الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عهد التميمي "تقاوم"... والدها لـ"النّهار": الإسرائيليّون قد يحاكمونها وفقا لقانون "تامير"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
عهد التميمي "تقاوم"... والدها لـ"النّهار": الإسرائيليّون قد يحاكمونها وفقا لقانون "تامير"
عهد التميمي "تقاوم"... والدها لـ"النّهار": الإسرائيليّون قد يحاكمونها وفقا لقانون "تامير"
A+ A-

"أيقونة #فلسطين" شامخة، صامدة وصلبة، وقد تحدثت همساً إلى والدها من داخل قاعة المحكمة، أبلغته عن طريق الإشارات "أنها بخير تقاوم داخل السجن كما خارجه، وقد استطاعت الانتصار على العدو، فلم يتمكن محققوه من انتزاع اي كلمة منها حتى اسمها، ما عزز ثقتها بنفسها، وهي في مرحلة أخف من الضغط وقادرة على الاستمرار". هذا ما اكده باسم التميمي والد عهد لـ"النهار"، شارحاً: "كانت منتشية فخورة انها استطاعت كسر فاشية الاحتلال الذي مارس عليها كل انواع الضغط من العزل والتخويف والارهاب، فالتحقيق معها امتد لساعات، وضعت في غرف مزروعة بأجهزة تنصت لأيام، ومع هذا فشلوا في كسر ارادتها، هي اليوم اكثر راحة واستقراراً بعدما انتقلت إلى سجن هشارون مع الفتيات الفلسطينيات، حيث والدتها وابنة عمها في القسم ذاته، تراهما وتتبادل الحديث معهما". 

ترهيب واعتقال

درس جديد في النضال أعطته عهد إلى العالم وثّقته كاميرات الاحتلال في الخامس عشر من هذا الشهر، عندما صفعت وركلت ابنة الـ16 عاما ترافقها قريبتها نور، جنديين اسرائيليين داخل باحة منزلها قبل طردهما، ليتم تطويق بيتها بعد اربعة أيام "بنحو عشر آليات عسكرية قبل اقتحامه، في خطوة سبقت اعتقالها، طلبت عهد تغيير ملابسها، دخلت مجندتان معها الغرفة، لم يستغرق الأمر اكثر من دقائق ثلاث، قبل اقتيادها، وأثناء محاولة والدتها ناريمان زياتها تم توقيفها بتهمة تحريض ابنتها على مهاجمة العسكريين كما اعتقلت نور ابنه عم عهد، لظهورها في مقطع الفيديو ذاته، وهي تهاجم الجنديين". قال باسم شارحا

"يعمل الاحتلال على اظهار قوته الكاملة لاضعاف الخصم الفلسطيني من اول لحظة لقرع الباب حيث يعلو صراخ العسكريين في جو اقل ما يقال عنه إنه ارهابي وهو جزء من منظومة التحقيق الاسرائيلية". ومع هذا أكد "لم يتم ضرب ابنتي خلال التحقيقات بل كان الضغط نفسيا فقط".

كسر حاجز الخوف

"في كل المرات التي برزت فيها عهد وحيدة والديها على ثلاثة اشقاء كانت تدافع عنهم وعن والدتها في وجه العسكريين الاسرائيليين". قال باسم قبل ان يشير "هي كأشقائها مندفعة، أخوها الكبير مثلا اصيب مرتين وسجن ثلاث مرات، فخيار عائلتنا مقاومة الاحتلال، ربيت أولادي على هذا النهج ولا أندم على ذلك، وما قامت به عهد يجب ان يقوم به كل فلسطيني"، مؤكداً"ممنوع ان نربي هذا الجيل على الخوف والقلق والارتباك امام محتله الموجود في مكونات حياته اليوم وغدا وبعد مئة عام. فإن كنا نريد التحرير يجب ان ننزع الخوف من قلوب أولادنا، والحمد لله تمكنت عهد من كسر حاجز الخوف، فهي مؤمنة بقضية وما تقوم به ليست ردة فعل او حالة انفعالية، صحيح أنا أب في لحظة معينة، لكن الانجرار وراء العواطف لا يخدم أبناءنا".

الاستناد إلى قانون "تامير"

طموح عهد ابنة بلدة النبي صالح وسط الضفة الغربية التي اشتهرت بصورها وهي طفلة صغيرة تواجه جنود الاحتلال بشجاعة "ان تكون لاعبة كرة قدم لو لم يكن هناك احتلال لكن بما ان واقعها حرمها من ذلك قررت ان تدرس الحقوق لتدافع عن ارضها، والى حين استكمال دراستها سيقت في الامس إلى المحكمة الاسرائيلية حيث مددت فترة اعتقالها للمرة الثالثة، وتأجلت الجلسة إلى يوم الاثنين لاستكمال التحقيق حتى تقديم لائحة الاتهام". قال باسم، وعما إن كان يخشى من صدور حكم قاس بحقها؟ أجاب"الواضح انهم يريدون اخذنا إلى هذا الاتجاه، يحاولون تأليف وتوليف قضية ممكن ان تصل محكوميتها إلى تسعة أشهر، مستندين إلى قانون تامير الذي يدين المعتقل حتى وان لم يعترف، وذلك بمجرد وجود شاهد واحد عليه فلسطيني أو إسرائيلي، وفي قضية عهد يقولون إنه تم تصويرها من قبل أحد ضباط الجيش قبل أيام من هذا الحادث تضرب حجارة، فالاتجاه أن ضباط الجيش وجنوده سيشهدون عليها".

مصير مشابه... ولكن 

"كما تواجه والدة عهد التهم ذاتها، وربما أخف، لكن لا نعلم اتجاه القضية، ونتمنى ان تتوضح الأمور لنعرف تقديرات المحامين"، بحسب باسم الذي أكد "نحن مستعدون نفسياً، كوننا نواجه احتلالاً، وهذه محكمته التي لا تعرف العدل، فكل هدفها قمعنا، الضغط علينا ومعاقبتنا في محاولة لترحيلنا، لكن هذا لن يحدث". ولفت "أشعر بالاحتضان الشعبي والرسمي الفلسطيني والعربي وحتى الدولي لعهد، وهو احتضان للقضية الفلسطينية، وقد اتصل بي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والقيادات الفلسطينية بكل اطيافها، وذلك عدا الالتفاف الإعلامي غير المسبوق، كما نثمن ونقدر ونشكر كل شخص وقف إلى جانبنا ولو بمشاعره".

عهد على العهد في مسيرة النضال التي بدأتها، وكلها أمل أن يبقى الدعم والالتفاف الشعبي والرسمي والإعلامي إلى جانبها، وأن لا تُنسى قضيتها إذا قدّر لها مزيد من العمر خلف قضبان السجن!

اقرأ أيضاً: عهد التميمي ثائرةٌ أيقظت الصرخة المتأخّرة




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم