عبر نقطة المصنع الحدودية مع سوريا عصر اليوم، 15 باصا تقلّ 481 شخصاً من اللاجئين السوريين العائدين من منطقة شبعا جنوبي لبنان، إلى بلداتهم في مزرعة بيت جنّ وضواحيها، وقام الأمن العام اللبناني بتأمين هذه "العودة الطوعية". وكانت الباصات دخلت لبنان قرابة الحادية عشرة والنصف من قبل الظهر فارغة من سوريا إلى شبعا لتعود قرابة السادسة، محملة بالنساء والأطفال وكبار السن، ولكن أيضا بعدد لا بأس به من الذكور، علما أن هؤلاء سيتوجب عليهم تأدية الخدمة العسكرية في الجيش السوري بعودتهم إلى بلادهم.
وكان لافتاً لدى وصول الباصات إلى المصنع، النقطة الأخيرة قبل عبورهم إلى بلادهم، أن أُخرِجَ العلم السوري وصور الرئيس السوري بشار الأسد، وجرى رفعها فوق الباصات، وألصقت على زجاجها، وامتشقها البعض أمام عدسات كاميرات الصحافيين الذين حضروا بكثافة لتغطية الحدث، فيما حضر أيضاً ممثلون عن "المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة"، إلى المصنع، وواكبوا كمراقبين مغادرة قافلة العائدين. وفيما سمح للصحافيين بالحديث مع العائدين، اكتفوا بالقول إنهم سعداء لأنهم "راجعين على بلدنا". عند نقطة المصنع أيضاً، حضرت زوجة وأطفالها وأحفادها ينتظرون عبور الباصات التي أقلّت النصف الآخر من العائلة: الزوج واربعة ابناء، ثلاثة منهم مع زوجاتهم وأطفالهم، وابنة تركت طفلتها في لبنان، ولم يكن تلاقي العائلة للوداع مرة أخيرة قبل أن تعود وتجتمع في موعد لا يعلمونه، بل أيضاً بغرض تزويد العائدين بالطعام والشراب، لأنهم بقوا من دون طعام ومياه منذ صعودهم إلى الباصات في شبعا قبل الظهر.
ولاحقاً، أعلنت المديرية العامة للأمن العام - مكتب شؤون الاعلام، في بيان انها "قامت اعتبارا من صباح اليوم بتأمين العودة الطوعية لمئات النازحين السوريين من قرى وبلدات شبعا، كفرشوبا والهبارية الى بلداتهم في سوريا"، مضيفةً "بلغ عدد النازحين العائدين بحسب بيان الأمن العام، 472 نازحا انطلقوا من نقطة التجمع في نادي بلدية شبعا بواسطة 14 حافلة بمواكبة دوريات من المديرية العامة للامن العام حتى معبر المصنع على الحدود اللبنانية السورية. وتمت عودة النازحين في حضور ومتابعة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR التي تواصلت مباشرةً مع الراغبين بالعودة وتأكدت ان عودتهم طوعية بملء ارادتهم".










نبض