الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"المرجوحة" لسيريل عريس: طمس الحقيقة داخل شقّة في الأشرفية (فيديو)

المصدر: "النهار"
"المرجوحة" لسيريل عريس: طمس الحقيقة داخل شقّة في الأشرفية (فيديو)
"المرجوحة" لسيريل عريس: طمس الحقيقة داخل شقّة في الأشرفية (فيديو)
A+ A-

سيريل عريس، مخرج لبناني شاب درس الإخراج في نيويورك وعرض “المرجوحة” في مهرجان #كارلوفي_فاري الأخير (٢٩ حزيران - ٧ تموز) ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية. 

من داخل شقّة في #الأشرفية، يوثّق عريس فصلين من حياة جدّه وجدّته. الجدّ لا يعلم أنّ ابنته الحبيبة توفيت، في حين أنّ زوجته “بتعرف” وتحاول تجاوز المحنة بأقل قدر من الدموع، كي لا توقظ عند زوجها أي شكّ، وهذه محنة أخرى. نراها تنزوي لتبكي بعيداً منه، أمّا هو فينتظرها كي تعود من الأرجنتين… هكذا أخبروا التسعيني الذي بات ينتظر الموت وكلّ شيء حوله تغيّر. أمجاده الشخصية صارت خلفه: الحبّ، أيام البحبوحة، السعادة. في اعتقاده أنّ ابنته ستعود، إلا إذا كان يعلم ويوهم الآخرين بأنه يجهل، وهذا أيضاً ممكن!


هذه الضبابية أجمل ما في الفيلم. ولكن، ما السبب أنّ العائلة تخفي عنه حقيقة الموت؟ صحته الضعيفة؟ سنّه التي لا تتحمّل؟ هل الطريقة الشرقية بعدم المصارحة بحجّة حماية مَن نحب صحيحة وفعّالة؟ الرجل مؤمن، فلمَ لا يتمسّك بإيمانه ويقبل “القدر” الذي كتبه الله له؟ ألا يحق له أن يعرف حقيقة ما جرى؟ هذه بعض من الأسئلة التي تخطر في بالنا ونحن نشاهد فيلماً رقيقاً يفيض بلحظات الحزن والأسى والألم، ويكتب كذلك سيرة مكان لا نرى منه إلا ناطحة سحاب تحجب الرؤية، كميتافور لحال بلادٍ وناسٍ.  


تعشق السينما الوثائقية اللبنانية توثيق الحياة الأُسرية. هذا ليس بجديد. فيكاد لا يوجد مخرج لبناني لم يتكلّم على والده أو جدّه أو خاله أو أمه. مع ذلك، يجد “المرجوحة” أرضية مختلفة “يلعب” عليها ليقول إنّ الحداد مستحيل عندما نجهل الحقيقة. الفيلم فعّال لأنه مبني على أساس متين، مشغول بالغريزة، وهو أحد هذه المشاريع التي ما كانت لتنجح لولا الصدق والتورّط الكامل للمخرج. رغم الإمكانات المتواضعة والظروف المفروضة، يعرف المخرج بالضبط ماذا يريد، ويبقى مركزّاً عليه، ولا تغريه جرجرة كاميراه إلى خارج إطار إهتمامه. والأهم انه لا يدرك كلّ أبعاد فيلمه والإسقاطات التي يمكن ان يكون “ضحيتها”.    


يقفز “المرجوحة” إلى الحيّز العام لشدّة اقترابه من شخصياته بحميمية بالغة، وتترك أثراً واضحاً في نفْس المُشاهد. فيصبح أنطوان عريس انعكاساً لكلّ واحد منّا، هو ذلك المواطن الذي تُقال له أشياء وتُخفى عنه أشياء أخرى. هناك شيء منه في كثر منّا. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم