الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عوده في قداس الميلاد يدعو لتحصين لبنان: العالم يتقدّم ونحن نزداد تخلفاً

عوده في قداس الميلاد يدعو لتحصين لبنان: العالم يتقدّم ونحن نزداد تخلفاً
عوده في قداس الميلاد يدعو لتحصين لبنان: العالم يتقدّم ونحن نزداد تخلفاً
A+ A-

 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها #المطران_الياس_عوده، خدمة قداس الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في الاشرفية.

وبعد الإنجيل المقدس ألقى عظة، وفي الشق السياسي، قال: "نحن نعيش في عصر يغلب عليه السواد. حروب وقتل وحقد وانتقام وتجويع وتهجير واللائحة تطول. ورغم مجيء المسيح وكرازة الرسل وتقوى القديسين ما زال الإنسان غارقا في الخطيئة. كيف يمكن للانسان المفتدى بدم الإله أن يتخلى عن بنوته لله ويعود عبدا لشهواته وسقطاته لقد حل شمس العدل ليزيل ظلام النفوس لكن المدعوين كثيرون والمختارين قليلون لأن من يقبلون النعمة بملء إرادتهم قليلون.  نعم الله كثيرة وهو يغدقها علينا لا استحقاقا منا بل بسبب محبته اللامحدودة ورحمته. لكنه لا يتجاوز حريتنا". 

وتابع: "لقد أعطانا الرب وطنا جميلا لم نعِ أهميته ولا حافظنا عليه كما يجب وأخشى أن نبكي عليه إن لم نستدرك الأمور سريعا. لبنان لنا جميعا. لكل أبنائه بكل فئاتهم وطوائفهم وانتماءاتهم وإن اصابه مكروه يصيب الجميع لا فئة دون أخرى. إن استنزفنا ماليته ستنعكس النتائج علينا جميعا. إن أهملنا غاباته وأسأنا إلى بيئته سوف ندفع جميعنا الثمن. إن خالفنا المواثيق الدولية وشرعة الأمم المتحدة فالمتهم يكون لبنان كله أي اللبنانيون كلهم لا فئة أو طائفة بعينها. كلنا مسؤولون".

ولفت الى "ان العالم يتقدم ويتطور ونحن نزداد تخلفا وفقرا وجهلا وتراجعا اقتصاديا وانحلالا أخلاقيا وتفككا اجتماعيا. أين الطاقة الخلاقة التي تحرك الإنسان وتدفعه إلى طرح التساؤلات والتمرد والنقد الخلاق والإبداع، أين الإيمان بالله الذي يزرع في القلب المحبة والرجاء؟".

وقال: "مطلوب منا جميعا عمل دؤوب من أجل إعادة بناء لبنان الموحد الحر المستقل المتميز الديموقراطي بعيدا من المساومة والترقيع والمصلحة. مطلوب منا تحصين لبنان ضد الإنقسامات والتعديات والسمسرات والترضيات والحصص والصفقات. مطلوب إعادته عاصمة للثقافة والسلام والتسامح والحوار والحرية، حرية الرأي وحرية التعبير السليم والمسؤول والعدالة ونبذ العنف والتطرف واحترام التنوع والإختلاف والحداثة والإبداع. مطلوب من الجميع مكافحة الفساد في النفس أولا ثم عند الآخرين. الدين العام يتراكم ويهدد مستقبل البلد وفي المقابل ثروات طائلة وصفقات وشبهات. التوافق قد يعني التقاسم. لم لا تطبق القوانين؟ إطلاق الشعارات لا يكفي. المطلوب التزام جدي من الجميع والتخلي عن المصالح الخاصة من أجل المصلحة العامة، مصلحة الوطن والمواطنين".

وأشار الى "ان النقد البناء يقوم الإنحراف، لذلك من واجب الجميع لفت النظر إلى مواقع الخلل لإصلاحها. قد يقول قائل إن لبنان يعيش وسط منطقة مشتعلة وليس باليد حيلة. نجيب بإمكاننا إصلاح بيتنا الداخلي، بتطبيق القوانين على الجميع دون تفريق وليس على الضعيف وحده فيما القوي دائما بريء مع من ينتمي إليه. بإمكاننا بسط العدالة في كل الأرجاء، تقليص الدين العام باعتماد الشفافية في التلزيمات والمناقصات لإزالة الشك في تصرف المسؤولين من أذهان المواطنين، حماية الصناعة الوطنية، معالجة النفايات وخفض نسبة تلوث الهواء والمياه وتشجير المناطق ومنع التعدي على البيئة ومعالجة أزمة السير واختناق الطرق والكهرباء والبطالة وغيرها من الأمور الضرورية لحماية المواطنين".

نحن بحاجة إلى ورشة عمل داخلية تخلصنا من كل ما يعوق الوصول إلى حياة كريمة يتمناها كل مواطن وهي من حقه على دولته. هذا المواطن لم يعد يؤمن بقدرة دولته على العمل، هذه الدولة التي لم تنجح بمعالجة مشكلة الكهرباء أو النفايات منذ عقود هل هي قادرة على اجتثاث الفساد من النفوس والأخلاق؟ لكننا جميعنا نحيا على الرجاء".

وختم عودة: "في هذا العيد المبارك نرفع الدعاء إلى الطفل الإلهي كي يرأف بنا ويساعدنا مسؤولين ومواطنين على العمل الصامت والفعال من أجل إعادة لبنان إلى مستوى الدول الحضارية المتقدمة. نسأله أن يلهم المسؤولين من أجل التعاون معا للنهوض بالبلد وتغيير الواقع الأليم الذي يعاني منه المواطنون بالحكمة والإستقامة والنزاهة والصدق واحترام القيم والقوانين ومخافة الله والإتكال عليه لأنه وحده معيننا ومخلصنا. نحن نصلي من أجل أن يحفظ الرب حكامنا وجيشنا وجميع المواطنين ويهديهم إلى عمل كل صلاح. نصلي أيضا من أجل جميع المقهورين والمفقودين والمظلومين والمخطوفين والمرضى عسى يجدون تعزيتهم في الرب المخلص الذي نسأله أن يعيد إلينا أخوينا المطرانين بولس ويوحنا سالمين ويعيد القدس إلى أهلها ويعيد الجميع إلى ديارهم. في عيد ميلاد الرب يسوع عيوننا شاخصة إلى القدس وقلوبنا مرفوعة إلى رب الأرباب كي يحل سلامه في مدينته المقدسة ويبسط عدالته عليها وعلى كل المسكونة لأن عدالة الأرض استنسابية وناقصة والقدس أولى ضحاياها. ألا كانت ذكرى ميلاد المخلص انتقالا لنا من الحياة القديمة الفاسدة إلى جدة الحياة في المسيح يسوع ربنا آمين". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم