الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سوريا سبع سنوات على طريق الآلام

المصدر: واشنطن- "النهار"
هشام ملحم
هشام ملحم
Bookmark
سوريا سبع سنوات على طريق الآلام
سوريا سبع سنوات على طريق الآلام
A+ A-
في الذكرى السابعة لبداية انتفاضة سلمية ضد الطغيان، يواصل العالم لا مبالاته بالهمجية المنظمة التي يدمر فيها جيش النظام السوري المدعوم من روسيا وايران وميليشياتها غوطة دمشق المحاصرة منذ 2013 بسكانها في بيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم. هكذا يحدد المعجم معنى كلمة الغوطة : "الغُوطَةُ : مجتمعُ النبات والماء . ومنه : غُوطَةُ دمشق : وهي أَحد مَنَازِهِ الدُّنيا السبعة لكثرة ما فيها من الرياض ، وما فيها من فاكهة ورياحين".  سبع سنوات من الحروب حولت سوريا الى ارض يباب. لم يسلم من الحرب لا الانسان ولا النبات ولا الحجر، ولا الحاضر وحتى التاريخ قتل بالوحشية ذاتها. الهمجية المنظمة لنظام بشار الاسد دمرت حلب، درة مدن الشرق، وهمجية "الدولة الاسلامية" سحلت تدمر الساحرة. سبع سنوات عجاف، قتل فيها نصف مليون سوري، وجرح مليون على الاقل، وتم اقتلاع 12 مليون، أكثر من خمسة ملايين منهم تحولوا لاجئين في دول الجوار، بينما هاجر آخرون الى اوروبا مشيا على الاقدام، او في شاحنات كانوا يختنقون فيها في الصيف او في زوارق صغيرة يديرها قراصنة جدد كانت تغرق في مياه المتوسط لتحوله مقبرة مائية. النصف الاخر من المقتلعين اصبحوا لاجئين ولكن داخل حدود الوطن الممزق.عندما بدأت التظاهرات السلمية في آذار 2011، لم يتوقع أحد، لا المتظاهرون، ولا النظام الظالم، ولا جيران سوريا، ولا العالم كله، الفظائع والاهوال التي طاولت كل سوري وسورية، وهزت المنطقة من جذورها، وجذبت الى اتونها دول ومرتزقة و"جهاديون" من الغرب والشرق، ليتصارعوا فوق ارض سوريا. لم يتوقع أحد، ان تتحول التظاهرات الاحتجاجية التي كانت تطالب بالتغيير والكرامة والحرية وتصر على تحقيق مطالبها تحت شعار "سلمية، سلمية"، سلسلة من الحروب المروعة المحلية والاقليمية والدولية. تاريخ الحروب النظامية والاهلية يعلمنا ان القادة يتحكمون بتوقيت بدء القتال ولكنهم نادرا ما يكونوا قادرين على تحديد نهاية الحروب.مشهد عسكري معقد ومخيف ومعرض للفلتان المشهد العسكري الراهن معقد ومخيف لأنه يمكن ان يؤدي الى عنف غير معهود حتى بالمقاييس الرهيبة في الحرب السورية التي زادت مدتها عن الحرب العالمية الثانية. خلال اسابيع اسقط المدافعون عن عفرين طائرة مروحية لتركيا التي تواصل اجتياحها السافر لعفرين، بينما اسقط الثوار مقاتلة روسية. وبعد ان اسقطت اسرائيل طائرة دون طيار (درون) ايرانية الصنع اطلقت من قاعدة سورية، اسقطت الدفاعات الصاروخية لجيش النظام قاذفة اسرائيليىة شاركت في غارات ضد الطيران السوري. وفي الفترة ذاتها تصدت القوات الاميركية وحلفائها المنتشرين شرق نهر الفرات لهجوم شنه مقاتلون مدعومون من النظام السوري ، وقتلت نحو مئة من المهاجمين تبين لاحقا انه كان بينهم عدد من المرتزقة الروس. والان تهدد روسيا بانها ستتصدى للطيران الاميركي اذا هاجم سوريا. هذا مسرح عسكري غريب ومعقد ويتغير باستمرار...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم