الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مناورات عسكرية مصرية- أميركية للسنة الثانية توالياً... العلاقات تتعافى

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسر خليل
مناورات عسكرية مصرية- أميركية للسنة الثانية توالياً... العلاقات تتعافى
مناورات عسكرية مصرية- أميركية للسنة الثانية توالياً... العلاقات تتعافى
A+ A-

وتكتسب تدريبات المشتركة، التي بدأ تنفيذها دورياً منذ 1980، أهمية كبيرة بالنسبة للقاهرة وواشنطن من الناحية العسكرية، وفي الوقت ذاته، تعد مؤشراً مهما على مدى متانة العلاقات السياسية بين البلدين الحليفين.  

وكانت تلك العلاقات شهدت اضطرابات متتالية منذ اطاحة حكم جماعة "الإخوان المسلمين"، في ثورة 30 حزيران 2013، وبلغ التوتر أوجه في حقبة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

ومع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017، وحصول تقارب بينه وبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بدأت الآمال تتزايد في تحسن العلاقات مجددا، وعودتها لسابق عهدها.

تدريبات إستراتيجية

يقول عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، اللواء أركان حرب حمدي بخيت لـ"النهار" إن "تنفيذ هذه التدريبات، يعد مؤشراً جيداً جداً، وهي سوف تنفذ في موعدها، وربما على نطاق أكبر من السنة الماضية، ويجب أن ننظر إلى العلاقات مع القوى الكبرى بشكل فيه قدر من التوازن، لأن بعض المتوترين يقولون إن العلاقات بين مصر وأميركا يجب أن يكون فيها ندية، وهذا كلام غير منطقي، فالقوى الكبرى هي القوى الكبرى".

 ويضيف أن "الاتزان في العلاقات مع واشنطن مهم جداً، مع الحفاظ على السيادة المصرية، واستقلالية اتخاذ القرار، ومفاهيم الأمن القومي المصري...لا تسمح بالمساس بهذه الجوانب، وقد سجلت من قبل محاولات للمساس بها، خلال السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة من حكم أوباما، وقد أكدت مصر أنها لا تسمح بذلك.

ويلفت إلى أن "تدريبات النجم الساطع تعزز العلاقات العسكرية المصرية الأميركية وتؤكد على قوة ومتانة العلاقات الأخرى".



وحول مدى استفادة مصر التي تخوض عملية عسكرية شاملة ضد الإرهاب تحت اسم "سيناء 2018"، من "النجم الساطع" في مواجهة جماعات العنف، يقول الخبير العسكري إن "القاهرة لن تستفيد كثيرا من واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب، فهي لديها خبرة كبيرة في هذا المجال، والأميركيون اكتسبوا خبرة حرب الصحراء من تدريبات النجم الساطع، ثم استخدموها في حروب سابقة مثل حرب العراق وغيرها".

لكنه أكد أن "تلك التدريبات تضيف لمصر نوعاً من الدعم العسكري مع القوى المشاركة، ودعماً معلوماتياً واستخباراتياً، وتعزز التنسيق مع القوى الإقليمية والدولية المشاركة، وبالتالي سوف يوجد نوع من الدعم العسكري والسياسي للجيش المصري، لهذا نحن نفتح أذرعنا وعقولنا، لهذا التعاون، ولكن نضع نصب أعيننا ثلاثة محددات رئيسية، وهي: قيم الأمن القومي المصري، المصالح الإستراتيجية المصرية، واستقلالية القرار السيادي المصري".

علاقات قوية

وترى الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة أن "العلاقات على المستوى العسكري بين مصر وأميركا ظلت قوية لعقود، ربما باستثناء فترة أوباما التي شهدت بعض التوترات"، وتقول لـ"النهار": "إن المؤسستين العسكريتين في القاهرة وواشنطن استطاعتا أن تحافظا على علاقات واتصالات قوية ومستمرة، باستثناء هذه الفترة التي شهدت بعض التوترات بسبب موقف إدارة أوباما من ثورة 30 حزيران 2013".

وتضيف الشيخ: "بالتالي عادت هذه العلاقات لطبيعتها، وتم الإفراج عن بعض المساعدات المعلقة، وإجراء التدريبات، وهذا كان واضحاً في لقاء الرئيس ترامب مع الرئيس السيسي أكثر من مرة، وحتى في الموقف الأميركي من العديد من القضايا، مثل ملف حقوق الإنسان، كان واضحا جدا أن هناك تغيراً في السلوك الأميركي ورغبة في تحسين العلاقات مع مصر".

وتشير أستاذة العلاقات الدولية إلى أن "أحد أهم أشكال هذه التغير هو إجراء هذه التدريبات، واعتقد أن البنتاغون كان دائماً مؤمناً بأهمية مصر من الناحية العسكرية، بالنسبة للولايات المتحدة، ومصر أيضا سوق كبيرة للسلاح الأميركي، ونقطة ارتكاز مهمة في إستراتيجية أميركا، وحلف الناتو بشكل عام، في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي يدرك البنتاغون أنه لا يجوز التضحية بمصر لأهميتها".

تقارب زمني

وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي تشهد إجراء تلك التدريبات المهمة، حيث نفذت عمليات مماثلة في أيلول 2017، أي بعد أشهر من تولي ترامب السلطة. وكان من المعتاد أن تنفذ "النجم الساطع" كل عامين. ويأتي هذا التقارب الزمني بعدما علقت إدارة أوباما، تلك التدريبات، للمرة الأولى في تاريخها، إثر اطاحة حكم "الإخوان المسلمين" بمصر في العام 2013.

وأشار بيان عسكري إلى أن التدريبات "من المقرر أن تنفذ بين الثامن من أيلول و 20 أيلول 2018، في قاعدة محمد نجيب العسكرية ومناطق التدريبات البحرية المشتركة بنطاق البحر الأبيض المتوسط".

وأوضح البيان العسكري ان " عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية والقوات الخاصة لكلا من مصر وأمريكا واليونان والأردن وبريطانيا والسعودية والإمارات وإيطاليا وفرنسا ستشارك في التدريبات".

وأضاف أن "الدعوة وجهت لعدة دول للمشاركة بصفة مراقب فى التدريب من بينها: لبنان، رواندا، العراق، باكستان، الهند، كينيا، تنزانيا، أوغندا، الكونغو الديمقراطية، تشاد، جيبوتى، مالى، جنوب أفريقيا، النيجر ، السنغال، وكندا".

وأشار إلى أن التدريبات تهدف إلى "تبادل الخبرات وتنسيق العمل بين القوات المشتركة من الدول الشقيقة والصديقة، وتوحيد المفاهيم وصقل مهارات العناصر المشاركة، وتطوير أسلوب العمليات والتدريب على مكافحة الإرهاب والحرب الغير نمطية، وتخطيط عمليات الدعم الإداري والإخلاء الطبي، والتدريب على طرق مكافحة العبوات الناسفة، وأحدث أساليب مكافحة التهديدات التي تواجه الأمن البحري، وتخطيط وإدارة العمليات الجوية المشتركة فضلا عن تعزيز الاستقرار في المنطقة ".






الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم