الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بالصور: ماراثون بيروت نجح... ولكن!

المصدر: "النهار"
عبدالناصر حرب
بالصور: ماراثون بيروت نجح... ولكن!
بالصور: ماراثون بيروت نجح... ولكن!
A+ A-


أقيم #ماراثون_بيروت الدولي في نسخته الخامسة عشرة، يوم أمس الاحد، في ظل أجواء مناخية رائعة، وأزمة سياسية جراء استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، الذي كان من المواظبين على المشاركة في هذا الحدث "الرياضي" السنوي. 

وشارك 48 الف عداء وعداءة من 110 جنسيات في هذا السباق، الذي نظمّته جمعية بيروت ماراثون تحت شعار "15 سنة ورح نضّل نركض"، شكلوا لوحات بشرية في ما يشبه الاستفتاء الشعبي، فركضوا سباقات عدة اخترقت شوارع داخل بيروت وعند حدودها الكبرى، وسجّلت في بعض محطات السباق وقفات تضامنية مع رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي كان شارك في نسختي العام 2009 و2016.

لا شك في أن إقامة مثل هذا الماراثون الدولي في عاصمة الثقافة بيروت يعتبر إنجازاً رياضياً يستحق التنويه، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان والمنطقة، حيث يسجّل لهذا الاستحقاق الحضور العالمي من أبطال دوليين يمثلون مختلف الجنسيات، وصلت إلى أكثر من 100 دولة.

ومن الامور الايجابية، التي جناها لبنان من هذا السباق، الحضور الدولي الكبير، الذي ساهم في انعاش الحركة الاقتصادية والسياحة، ولو بشكل محدود، لكنه كان ضرورياً في هذا التوقيت، في محاولة للفت انتباه عيون الدول الاخرى بأن لبنان قادر على صنع ما يعجز عنه كثيرون.

وإذا كان التنويه لهذا الاستحقاق واجباً منطقياً نظراً للجهد الذي تبذله رئيسة وأعضاء جمعية بيروت ماراثون، إلا ان ذلك لا يعفينا من إلقاء الضوء على بعض الامور السلبية التي رافقت السباق الاخير، وهي تأتي من ضمن الانتقاد البنّاء للعمل على تصحيح ما يمكن تصحيحه، منعاً لتكراره في السنوات المقبلة.

بداية، لا بد من التوقّف عند موضوع إقفال معظم طرق العاصمة، خصوصاً مداخلها الرئيسية، وهي عملية أحدثت بلبلة لدى المواطنين، وتحديداً من الذين يعملون في أيام الآحاد، حيث روى أحدهم أنه احتاج إلى 50 دقيقة سيراً على الاقدام للوصول إلى مركز عمله، في حين انه يحتاج الى 5 دقائق فقط في السيارة و20 دقيقة إذا أراد ممارسة الرياضة من دون الاستعانة بسيارته.

كما ان إدارة الماراثون قادرة على التخفيف من إقفال الكثير من الطرق والتشبّه بمعظم السباقات التي تقام في الخارج، حيث يمكن اقامة الماراثون ضمن مساحة معيّنة من الطرق والابقاء على جزء منها مفتوحاً حفاظاً على حرية وحقوق المواطنين في التنقل.

من جهة أخرى، فإن بعض موظفي جمعية بيروت ماراثون (من المتطوعين) كانوا يتصرفون وكأن الماراثون ملك خاص بهم، يسمحون بمرور من يشاؤون في طريق المشاركين، بينما يمنعون ذلك عن آخرين، رغم أن الكل يحمل صفة لبناني ويمر من المنطقة نفسها.

بالتأكيد، فإن الجمعية المنظمة ليست على علم بما يحصل على الارض من سلبيات، وهذا يمنحها مهلة طويلة لاقامة دورات تأهيلية لكل العاملين معها.

وروى أحد الزملاء ما حصل معه حين حاول المرور سيراً على الاقدام للالتحاق بعمله، إلا ان أحد المتطوعين منعه، في الوقت الذي سمح لآخرين بالمرور، وحين استوضحه الزميل عن سبب منعه في حين سمح لغيره بالمرور، أجاب: "هؤلاء أعلى من...".

على صعيد آخر، أكد عدد من المواطنين ممن كانوا يرغبون في المشاركة في هذا الحدث، الذي يعتبرونه متنفساً لهم ولاولادهم، انهم عزفوا عن المشاركة بسبب الكلفة الباهظة لرسم التسجيل والتي تصل إلى نحو 40 ألف ليرة لبنانية للشخص الواحد!

وتساءل أحدهم: "كيف يمكن أن أشارك انا وعائلتي (زوج وزوجة وولدان)؟ إنه حدث انساني وترفيهي ورياضي وليس تجارياً"؟

أخيراً، الماراثون حدث بات من ضروريات الرياضة اللبنانية، وحين نثير بعض التساؤلات فإن ذلك من باب الحرص على استمراريته وتصحيح بعض السلبيات، وهي ليست صعبة في مطلق الاحوال.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم