الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد 13 عاماً... عاد دولة الرئيس!

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
بعد 13 عاماً... عاد دولة الرئيس!
بعد 13 عاماً... عاد دولة الرئيس!
A+ A-

يعود اليوم إيلي الفرزلي نائباً لرئيس مجلس النواب لمدة 4 سنوات، بعدما كان تولى هذا المنصب لمدة 13 سنة منذ 1992 حتى 2005، وأُبعد عنه بسبب خسارته موقعه النيابي في دورتي 2005 و2009 على إثر التغيرات السياسية التي وقعت على الساحة اللبنانية عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

ايلي نجيب الفرزلي من مواليد زحلة 1949، ابن شقيق نائب رئيس مجلس النواب لمدة طويلة أيضاً أديب الفرزلي، محام خريج الجامعة اللبنانية سنة 1972 وناشط سياسي لمع اسمه باكراً في منطقته خلال الحرب الأهلية اللبنانية، حيث لعب مع مجموعة من رفاقه الزحليين دور الوسيط بين السوريين والقيادات اللبنانية، وكان ابرز من خاض المفاوضات خلال فترة حصار زحلة من الجيش السوري سنة 1983، وهو من ساهم في اللقاء الشهير بين المطران أندريه حداد وغازي كنعان على اطراف مدينة زحلة الذي انطلقت منه تسوية فك الحصار عن المدينة ودخول السوريين إلى زحلة عبر مفرزة امنية وانسحاب "الكتائب" و"الأحرار" منها.

وبعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وإحكام السيطرة السورية عليه كان المحامي الفرزلي يتقدم ليصبح الرقم واحد في البقاع بحكم علاقته القوية مع غازي كنعان الحاكم الفعلي وقتها، فأسس الجبهة الزحلية سنة 1986 مع الوزير السابق خليل الهراوي وعدد من الناشطين السياسيين وترأسها، والتي كانت صلة وصل بين الأهالي والقيادة السورية في عنجر.



وبعد فشل الاتفاق الثلاثي، والانتفاضات التي تبعته وأدت إلى هروب قائد "القوات اللبنانية" سابقا إيلي حبيقة إلى زحلة، كان للفرزلي الدور الكبير في ترتيب وجوده في المدينة، إلى حين تفجير مطرانية سيدة النجاة الشهير عام 1987 الذي استهدف اجتماعاً في المطرانية كان يجمع حبيقة والفرزلي والهراوي والمطران حداد، والذين نجوا منه بأعجوبة وما زالت بعض الندوب على وجه الفرزلي تذكّر به.

في العام 1990 بعد اتفاق الطائف عيّن نائباً عن قضاء زحلة، ودخل الساحة السياسية اللبنانية الأرحب من الباب السوري، وخاض الانتخابات النيابية عام 1992 عن المقعد الأورثوذكسي في البقاع الغربي وفاز فيها ليتحول منذ ذلك الوقت السياسي الشعبي الأبرز في المنطقة.

دخل الفرزلي إلى منطقة البقاع الغربي، التي كانت شبه منكوبة إثر الاحتلال الإسرائيلي والحرب الأهلية اللبنانية. فعرف استغلال موقعه المتقدم عند السوريين، عبر تواجده الدائم قرب الناس، وتدخل لتسوية ملفات آلاف الشبان الذين تعرضوا للاعتقال بعد الدخول العسكري السوري إلى المنطقة، كما عمل مع القيادات الأهلية في القرى المسيحية خصوصاً إلى عودة أهلها إليها بعد هجرها خوفاً من السوريين، ما جعله رقماً سياسياً وشعبياً صعباً أدى إلى اكتساحه انتخابات 1996 و2000 .



التحولات السياسية بعد سنة 2002، واستبدال صديق الفرزلي اللواء غازي كنعان برستم غزالي، لم تأت لمصلحة الفرزلي الذي لم تجمعه به الكيمياء، فتعرض لضغوطات سورية ومحاصرة، خصوصاً بعد انفتاحه على القيادات المعارضة ولقائه النائب وليد جنبلاط الرافض للتمديد للرئيس لحود، كما لقاءاته السرية مع الرئيس امين الجميل واعضاء من قرنة شهوان، نذكر منها اللقاء الشهير في منزل الشهيد جورج حاوي في بتغرين. ولكن على الرغم من الضغوط، حافظ الفرزلي على علاقته بالنظام السوري.

في تشرين الأول 2004 عين إيلي الفرزلي وزيراً للإعلام في حكومة الرئيس عمر كرامي وتخلى عن موقعه في نيابة رئاسة مجلس النواب للنائب ميشال المر، قبل ان يقع الزلزال السياسي بإغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري في 14 شباط 2005 وتستقيل الحكومة في 28 شباط 2005.

اغتيال الحريري كان له أثر كبير في مسيرة الفرزلي السياسية، كما أن "زلة لسان" انفعالية في حلقة مباشرة مع الإعلامي مارسيل غانم (وصف أبو عدس بالاستشهادي) جعلته عدواً لأنصار الحريري ومن بعدهم الطائفة السنية في لبنان، فشنت عليه أقسى الحملات، كانت كافية لإسقاطه في انتخابات 2005.


انتخابات 2005 ظنها الفرزلي فورة دماء وبعدها ستعود المياه إلى مجاريها، وسيستعيد النائب الموقع المفقود في أول انتخابات لاحقة، وأكمل عمله وكأنه لم يخسر، وتابع نشاطاته الذي يعرفهه الجميع، خصوصاً تلك التي تتعلق بالواجبات الاجتماعية، فمعروف عن الفرزلي حضوره الدائم في "الأفراح والأتراح"، إضافة إلى استعمال ذكائه في حفظ الوجوه والأسماء، فهو يستطيع مناداة مئات الأشخاص أمام كنيسة أو مسجد بأسمائهم، وأبقى بيته مفتوحاً للمراجعات، حيث كان يغص بالعشرات في نهاية الأسبوع للمراجعات. ورافق الفرزلي التحولات السياسية التي عصفت بالساحة السياسية بعد الـ2005 وانفصال العماد عون عن قوى 14 آذار وتوقيع ورقة تفاهم مع حزب الله تحولت حلفاً بينهما، وتقربه من العماد عون بعدما كان خصماً شرساً له. 



جاءت انتخابات 2009 ، لكنها لم تنصف الفرزلي كما اعتقد، بل كرر أهالي البقاع الغربي انتخاب لائحة تحالف 14 آذار بأعضائها الـ6 ورسب الفرزلي. هذه النتيجة أحدثت تحولاً كبيراً أيضاً في مسيرة الفرزلي الذي لم تسعفه أصوات طائفته الكبيرة التي حصل عليها، فإنقلب على خطابه الوطني الذي عرف به، وبدأ استعمال اتصالاته للترويج لقانون انتخاب يقضي بانتخاب كل طائفة نوابها، عرف فيما بعد بالقانون الأورثوذكسي، وقد نجح في تأمين حشد نيابي له، إلا أنه سقط في مجلس النواب بعد معارضة شديدة له من كتل "اللقاء الديموقراطي" و"المستقبل" و"القوات اللبنانية"، لكنه لم يملّ، وأكمل عمله للوصول إلى قانون من روحية القانون الأورثوذكسي، وهذا ما جرى حيث يعتبر الفرزلي من أبرز المنظرين للقانون الحالي، ووفي الوقت نفسه، متّن علاقته أكثر وأكثر بالعماد ميشال عون حتى أضحى من أقرب المقربين إليه، وشكل هو وكريم بقرادوني وسليم جريصاتي وحبيب فرام "لقاء السبت" ليضحى كفريق استشاري لعون بقي حتى انتخابه رئيساً، كما نجح من خلال علاقته بالرئيس بري أن يكون صلة الوصل ومطفئ النيران حين تشتعل بين الرابية وعين التينة".

أوصل القانون الجديد الفرزلي إلى الندوة البرلمانية، ونال وحيداً نصف أصوات المسيحين رغم وجود 6 مرشحين، واستعاد اليوم الرقم 4 الذي فقده منذ 13 عاماً، كما "استعاد موقع منطقته ووموقع مسيحيي البقاع الغربي، كما يقول. ليشكل حافزاً للبقاء في مناطقهم، ولا يعودون حديقة خلفية لأحد. وفتح أمامهم المجال للاحتفاظ بالموقع لأن لا أولاد له، ولا يسعى إلى التوريث كما يشدد دائماً في جلساته.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم