الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

Carpolo: للتخفيف من زحمة السير والتلوّث... فما هي؟

المصدر: "النهار"
مارسل محمد
مارسل محمد
Carpolo: للتخفيف من زحمة السير والتلوّث... فما هي؟
Carpolo: للتخفيف من زحمة السير والتلوّث... فما هي؟
A+ A-

لا شك في أن #زحمة_السير من أسوأ يوميات اللبناني، بعيداً من الضغط النفسي والتوتر يستمع الأفراد إلى الموسيقى، يراسلون أحباءهم أو حتى يتابعون صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. لكن إن أمعنا النظر حولنا، نلاحظ أنّ معظم السيارات تحوي شخصاً أو شخصين كحد أقصى، أي هناك مقاعد فارغة لشخصين آخرين على الأقل، علماً أننا نطالب المسؤولين بايجاد حل لأزمة السير، إلا أنّ إجراءات من جهة واحدة أي الحكومة أو القوانين لا تكفي، بل يجب أن ترافقها أعمال للأفراد تضمن راحة الجميع وتخلصهم من هذه المعضلة. تخفيف عدد السيارات التي تدخل الى بيروت يومياً من الحلول الواعدة، فلماذا لا يستقل عدة أشخاص #السيارة نفسها؟

لربما الأمر له علاقة بعادات المجتمع الحالي الذي نعيش فيه، إذ انّ معظمنا يشعر بالخجل عند الطلب من شخص غريب أن يقله، لكن الفكرة ليست حديثة، فأجدادنا الذين عاشوا في القرى قديماً كانوا يسألون الجيران أو الأقارب ايصالهم الى بيروت. مبرر آخر قد يكون بسبب عدم الثقة بالغرباء خصوصاً بعد الحوادث الكثيرة التي حصلت في وسائل النقل العام. لكن ماذا لو استطاع أحدهم ايجاد حلول لهذه المعوّقات وقدّم خدمة جيدة للأفراد، هل سيكون هناك حاجز للاستفادة من مقاعد السيارة تحديداً في هذا الزمن الذي يوفر لنا التكنولوجيا والتطوّر اللازمين لضمان راحتنا وسلامتنا بشكل كبير؟

اقرأ أيضاً: سيارات خطرة على حياتك في الأسواق... فانتبه!

مبادرة فردية، قام بها رائدا الأعمال محمد نبعة ورالف خيرالله عبر إنشاء شركة CarPolo والتطبيق الهاتفي الخاص بها، والذي تضم مجموعة من الأشخاص الذين يبحثون عن سيارة لتقلهم إلى عملهم أو الى الأماكن التي يريدونها. وجاءت فكرة التطبيق للتخفيف من عدد السيارات التي تدخل العاصمة يومياً. على سبيل المثال وليس الحصر، إن كنت مقيماً في صوفر، وتتوجه إلى بيروت يومياً يمكنك البحث على التطبيق عن شخصٍ يقيم في صوفر أيضاً والطلب منه أن يقلك بسيارته.



بموارد وامكانيات محدودة، بدأ محمد ورالف مشروعهما ونجحوا في الحصول على الدعم المادي والمعنوي المطلوب عبر حماسهم وثقتهم بالفكرة وذلك من أجل جعل التنقل أكثر كفاءة عبر تنظيم استخدام مقاعد السيارات غير المستخدمة. وفي حين أنّ السياسة العامة تركز على بناء المزيد من البنية التحتية والطرق لاستيعاب الحاجة المتزايدة للتنقل في المدن المزدحمة، اتبعوا نهجاً مختلفاً بعد تزايد نسبة التلوّث وضياع الوقت والمال بسبب أزمة السير.


تهدف Carpolo إلى تقديم وسيلة جديدة من وسائل النقل عبر خلق مجتمع قائم على استخدام السيارات من خلال تطبيق هاتفي. لذلك "نحاول أن يكون الأفراد المنتسبون إليه موثوقين، فنطلب منهم ملء بياناتهم الشخصية إضافة إلى معلومات إضافية كمحاولة لبناء ثقة بين السائق والراكب". بحسب ما قاله الشريك المؤسس لـ Carpolo رالف خيرالله.

كل سائق أو راكب يملك صفحة شخصية على التطبيق تحوي صورهم ومعلومات عنهم إضافة إلى مطالبهم أي عدم التدخين عند ركوب السيارة أو اختيار نوع الموسيقى المفضلة. ويمكن للطرفين رؤية بعضهما البعض قبل الموافقة على الجولة، إضافة إلى وجود قسم للتقييم ما يُضفي ثقة إضافية ونوعاً من المصداقية.

حالياً، تتوجه Carpolo الى الشركات الكبيرة والجامعات ومؤسسات الدول إضافة إلى مجموعاتها العامة، وتعمل على خلق مجموعات خاصة بها من الأفراد الموثوقين الذين يمكنهم الركوب في السيارة نفسها والتوجّه الى العمل. وأوضح خير الله: "فوائد خدمتنا اجتماعية أيضاً إذ تتيح للأفراد التعرّف إلى بعضهم البعض، علماً أنّ اللبنانيين بحاجة الى توعية لأهمية هذا الحل خصوصاً أنّه موجود في الدول الأوروبية".

أفكار بسيطة تساهم أحياناً في ايجاد حلول لمشاكل كبيرة يعاني منها الكثيرون، ومؤسسو Carpolo يحاولون المساهمة ولو بشكل متواضع في التخفيف من سلبيات زحمة السير والتلوّث على حد سواء، إضافة إلى خلقهم فرص عمل للشباب اللبناني وتشجيعهم على ابتكار اختراعات جديدة تُحسن من معيشة الآخرين وتوفر لهم فرصة الحصول على عمل خاص بهم. ويبقى الوقت هو الفاصل الوحيد بين نجاح هذه الابتكارات وانتشارها، فهل ستتم الاستفادة من هذه الخدمات في المستقبل القريب أم ستبقى محدودة لجمهور معيّن؟

اقرأ أيضاً: بالصور: أجمل 10 سيارات للعام 2017


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم