"النهر الأسود" في بعلبك يصبح حقيقة... ويبعد شبح كارثة بيئية

أكثر من سبع سنوات والحكاية نفسها مع بداية كل فصل ربيع، حيث تجف مياه نبع "بحيرة رأس العين" أو ما يسمى "البياضة" التي كانت تتدفق بمعدل 600 ليتر في الثانية، وتنخفض إلى نحو 150 ليتراً في الثانية في فصل الصيف لتشكل اليوم كارثة بيئية ناجمة عن شح المياه بسبب انخفاض منسوب المتساقطات.  

حلول وطروحات عديدة طرحت من قبل لإيجاد حل ورفع مسبّبات الجفاف طوال السنوات السبع الماضية من دون جدوى. وكان لا بد من العودة إلى موروث قديم كان توارثه الأحفاد عن الأجداد لأكثر من قرن عن وجود مايسمى" النهر الأسود" وهو نهر سطحي غزير داخل أراضي مدينة بعلبك، ويستطيع أن يروي بساتين المدينة.

بلدية بعلبك الحالية أرتأت أن تسير وراء هذا الموروث وتبحث عن" النهر الأسود" لأشهر عديدة، على الرغم من استهزاء البعض بالأمر واعتباره مجرد تكهنات لا أساس لها. غير أن المفاجأة الكبرى كانت اليوم، مع العثور على نبع مياه سطحي على مقربة من نبع" البياضة" ليصبح "النهر الأسود" حقيقة مؤكدة للجميع، بالإضافة إلى إنقاذ المنظومة الأيكولوجية والتوازن البيئي في بعلبك.

فخلال قيام بلدية بعلبك بحفر بئر إرتوازية مقابل مبنى دار المعلمين والمعلمات قرب البحيرة في محلة رأس العين للبحث عن النهر، تم العثور على مجرى مائي سطحي على عمق 12 متراً ونصف لتستبشر المدينة خيراً وتعود المياه إلى البركة ومجرى رأس العين الذي جف بدوره، واقتصرت موارده على مخلفات المياه المبتذلة، ما حول البحيرة والنهر إلى بؤرة آسنة تهدد الصحة العامة، وتقطع أرزاق المقاهي والمطاعم والمتنزهات الممتدة على طرفي محلة رأس العين.

وأكد رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس خلال تفقد عمليات الحفر، الاستعانة بخبير جيولوجي، للكشف عن مجرى المياه ومباشرة حفر البئر على عمق 12 متراً ونصف. وكشفت عملية الحفر عن مجرى مياه غزير، وإن تجربة البئر ستجري غداً، لتحديد كمية المياه المتوافرة بدقة. وقال: "من المتوقع أن يؤمن كمية واعدة من المياه، يمكن ضخها إلى مجرى نهر رأس العين لاستثمارها من قبل المزارعين ضمن إطار المساعي التي تبذلها البلدية لتأمين مياه الري لمزارعي المدينة في محلة البساتين، الذين تتعرض مزروعاتهم للتلف واليباس نتيجة شح المياه في بحيرة البياضة".