اشترِك في نشرتنا الإخبارية
بالصور والفيديو- ماذا أخبركم عن صور وقانا... التاريخ والطبيعة يتكلمان
صور... من أين أبدأ باخباركم عن صور ومدنها وعراقتها وقدسية أرضها؟
زرتها مرات عدة ولم أشعر انها وافية لتغطية جوانبها المتعددة الوجوه والتمتع بكل ما تقدمه، وآخر زياراتها كان نهار السبت الفائت تلبية لدعوة وزارة السياحة في لبنان التي بدأت بدورها حركة لتفعيل السياحة الداخلية. فقد قامت الوزارة بمبادرة ورعاية الوزير افيديس كيدانيان بدعوة اعلاميين واختصاصيين في السياحة وممثلي نقابات لتغطية نهار زرنا فيه قرية قانا، مقام النبي عمران، ميناء الصيادين والمنطقة المجاورة، والموقع البحري الأثري بعد وجبة غذاء في استراحة صور. وكان في الاستقبال رؤساء بلديتا قانا وصور وفريق من المساعدين للمرافقة واعطاء المعلومات الوافية الى جانب فريق عمل متكامل من الوزارة.
في هذا التقرير، سوف أعرض عليكم مقتطفات من هذه الزيارة ومن الزيارات السابقة التي تضم موقع البص الاثري، بالاضافة الى جمال مدينة صور من البحر وطبعاً مغيبها الرائع.
ولكن في البدء، لا بد من نبذة تاريخية سريعة.
يعود تاريخ مدينة صور الى حوالي 2750 ق.م. و"صور" تعني بالفينيقية "الصخرة"، للدلالة على الطبيعة الصخرية التي بنيت عليها المدينة. ويعود أصل الصوريين الى الفينيقيين الذين جابوا البحر المتوسط ووصلوا الى سواحل البحر الاطلسي وأقاموا مستعمرات عدة, منها قرطاجة. وقد اشتهرت صور بصناعة الارجوان والزجاج الشفاف وببسالة شعبها واقدام بحّارتها، ما ساعد بنشر الأبجدية الفينيقية. وهي تعتبر من أهّم وأعرق المدن القديمة بتجارتها وحضارتها. وقد تعاقبت عليها الحقبات التاريخية كالاغريقية، والبيزنطية، والعربية، والعثمانية.
وقد عرفت صور الديانة المسيحية، وكان لها ولصيدا وقانا النصيب الأوفر من البشارة، ومن السيّد المسيح ذاته (مر 3/7-8) ووردت أسماء هذه المدن مرّات عدة في الكتاب المقدس، كما كان لها أيضا حصتّها من العجائب (متى 15/21-28- يو 2/1-11).
وعرفت المنطقة فترة ازدهار واسعة في العصر البيزنطي ثمّ دخلت جيوش المسلمين وتابع الأهالي مسيرة الازدهار في ظلّ االخلفاء الامويين والعباسيين، ومن هنا نرى الأوجه الحضارية المتنوعة في اثارها وابنيتها ودور العبادة، والقلاع والخانات والكهوف والأسواق،... والجدير بالذكر أن غناها التراثي الأثري تزيد مساحته عن ٥٠٠ ألف متر مربع.
يقع قضاء صور على بعد 85 كلم جنوب بيروت و25 كم عن الحدود، وهو أحد أقضية جنوب لبنان. مدينة صور تقع على البحر المتوسط وهي مركز القضاء وتمتاز بالتنوع الطائفي بين أهلها والتعايش المتكامل مثل الكثير من مناطقنا اللبنانية. كما أنها تتمتع بأحد أكبر الشواطئ الرملية الذي يضم أكشاش صغير ة للزوار وتحافظ المنطقة على احدى أكبر محميات لبنان للسلاحف البحرية والنباتات.
والوصول الى هذا القضاء سهل بسبب الاوتوستراد العريض الذي يوصله ببيروت، كما أنّ الطريق يعتبر متعة للنظر في نقاط كثيرة لوفرة السهول المزروعة بالحمضيات والموز والزيتون ولامتداد الشواطئ. ولتمضية افضل نهار أنصحكم ببدء التجوال من قانا ثم الى صور لوجبة الغذاء وهي المدينة المعروفة بمطاعمها و المأكولات البحرية الشهية ومن بعدها استكشاف ارجائها.
قانا
تقع قانا على بعد 13 كم من مدينة صور، شرقاً، وترتفع 300 متر عن سطح البحر.
وكما ورد في الكتاب المقدّس (يو 2/1-11)، فان أولى عجائب السيد المسيح كانت في قرية قانا حين حول الماء إلى نبيذ خلال مناسبة زواج لينقذ أهل العرس من الحَرج بطلب من امّه مريم.
هذا هو الموقع المشار اليه وما تبقّى من الاجران عبر العصور.
ومن هنا ننتقل الى المغارة التي كان يجتمع فيها السيّد المسيح بتلاميذه، وكانت أيضا مكاناً للتنسك والتعبد وهي تعتبر مكاناً للحج والصلاة، والوصول اليها أصبح سهلاً عبر ادراج مطلّة على القرى المجاورة. والملفت للنظر، المناديل المربوطة على العديد من الأشجار من قبل المؤمنين كنوع من النذور.
على الطريق من والى المغارة، تستوقفك هذه الصخرة وعليها نقوش للسيد المسيح وتلاميذه الاثني عشر بالاضافة الى نقش آخر منفرد منسوب على الأغلب إلى والدته مريم.
المرور بمقام النبي عمران في بلدة القليْلِة
نصل الى ميناء الصيادين في صور، بمراكبه الصغيرة وشباكه المبعثرة على ارصفته وتمثال للسيدة العذراء في وسطه، بالاضافة الى بعض المقاهي المقابلة ومن الممكن الإبحار للتمتع بجولة...
ثم بعض الأمتار سيراً على الأقدام الى كاتدرائية سيّدة البحار حيث كانت مزّينة لاقامة مراسم الزواج.
ومن بعدها الى بقايا الكنيسة القديمة الواقعة تحتها...
وأيضاً المشي لأمتار عدّة للوصول الى ما يسّمى بالحارة المسيحيّة...
هناك مكانان أساسيان للمعالم الأثرية في صور معروفان بالمينا او الموقع البحري، وموقع البصّ والجدير بالذكر أنّ مدينة صور قد أدرجت على لائحة مواقع التراث العالمي عام 1984.
الموقع البحري الأثري
يمكن الوصول إلى مدخل الموقع عن طريق السير على طول الكورنيش، بدءاً من فندق الفنار، بعد "الحارة المسيحية"، وتستوقفك إلى اليسار، بقايا لكاتدرائية صليبية من القرن الثاني عشر، والتي قيل انّها كانت تتويجًا لملك القدس.
اما بالنسبة الى المنشآت الاثرية، فتعود بمجملها إلى العصور الرومانية والبيزنطية بالاضافة الى بعض بقايا من أرصفة المرفأ الفينيقي الجنوبي، أو المصري.
موقع البص الاثري
للوصول إلى هذا الموقع الذي يربط المدينة بالضاحية الشرقية، من الممكن سلوك الطريق الرئيسي باتجاه الجنوب من دوار البص. وهو عبارة عن شارع رئيسي من العصر الروماني وقد جرى ترميمه في العصر البيزنطي، ويضم قوس نصر ضخماً ومدافن وبقايا ميدان كبير لسباق عربات الخيل وغيرها من الاثار الرائعة.
أليست كل زاوية من زوايا بلدنا مدعاة للفخر؟ أليست قرانا ومدننا أحق فينا من غيرها؟ وأليس أهلنا المضيافون في الجنوب يستأهلون كل دعمنا على الأقل، بزيارة الأماكن الخلابة التي تطغى بغناها وتاريخها وقداستها ومساحتها على أية اثار أخرى على الأرض؟
ونهاية، أودّعكم مع مغيب الشمس من هذه الأرض الصامدة عبر العصور، ودمتم بخير حتى لقائنا المقبل. يمكنكم متابعة تجوالي عبر الـ stories على صفحتي في انستغرام:
وفي فايسبوك على هذا الرابط (اضغط هنا)
