكنولوجيا وأطباء الغد... تحد جديد في انتظار لبنان
التكنولوجيا وأطباء الغد... تحد جديد في انتظار لبنان
A+ A-


يبدو أن الطب التعليمي سيكون في مواجهة جديدة مع التطور التكنولوجي، تحدٍ آخر في انتظار لبنان والمؤسسات التعليمية التابعة للمستشفيات الطبية. تحول مناهج الطب في العصر الحديث ليس وليد اليوم، إذ شهدت هذه المؤسسات تغييراً جذرياً لكن بين الإنسانية والتكنولوجيا وأطباء الغد عملية دمج تفرض معايير وقواعد أساسية تتماشى مع هذه التطورات. يتحضر لبنان الى تنظيم مؤتمر يضم أهم الخبراء والمختصين بهدف تعزيز المناهج الطبية مع التكنولجيا دون ان تنعكس أضراراً أو مضاعفات. فماذا في التفاصيل؟

يستهل عميد كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور محمد صايغ لـ "النهار" حديثه قائلاً إن "المستشفيات الطبية التي لديها مؤسسات تعليمية يكون لديها ممثلون حول العالم وطُلب من لبنان وتحديداً مني ان يكون ممثلاً عن كل المؤسسات (مستشفيات تعليمية تابعة لجامعة) في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

كيف يمكن تعزيز التعليم؟


ويضيف "نجتمع سنوياً للبحث في المشاريع المهمة التابعة لهذه المستشفيات التعليمية، وأهم ما يمكن تقديمه هو تعليم الطلاب والطبيب المقيم. فإلى جانب الاعتناء والاهتمام بالمريض، هدفنا يكون أيضاً تعزيز التعليم لدى الطلاب (لدينا حوالى 400 طالب في كلية الطب ويُسجل نصفهم في الطب السريري). ما يعني انه لدينا حوالى 200 طالب يتنقلون في المستشفى بالإضافة الى 500 طبيب مقيم او متمرس يتخصصون ما يعادل 600 -700 متمرن بين طالب ومتمرن في المستشفى خلال سنة".

وانطلاقاً من هذا الواقع، جاءت فكرة المؤتمر بعنوان "التعليم في المؤسسات التعليمية الطبية" وفق صايغ "بهدف تحسين نوعية التعليم بما يتماشى مع التطور الطبي والتكنولوجي في العصر الحديث والتشديد على ان التعليم لا يتناقض مع العناية بالمريض وتجربته وخدمة الزبائن.

ونتيجة التطورات التي يشهدها التعليم الطبي بما فيها التكنولوجيا الطبية والروبوت والذكاء الاصطناعي، سعينا الى دمج هذه التطورات التكنولوجية مع المناهج التعليمية في الطب وإلقاء الضوء عليها من خلال خبراء ومتخصصين من كافة انحاء العالم".

اذاً، تكمن أهمية هذا المؤتمر بالتعرف حقيقة إلى مستقبل الطب التعليمي لا سيما في ظل التطورات الحاصلة في هذا المجال.

دمج التكنولوجيا مع التعليم الطبي


ويشير عميد كلية الطب في الجامعة الأميركية إلى ان "الجامعة تعمل على دمج الطالب مع هذه التطورات التكنولوجية من دون أن تتناقض مع مبادىء المريض والمهنة. ويأتي هذا المؤتمر لخدمة هذه الأهداف والعمل عليها مستندين إلى خبرات أجنبية وعربية للموازاة بين هذه التغييرات وما يتلاءم مع نظام التربوي لكل بيئة او دولة.

في الحقيقة نفتقد الى المعايير الموحدة بين الجامعات، لأن كل جامعة لديها أسلوبها ونظامها الخاص في الطب، سواء في السنوات او في الممارسة الطبية منذ السنة الاولى. لذلك سنعمل في هذا المؤتمر على وضع قواعد اساسية وخطوط عريضة موحدة تكون أشبه بدليل عن أهم النتائج والخلاصة التي نطمح الى تحقيقها في المناهج الطبية. ويبقى التحدي الأهم كيفية دمج التكنولوجيا مع التعليم الطبي والتحوّل الحاصل في العصر الحديث".

لا يَخفى على أحد أننا لم نشهد في كل الدول او المناطق حضور التكنولوجيا في الجراحات الطبية، وعلى سبيل المثال لا الحصر كما يقول صايغ "أجرينا عملية جراحية هي الأولى من نوعها التي تعتمد على تقنية الواقع المعزّز التي ساعدت الجرّاح في غزّة على إعادة ترميم يد طفل يعاني من خلل منذ الولادة. وكانت تلك المرة الأولى في لبنان والشرق الأوسط التي تجرى فيها هذه العملية عبر منصة "بروكسيمي" التفاعلية.

إذ توفّر منصة "بروكسيمي" بتقنية الواقع المعزّز مقاربة تفاعلية مما يتيح إمكانية التعليم والتدريب التطبيقي في إجراء عمليات الجراحة الروبوتية وضمن مدة زمنية قصيرة لشريحة واسعة من الجراحين وطلاب الطب".

ملتقى الخبراء


برأي صايغ اننا "شهدنا في السنوات الأخيرة تغييراً في النظام التعليمي لكننا ما زلنا بحاجة الى تطويره ليتماشى مع كل هذه التطورات وتفعيل خبرة الطالب وسيرته الذاتية لتُحاكي التكنولوجيا وتطور المناهج التعليمية لأطباء الغد. لذلك نسعى الى تعزيز الممارسات الطبية بالإضافة الى المحاضرات وحث الطالب على معالجة الإشكاليات ومناقشتها لتفعيل المشاركة والتدريب والممارسة لمهنة الطب نظرياً وتطبيقياً.

لذا سيكون هذا المؤتمر بمثابة ملتقى لأهم الخبراء والمختصين في هذا المجال، أسماء معروفة من أميركا اوروربا والدول العربية للعمل سوياً بهدف تحسين المناهج التعليمية ودمجها بالتطور التكنولوجي. في السابق كان الثقل الأساسي على النظريات والمحاضرات، اما اليوم يكمن التركيز على التطبيق والممارسة منذ البداية".

التكنولوجيا: سيف ذو حدين


وأكد عميد كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت انه "في السنوات العشر الماضية، أصبحنا نسمع أكثر بالمحادثات والمناقشات لمشاكل واشكاليات طبية، تقسيم الأطباء الى مجموعات ومناقشة حالة المريض وخدمته بشكل أفضل والرعاية الصحية. اما الجديد اليوم يكمن في دمج التكنولوجيا مع المناهج التعليمية بدقة وحذر تفادياً لأي اخطاء او انعدام التفاعل بين المريض والطبيب.

نحن مقدمون على تغير ملموس من خلال اعتماد التكنولوجيا الإلكترونية عوض الأوراق في الجامعة وسيكون لذلك انعكاساً على الطلاب. تحمل التكنولوجيا جانباً ايجابياً في تخفيض المضاعفات والآثار الجانبية وتشخيص مبكر ولكن يجب الحذر ايضاً لأن اي مبالغة او افراط في التكنولوجيا قد يكون له أثر سلبي في هذا الصدد. هدفنا الإستعانة بالتكنولوجيا لتحسين التعليم الطبي والرعاية الصحية للمريض، لذلك يجب الموازاة بينهما لخدمة أطباء الغد والرعاية الصحية للمريض في آن واحد".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم