تشغيل 10 أجهزة من تلسكوب "نويما"... تمسح "الفضاء الحارّ"

بدأت عشرة أجهزة من تلسكوب "نويما"، الأكبر في النصف الشمالي من الأرض المخصص لالتقاط الموجات الفضائية، العمل بعدما نُصبت في هضبة بور في #جبال_الألب الفرنسية.

وأعلن المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي أن "المرحلة الأولى من مشروع نويما انتهت الأربعاء"، مضيفاً: "أصبحت عشرة أجهزة لاقطة طول الواحد منها 15 مترا قيد العمل".

وهذا التلسكوب "نويما" هو من نوع التلسكوبات الميليمتريّة، وهي الجيل الجديد من التلسكوبات الراديوية تؤدي عملا مكملا للمراقبة البصرية للفضاء.

وأوضح المركز الوطني الفرنسي أن التلسكوبات البصرية تمسح "الفضاء الحارّ" أي النجوم التي تبلغ الحرارة فيها آلاف الدرجات، أما التلسكوبات الراديوية فهي تمسح "الفضاء البارد"، أي المناطق التي تنخفض فيها الحرارة إلى 250 درجة تحت الصفر، ولاسيما الغازات والغبار الكوني في المناطق الواقعة بين النجوم، وهي مصدر تشكّل النجوم والكواكب الجديدة.

ومن شأن هذا الفرع الجديد في المراقبة الفضائية أن يكشف أسرار تطوّر الكون وكيفية تشكّل أولى النجوم فيه، مباشرة بعد الإنفجار الكوني الكبير.

ويتيح التلسكوب "نويما" أيضا كشف النقاب عن النجوم التي تخفيها سحب الغبار الكوني والتي يستحيل رصدها بالتلسكوبات البصرية.

وهذا التلسكوب من تصميم معهد المراقبة الفضائية الراديوية الميليمترية، بتمويل من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، ومعهد "أم بي جي" في ألمانيا، ومعهد "آي جي أن" في إسبانيا.

ويتيح جمع عشرة أجهزة لاقطة مع بعضها دقة في المراقبة توزاي دقّة تلسكوب عادي قطره 760 مترا، لذا يتمتع "نويما" بدقّة عالية جدا في الرصد تكفي مثلا لرصد وجود جهاز هاتف على بعد 500 كيلومتر.

وستختتم المرحلة الثاني من التلسكوب في العام 2021 مع تشغيل آخر جهازين لاقطين.

وسينضم "نويما" إلى تجمّع عالمي للمراصد المنتشرة بين أوروبا والقطب الجنوبي مرورا بتشيلي وهاواي، يحاول التقاط "صورة" للثقب الأسود الواقع في وسط مجرّتنا درب التبّانة.