نشاطات زراعية لـ"Concern Worldwide"... تطوير شامل ومستدام للقطاع الزراعي في عكار

ما بعد الأزمة السورية وانتهاء ازمة النزوح، يبقى التطوير الشامل والمستدام للقطاع الزراعي في عكار التحدي الأكبر بالنظر الى واقع المنطقة وإمكانياتها.  

وفي هذا السياق، أخذت مؤسسة "Concern Worldwide"، وهي مؤسسة غير حكومية موجودة في 29 بلد، المبادرة لإنشاء 10 مدارس حقلية للمزارعين بالتعاون مع 8 بلديات في محافظة #عكار، ليس لإستثمار الموارد لتقوية سلسلة الخضار الإنتاجية وحسب بل لفهم وتقديم رد هيكلي لمواجهه التحديات المتعددة على هذا الصعيد.

وقد طبقت مؤسسة  "Concern Worldwide" بتمويل من الحكومة الألمانية وفي شراكة مع "Welthungerhilfe"، المرحلة الأولى من النشاطات الزراعية في عكار، بحيث تم دعم 250 مزارع لبناني الأكثر ضعفا عبر تأمين أنواع جديدة من بذور البندورة والبطاطا والأوراق الخضراء، اضافة الى الأسمدة والمبيدات وأنظمة الري بالنقطة. كما تم إجراء جلسات تدريبية تقنية طوال الموسم في القرى والبلدات المعنية ترافقت مع برنامج توجيهي تثقيفي خاص ونقاشات متعددة حول مساواة المرأة والتربية الإيجابية وحل النزاعات اللاعنفي.

وفي هذا الاطار، نظمت مؤسسة "Concern Worldwide" الإحتفال الختامي لمشروع المدارس الحقلية في كلية عصام فارس للتكنولوجيا في جامعة البلمند - بينو، تم خلاله مناقشة النشاطات التي حصلت خلال القسم الأول من الانشطة الزراعية ومواضيع زراعية ذات الصلة وللدعوة إلى سياسة شاملة لنمو القطاع الإستراتيجي الذي قد يساعد على الإستفادة من إمكانية التصدير للمنتجات الزراعية اللبنانية إلى دول الخليج العربي ودول الإتحاد الأوروبي، وذلك بمشاركة الفعاليات الرئيسية والمؤثرة في القطاع الزراعي الذين داخلوا وقدمووا اقتراحاتهم في ثلاث حلقات مختلفة لمناقشة النجاحات والمشاكل التقنية كالامراض واستخدام الادوية غير قانونية، والاستراتيجية المستقبلية في سبيل وضع هيكلية للنمو بالقطاع الزراعي في عكار.

في البداية، قدم مدير برامج "كونسيرن وورلد وايد" في لبنان الخبير بيير-ايف مولغرين, شرحاً لآلية التدريب للمشاركين وناقش التحديات في مجال سبل العيش لدى المزارعين.

وفي حلقة النقاش الأولى التي ادارها عبد الرحيم كيلاني، قدمت مديرة برنامج سبل العيش في منظمة "كونسيرن وورلد وايد" مهاويش جافيد شرحاً لهيكلية المشروع. ثم كانت مداخلة لاحدى المزارعات المستفيدات من البرنامج و كذلك لمختار قرية خط البترول اللذين أعطيا رأيهما بازاء ما إكتسبوه من خبرة و معرفة و الدعم جراء هذا المشروع و ركزا على أن هناك حاجة ماسة لمجهود قوي لتحسين حال المزارع.

أيمن مطر, مسؤول في فريق الحماية في منظمة كونسيرن، تحدث ايضا عن هيكلية المشروع ولفت الى أن المزارع تلقى 24 جلسة تدريب و8 جلسات في الحماية في كل مدرسة.

في حلقة النقاش الثانية، ناقشت الدكتورة رولا عاد تيبوغرافية والمناخ الزراعي في عكار، كما تحدث ايضا الدكتور الياس وهبة عن الممارسات الزراعية من قبل المزارع، الدكتورة فرح بارودي ناقشت معالجة الاسمدة الزراعية ،وشرح غسان نعمة موضوع التسميد و الاستخدام الصحيح للمبيدات عبر دراسة نوعية المرض.

ثم كانت مداخلة لعلاء عواد عن القوانين و الثغرات التي تعتريها وأيضا التحديات الموجودة في سلسلة القيم ومصدر دخل المزارع. فعلق الدكتور أحمد تامر بأن لبنان لديه كل الموارد ويجب علينا مساعدة أنفسنا بداية عن طريق التعاون مع بعضنا البعض. و أشار الى مشاكل البنية التحتية التي هي المفتاح الأساسي في زيادة معدل التصدير.

وأشار كل من ميشال عيسى الخوري والدكتور إقبال إلى مشكلة نقص الموارد والنقص الحاد في طاقم العمل لمساعدة مزارعي عكار, مؤكدان بان تطبيق اللامركزية الادارية في المصالح التابعة لوزارة الزراعة ستساهم في تمكين هذه المراكز من إتخاذ القرارات و التصرف بشكل يلائم متطلبات القطاع الزراعي في المناطق المختلفة, و شدد الدكتور رودريغ على أن كلية عصام فارس للتكنولجية تلعب دورا هاما في استقطاب مختلف الفعاليات في منصة محايدة لبناء هيكلية تطوير القطاع الزراعي.

ختاماً، تم تسليم المزارعين شهاداتهم من ممثلة محافظ عكار ومديرة برنامج سبل العيش, مهاويش جافيد.

وكان اتفاق بين الفعاليات المشاركة على استمرار التعاون في المستقبل في سبيل تطوير القطاع الزراعي في عكار.