الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أطباء مصريّون "يصوّرون المريضات ويتحرّشون بهن"

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
أطباء مصريّون "يصوّرون المريضات ويتحرّشون بهن"
أطباء مصريّون "يصوّرون المريضات ويتحرّشون بهن"
A+ A-

على الرغم من أنها مهنة إنسانية في المقام الأول، هدفها الرئيسي التخفيف من أوجاع المرضى، إلا أن بعض الأطباء لا يشغلهم في المهنة سوى إشباع غرائزهم الجنسية من خلال تصوير المريضات من دون علمهنّ، وربما التحرش بهنّ واغتصابهنّ إذا أتيحت لهم الظروف، غير مبالين بأخلاقيات المهنة، ولا بقسمهم عند عملهم في مهنة الطب.

تعددت الوقائع المؤسفة في مصر في هذا الصدد، وامتدت على مدى سنوات ، كان آخرها قيام طبيب أمراض داخلية مصري بمحافظة الدقهلية بتصوير مريضاته بكاميرا ثبّتها على سرير الكشف دون علمهن، إلا ان إحداهن وتدعى "منى. ا. م" (28 عاماً) أخبرت زوجها الذي يعمل نقّاشاً بمدينة المنصورة ويدعى "حمزة.ا.م." (34 عاما)، بما قام به الطبيب من تحرّش بها خلال الكشف عليها، فحرر محضراً بالواقعة. وتبيّن أن الطبيب، ويدعى "محمد.ا.م.ح." (46 عاما)، مدرس في كلية الطب بجامعة المنصورة. وبتفتيش عيادته عثر على كاميرا، كما عثر في جهاز الكمبيوتر الخاص به على أكثر من 27 مقطع فيديو لبعض السيدات خلال الكشف الطبي من أجل ابتزازهن، إلى جانب ممارسته الرذيلة مع بعضهنّ داخل حجرة الكشف بموافقتهن.

ولم تكن هذه الواقعة هي الأولى من نوعها، بل سبقتها حوادث أخرى. ففي أيار من العام الماضي، أصدرت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار علي محمد عرايس، حكماً بحبس طبيب 3 سنوات، بعد قيامه باغتصاب الممرضة التي تعمل في عيادته وتدعى "م.م".

وقبل هذه الواقعة بسبعة أعوام وتحديداً في أوائل عام 2010، وفي منطقة المطرية بالقاهرة، تمكنت الأجهزة الأمنية من الإمساك بطبيب أسنان أربعيني يدعى عبدالرحمن.ع ، بسبب ممارسته الجنس والتحرش بمريضاته من السيدات اللاتي يترددن على عيادته الخاصة وتصويرهنّ دون علمهنّ. وبعد تفتيش عيادته، عثر على قرصين مدمجين (CD) فيهما مقاطع فيديو لممارسته الرذيلة مع مريضاته، حيث اعترفت عليه الممرضة الخاصة به والتي تدعى "س. م"، بعد أن اغتصبها وأفقدها عذريتها.

وفي العام 2014، وفي منطقة روض الفرج، استغل طبيب نساء مهنته في مغازلة مريضاته لإثارتهن جنسياً من أجل ممارسة الرذيلة معهن، حيث ورد بلاغ إلى قسم شرطة روض الفرج يفيد باغتصابه إحدى مريضاته بعد تخديرها.

وفي العام 2016، أقدم طبيب في مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالشرقية على اغتصاب مريضة نفسية بكماء تدعى صابرين لكنها لم تستكمل علاجها وخرجت من المستشفى لتكتشف والدتها أنها حامل في الشهر الثالث وهي لم تتزوج بعد.

وفي محافظة السويس تمكنت المباحث من القبض على طبيب يدعى "أيمن. ع" اعتاد التحرش بمريضاته، وأصيبت إحداهنّ بصدمة، فجاء زوجها إلى عيادة الطبيب لمواجهته، إلا أن الشرطة حضرت وحررت محضراً بالواقعة، لكن الزوج تنازل عن المحضر خوفاً على سمعته، لكن مديرية الصحة بالمحافظة علمت بالخبر وحققت مع الطبيب المتهم.

الدكتور عبد المنعم فوزي، استشاري جراحة العظام، ومدير مستشفى يشدد على "أخلاقيات المهنة وأهمها الحفاظ على سرية حياة المريض ومعلوماته وصوره، بحيث لا يجوز تصويره أو نشر معلومات عنه إلا بموافقة كتابية"، لافتاً إلى أن "أخلاقيات المهنة في مصر موضوع غير مقنّن، والقسَم يكون جلسة ودّية ليس شرطاً أن يحضرها الأطباء، ولا توجد قواعد وأسس واضحة، وكل طبيب يحكّم ضميره وأخلاقه ما دامت القوانين غير محسومة عند المرضى والأطباء على السواء".

وتابع فوزي أن تصوير الأطباء مرضاهم واستغلاهم جنسياً ومادياً ليست ظاهرة، لكنها تصرفات فردية نتيجة "وجود فساد أخلاقي في أي مهنة. ذلك أن قطاع الأطباء مثله مثل أي قطاع فيه الصالح والطالح، لكن في كثير من الأحيان يكون هناك تضخيم إعلامي على الأمثلة السيئة والحوادث التي تحصل"، مشيراً إلى أنه ليس من المجدي إجراء كشف على القوى العقلية للأطباء قبل تعيينهم وإعطائهم إذناً بمزاولة المهنة، لأن ذلك مسؤولية الرقابة الشخصية، ويكون هناك شكل من أشكال التقييم.

وأكد الدكتور عمرو حسن استشاري أمراض النساء والتوليد بكلية الطب في جامعة القاهرة لـ"النهار" أن "لائحة آداب مهنة الطب تنص على امتناع الطبيب عن إجراء الكشف على المريضة بمفردها، فلا بد من وجود الممرضة أو أحد أقاربها، وهو مسألة ضرورية من الناحية الشرعية، واستغلال بعض الأطباء مهنتهم في ممارسة أعمال غير أخلاقية مخالفة مرفوضة، وإذا تبين قيام أي طبيب بالتحرش بمرضاه أو تصويرهم وثبت ذلك بالتحقيق يتم شطبه من نقابة الأطباء ووقفه عن العمل نهائياً".

من جانبها، علقت الدكتورة إيمان عبد الله أستاذة الصحة النفسية والظواهر الاجتماعية، لـ"النهار" بأن "تحرش الطبيب بمرضاه وتصويرهم من أنواع الهوس الجنسي، فهناك من يثار من رؤية العضو التناسلي للطفل، وهناك هوس برؤية المناطق الحسّاسة، وهناك هوس بأماكن ليست لها علاقة بالجنس والاستثارة...وكل حالات الهوس الجنسي تحتاج إلى علاج نفسي وتناول أدوية إلى أن يتماثل المريض إلى الشفاء".

وأشارت أستاذة الظواهر الاجتماعية إلى أن الهوس الجنسي يعود سببه إلى "التنشئة الاجتماعية الخاطئة منذ الطفولة. فالطفل يرى والديه وهما يمارسان الجنس فيصاب بالاندهاش... كما يمكن أن يكون الشخص المصاب بالهوس الجنسي قد جرى التحرش به فيصبح لديه هوس عندما يكبر. كذلك يعتبر الاكتئاب أحد أسباب الهوس الجنسي...". وأسفت الى ان "هذه الوقائع زادت في المجتمع المصري في الفترة الأخيرة بسبب انعدام التربية الجنسية السليمة...".

ولفتت الى أن "الإعلام ركز على الطبيب الذي يفعل ذلك مع مرضاه، لكن خلف الشاشات هناك مهندس ومدرّس يمارسان أكثر من ذلك ولا يعرف أحد عن ذلك شيئاً... بالتأكيد لا يتعلق الأمر بمهنة بل بتصرفات فردية مدانة".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم