"النهار" في كواليس التمديد لـ"اليونيفيل" والقرار 2373... ضغوط هايلي أخفقت أو نجحت؟

تفيد وقائع المفاوضات "العسيرة والطويلة" التي أجراها الديبلوماسيون الفرنسيون، الذين ترعى بلادهم كتابة مشاريع القرارات والبيانات الخاصة بلبنان في مجلس الأمن، خصوصاً مع نظرائهم الأميركيين ولكن أيضاً مع البريطانيين والروس والايطاليين والمصريين وغيرهم لم تجر بالسلاسة التي اتصفت بها عمليات التمديد لـ"اليونيفيل" خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية. لم تلتزم المندوبة الأميركية الأعراف المكرسة في الأمم المتحدة الاستجابة لطلب الدولة المعنية، وهي في هذه الحال لبنان، في شأن القوة الدولية المنتشرة على أراضيه بموجب الفصل السادس من ميثاق المنظمة الدولية، ولم تعر الكثير من الاهتمام لطلب الحكومة اللبنانية رسمياً من الأمين العام أنطونيو غوتيريس التمديد لـ"اليونيفيل" من دون أي تعديل في التفويض الممنوح لها بموجب القرار 1701. انحازت هايلي بصورة لا لبس فيها لمطالب المندوب الإسرائيلي داني دانون الذي كان رافقها قبل أشهر قليلة في جولة على الجانب الإسرائيلي من الحدود. واقتنعت معه بأخطار عشرات آلاف الصواريخ التي يوجهها "حزب الله" من لبنان في اتجاه اسرائيل. من يعرف الجواب عن السؤال المرير: لماذا لا توجه السلطات اللبنانية دعوة الى ممثلة الدولة الأعظم في العالم لزيارة بيروت والقيام بجولة تفقدية في الجنوب وعلى الجانب اللبناني من "الخط الأزرق" مع إسرائيل؟ المقاربة الأميركيةيعود السبب أيضاً الى المقاربة الجديدة لممثلة الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، التي أعلنت بنفسها في اليوم الأول لدخولها الأمم المتحدة أن على الجميع أن يعلموا أنها "شرطية جديدة في البلدة". أعلنت مراراً وتكراراً أنها تريد من عمليات السلام الدولية أن تكون أكثر فاعلية وبتكاليف أقل، في سياق مرافعاتها في شأن خفض نسبة المساهمات الأميركية في النشاطات المختلفة للمنظمة الدولية عبر العالم. نجحت في بعض المواقع (ليبيريا وساحل العاج وهايتي). وضغطت من دون الكثير من الجدوى في نقاط أخرى، ومنها "اليونيفيل" في جنوب لبنان.في السجال الكبير الذي أثارته مع الجانب الإسرائيلي حول "اليونيفيل"، لم تستطع هايلي تحقيق المطلبين الرئيسيين اللذين سعت اليهما. غير أنها حققت مآرب وغايات أخرى تقدمت بها منذ بداية المفاوضات على مشروع القرار الفرنسي...