الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

شعارات انتخابات 2018... "جرّبونا مرة أخرى"

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
شعارات انتخابات 2018... "جرّبونا مرة أخرى"
شعارات انتخابات 2018... "جرّبونا مرة أخرى"
A+ A-

"نحمي ونبني"، "صار بدّا"، "التيار القوي"، "أنا مش لوحدي"، "نبض التغيير"... عينة من الشعارات الانتخابية التي رفعتها الأحزاب والتكتلات، للانطلاق نحو برلمان 2018 المقبل. شعارات رُفعت في الحملات الانتخابية والدعائية وتنوعت بين القوى السياسية، تطرحُ تساؤلاتٍ عدة عن كيفية اختيار الشعار والمعايير المعتمدة. وللمسألة بعدان؛ اجتماعي وإعلاني. فماذا يقول الخبراء؟

"شعارت سليمة وفارغة"...

نجحت القوى السياسية في اختيار شعارات سليمة في الشكل، فأتت مختصرة، بسيطة، لا تتجاوز بضع كلمات رنانة تجذب الناخب، على حد وصف مدير عام شركة "FP7" الإعلانية ايميل عطالله، الذي شرح في حديث لـ"النهار" أن "الشعار الانتخابي هو بمثابة حجر الزاوية خلال المنافسة الانتخابية. فبواسطته يوجه الحزب رسالة مباشرة إلى الناخب، يلخص من خلالها فكره وبرنامجه المطول في جملة بسيطة جاذبة. لذلك يبحث كل حزب عن "الكلمة المفتاح" أو نقطة التأثير في قاعدته الشعبية ويبني شعاره انطلاقاً منها".

"الشعارات سيف ذو حدين. تخدم المرشح وقد تؤذيه، إن لم تُدرَس جيداً في المضمون. وعليها أن تُبرِز الاهتمام بمشاكل المواطن وتحقيق طموحاته، أو السعي إلى بناء الوطن وتطويره"، يقول عطالله. وهنا ينتقد شعارات معظم القوى السياسية التي جاءت برأيه "إما فارغة بلا أي مضمون ومبدأ. وإما بمضمون لا يُصَدَّق، فَعَكَسَت بذلك وقاحةً صارخة تجلت في أكثر من شعار يُبَشِر بمحاربة الفساد والتغيير على يد أحزاب تحكمت بالسلطة على مدى 30 عاماً. علماً أن في عالم الإعلانات، وخصوصاً الانتخابية، على المرشح أن يعد بأمر يُصَدَّق خصوصاً في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث الضوء مُسَلَّط على أكبر الأمور وأصغرها، ولا يفلح أحد في إخفاء شيء". 

وعن شكل الترويج للحملات الانتخابية، انتقد عطالله غياب الأحزاب التقليدية عن منصات مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تُعدُ جزءاً من طرق ووسائل الإعلان. في حين أن "مجموعات ما يسمى "المجتمع المدني"، استخدمت تلك المنصات بشكل جيد، وبعضها توجه إلى الناخبين بخطاب سياسي لا شعارات فارغة"، على حد وصفه.

شد عصب للانتماءات الأولية... 

يرى الدكتور في علم الاجتماع ملحم شاوول أن "القوى السياسية تعتمد في حملاتها الانتخابية على الشعارات التي تشدّ عصب الناخب للانتماءات الأساسية الأولية كالعائلية والطائفية والمناطقية والعشائرية، وهي من أسهل الأمور في لبنان. وتهدف بذلك إلى تفادي الغوص في برنامج سياسي تُحاسَب عليه، فتُبقي شعاراتها ضمن إطار العموميات حيث تصعب محاسبتها". ينتقد شاوول في حديث لـ"النهار" استهداف الأحزاب مناصريها فقط وإثارة غرائزهم، من دون العمل على إقناع من هم خارج محيطها، كما تفرض بديهيات العمل السياسي.

تلجأ الاحزاب إلى استعمال التناقض لإبراز مشروع الحزب أو المرشّح. ويشرح شاوول عينة من الشعارات المطروحة في المعركة الانتخابية. فشعار "التيار القوي" الذي رفعه "التيار الوطني الحر" ينبع برأيه من "فكرة قديمة بدأت من أيام "حرب التحرير"، وتبعه "الرئيس القوي" و"العهد القوي". هذه الفكرة تنم عن ذهنية سياسية تعود إلى القرن التاسع عشر وأوئل القرن العشرين، ويريد التيار من خلالها إظهار الأحزاب الأخرى ضعيفة". أما حزب "القوات اللبنانية" ومن خلال شعار "صار بدّا"، فـ"اعتمد على الذهنية الإنقاذية، ويطرح نفسه كمنقذ للمواطن اللبناني"، على حد تفسير شاوول. في حين أن رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، وبحسب رأي شاوول، أرادت من خلال شعار حملتها "انا مش لوحدي" أن تقول "إن الشعب معها انطلاقاً من تسمية كتلتها بـ"الكتلة الشعبية"، وجاء الشعار كرد على كل من يصفها بالوحيدة من دون حلفاء، فقالت أنا مش وحدي الشعب معي". 


وعلى الرغم من أن "حزب الله" يلجأ إلى مؤسسات ترويج إعلامي، ولديه خبراء في هذا المجال ومراكز أبحاث وإحصاء، إلا أن شعاره الانتخابي "نحمي ونبني" ضعيف برأي شاوول، الذي يفسره على ان "حملات الحماية التي يخوضها الحزب كحرب تموز تكلف الكثير من دمار وخراب، خاصة للبنى التحتية. وبالتالي تحتاج إلى حملات بناء". 

شعارات كثيرة، عددٌ كبير منها تابع لأحزاب في السلطة، وكأنها تقول للناخبين "جرّبونا مرة أخرى". 

شعارات قد تجذب الناخب إلى صناديق الاقتراع في 6 أيار المقبل، لكن ما هو الحقيقي منها وما هو "الفارغ" من أي حقيقة ووعد يضمره المرشحون؟ الولاية المقبلة لمجلس النواب تجيب عن هذا التساؤل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم