الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

سوء استخدام المضادات الحيوية يقوي البكتيريا؟

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
سوء استخدام المضادات الحيوية يقوي البكتيريا؟
سوء استخدام المضادات الحيوية يقوي البكتيريا؟
A+ A-

نسمع كثيراً عن مضاعفات المضادات الحيوية على الجسم وسوء استخدامها. لكن ذلك لم يردعنا من توقف تناولها عند شعورنا بالتحسن، مسقطين بذلك كل التعليمات الطبية المرفقة مع الدواء. هذه العادة المتكررة من شأنها أن تصبح عدواً لصحة المريض وتجعله يدخل في دوامة مقاومة البتكيريا للمضادات الحيوية حيث تكتسب البكتيريا مناعة ضدها، مما يدفع الجسم الطبي الى البحث عن بدائل أقوى وأحياناً إدخال المريض الى المستشفى. متى يجب تناول المضادات الحيوية وما هي المدة الموصى بها لإيقافها؟ وما هي الأخطاء الشائعة التي نقع فيها عند تناولنا هذه المضادات؟  

في هذا الصدد أكدت طبيبة العائلة في الجامعة اليسوعية ومستشفى أوتيل ديو، غريس أبي رزق، في حديث لـ "النهار" إنه "من المهم جداً أن نميّز بين الإلتهاب الفيروسي والإلتهاب البكتيري. في حالة الفيروس لا نصف المضادات الحيوية على عكس البكتيريا التي يتوجب تناولها للقضاء على البكتيريا. تكون معظم الإلتهابات فيروسية، وهذا ما يدفعنا دائما الى التريث ووصف البنادول وبعض مضادات الالتهاب لمعالجة حالتهم المرضية بعيداً من المضادات الحيوية. علينا ان نعرف انه حتى الفيروس يتسبب بحرارة لمدة 3-4 ايام، وهذا لا يعني ان هناك بكتيريا بل مجرد فيروس".

وتتابع "في حالة الالتهاب البكتيري نعطي المريض المضادات الحيوية، ولكل نوع يكتيريا مضاد حيوي خاص بها. تختلف مدة المضادات الحيوية بين قوة الإلتهاب ومكانه وعمر المريض. مثلاً إذا كان طفل دون السنتين يعاني التهاباً في الأذن نضطر الى إعطائه المضاد الحيوي لمدة أطول من الشخص البالغ. يمكن أن تراوح مدة العلاج بين يوم واحد في حال التهاب بول خفيف وصولاً الى 15 يوماً في حالات الإلتهابات القوية. لذا لا يمكن التعميم، فكل نوع مضاد حيوي لديه خصائصه وقوته لمحاربة البكتيريا".

من حل الى مشكلة؟

ولفتت أبي رزق الى ان "تناول المضادات الحيوية بفترة أطول أو أقل من الموصى بها من شانها ان تتسبب في مقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي. أحياناً يؤدي توقف المضاد الحيوي قبل وقته الى معاودة البكيتريا مما يدفعنا الى اجراء زرع لمعرفة اذا كان بإمكاننا اعطاؤه نفس المضاد الحيوي او تغيّره الى نوع آخر أو عيار أقوى. لذلك ننصح بأخذ المضاد الحيوي وفق تعليمات الطبيب لتفادي مقاومة البكتيريا له".

وتستشهد طبيبة العائلة بأمثلة عن أدوية تعطى في لبنان بطريقة مغايرة لدول الخارج، "على سبيل المثال لا الحصر يتم تناول دواء الـ Fragile في حالات التقيؤ مما أدى الى مقاومتنا له في حين أنه يستخدم في الخارج لحالات عدة نعجز عن استخدامها في لبنان. كذلك دواء Amoxicilline الذي يوصف في الخارج لإلتهاب الرئة في حين انه يعطى في لبنان عندما يشكو المريض من ألم في الحنجرة".

برأي أبي رزق أن "سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي الى مقاومة البكتيريا لهذه المضادات عند وصفها في حالات لا ضرورة لها أو عدم التقيد بإرشادات الطبيب. ونحن بذلك نعزز في تغير شكل البكتيريا بطريقة يعجز المضاد الحيوي على مكافحتها ما يدفعنا الى تغييره او إعطائه عياراً أقوى".

استنزاف المضادات القوية

ما هي مساوىء أن يصبح الجسم مقاوماً للبكتيريا؟ تُجيب طبيبة العائلة انه "في حالة مقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي ننتقل من خانة الى خانة اخرى ومن مضاد الى مضاد حيوي اقوى حنى نصل الى وقت لا يعود لدينا سلاح لمحاربة البتكيريا بعدما استنزفنا كل المضادات الحيوية القوية. مثلاً نجد كثيرا في الآونة الأخيرة التهابE-Coli الذي اصبح في غالب الأحيان مقاوماً، فنضطر الى إعطاء حقنة او إدخال المريض الى المستشفى. وإزاء هذا الواقع نعمد الى إسخدام طرق أكثر قساوة للقضاء على البكتيريا بعد ان كان بإمكاننا معالجة الإلتهاب من خلال ادوية بسيطة دون اللجوء الى المستشفى او الحقن".

وتضيف: "كل مضاد حيوي يحمل أعراضاً جانبية ويتسبب بحساسية عند بعض الأشخاص مثل طفح جلدي او انتفاخ او إسهال او صعوبة في التنفس ومشاكل في الجهاز الهضمي...إلخ، لذلك من المهم جداً ان يذكر المريض للطبيب او في حال دخوله الى المستشفى اذا كان يعاني من حساسية على دواء معين حتى نتفادى هذه العوارض لا سيما التأثيرات على الكلى والكبد. من هنا تكمن اهمية التنبه الى عمر المريض وحالته قبل وصف مضاد حيوي، وعدم تناول المضادات الحيوية من دون استشارة طبيب".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم