الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الراعي من عنايا: لتصويب مسار عودة النازحين الأكيدة إلى بلدهم بعيدًا عن الخلافات السياسية

المصدر: "النهار"
الراعي من عنايا: لتصويب مسار عودة النازحين الأكيدة إلى بلدهم بعيدًا عن الخلافات السياسية
الراعي من عنايا: لتصويب مسار عودة النازحين الأكيدة إلى بلدهم بعيدًا عن الخلافات السياسية
A+ A-

بعد غياب دام ثلاثة أعوام بسبب الفراغ الرئاسي، شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون في القداس الاحتفالي الذي أقيم قبل ظهر اليوم لمناسبة عيد القديس شربل، وترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في دير مار مارون عنايا، عاونه فيه راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، رئيس الدير الأباتي طنوس نعمة والأب ميلاد طربية وخدمته جوقة الصوت العتيق. 


وكان رئيس الجمهورية لدى وصوله الى دير عنايا عزفت له موسيقى الجيش لحن التعظيم ثم النشيد الوطني، عرض بعد ذلك ثلة من لواء الحرس الجمهوري التي أدت له التحية. 

وفي نهاية العرض استقبل رئيس الدير الأباتي طنوس نعمة رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى التي انضمت اليه وتوجه الجميع الى الكنيسة وسط تصفيق المواطنين الذين احتشدوا في الساحات الخارجية للدير وداخل الكنيسة وعند مدخلها.


وحضر القداس الرئيس ميشال سليمان وعقيلته وفاء، وقيادات امنية وفاعليات سياسية وقضائية واجتماعية ونقابية وعسكرية ورؤساء بلديات ومخاتير واعضاء المجالس البلدية والاختيارية وحشد من المؤمنين .  

(الاب شادي بشارة) 

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "حينئذ يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متى 13: 43)، استهلها بالترحيب برئيس الجمهورية واللبنانية الاولى، راجيا أن يكون عهد الرئاسة طويلا وناجحا وسلاميا، سائلا قديس لبنان أن يستمد من الله للرئيس عون كمال الحكمة والقوة لحسن تدبير شؤون البلاد، وقال: " يسعدني أن أحيّيكم وأهنّئكم بعيد القدّيس شربل، بالأصالة عن نفسي وباسم سيادة السفير البابوي وسيادة راعي الأبرشيّة وقدس الرئيس العامّ للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الجليلة، والآباء المدبِّرين العامِّين، والأباتي رئيس الدَّير وجمهوره، والآباء الكهنة الجدد الخمسة المحتفلين معًا، وهذا الجمهور من الرسميِّين والمؤمنين، وبينهم السيّدة لينا عنّاب، وزير السياحة الأردنيّة مع مدير عامّ هيئة تنشيط السياحة، والمدير المسؤول عن السياحة الداخليّة، وهم في زيارة سياحيّة خاصّة إلى لبنان. ويطيب لنا أن نحتفل مع فخامتكم بعيد القدِّيس شربل، ونحن قرب ضريحه المقدَّس في هذا الدَّير المبارك الذي عاش فيه ستّ عشرة سنة، قبل أن ينتقل عام 1875 إلى محبسة مار بطرس وبولس على تلّة عنايا حيث قضى ثلاثًا وعشرين سنة في التقشّف والتأمّل والعزلة، بعيدًا عن كلّ الناس وحاملًا الجميع في صلاته واتّحاده الكامل مع الله، حتى وفاته بعمر سبعين سنة، ليلة عيد ميلاد ابن الله على أرضنا في 24 كانون الأوّل 1898. فإذا بالنور المشعّ من قبره، طيلة الأسبوع الأوّل، الذي رآه أهل القرية في كلّ ليلة، كان العلامة الناطقة لتحقيق كلام المسيح الربّ في شخصه: "حينئذٍ يتلألأ الأبرار كالشَّمس في ملكوت أبيهم" (متى 13: 43)".





 واضاف:" شئتُم، فخامة الرّئيس، أن تشاركوا في هذه الليتورجيّا الإلهيّة، إكرامًا للقدِّيس شربل في عيده، وأنتم في بدايات السّنة الأولى من عهدكم الرّئاسي الذي نرجوه طويلًا وناجحًا وسلاميًّا. فإنّا معكم نضعه تحت شفاعة قدّيس لبنان الأمثل. ونسأله أن يستمدّ لكم من الله كمال الحكمة والقوّة لحسن تدبير شؤون البلاد. فالكلّ يتطلّع إليكم بكثير من الأمل، لكونكم الرّئيس الموكولة إلى عنايته الشاملة حماية الوطن والشعب والمؤسسات، في ظروف صعبة، داخلية وخارجية، تقتضي جهودًا وتضحيات، أنتم لها مع أصحاب الإرادات الطيّبة، والمسؤولين المتحلَّين بالتجرّد والكفاءة وروح التفاني من أجل الخير العام". 

وتابع:" نحن ندرك نواياكم الطيِّبة وأمنياتكم الكبيرة. إنّ ما يشدِّد الشعب في الصمود والأمل بالإنفراج، إنّما هو يقينه من أنّكم تتحسَّسون معاناته الإقتصاديّة والمعيشيّة والأمنيّة والإجتماعيّة وهموم المستقبل، وهي تتزايد وتكبر بوجود مليونَي لاجئ ونازح ينتزعون لقمة العيش من فمه، ويرمونه في حالة الفقر والحرمان، ويقحمون أجيالنا الطالعة على الهجرة. فمع تضامننا الإنساني مع هؤلاء اللاجئين والنازحين، يرجو اللبنانيون من فخامتكم تصويب مسار عودتهم الأكيدة إلى بلدهم، بعيدًا عن الخلافات السياسية التي تعرقل الحلول المرجوّة". 




وختم:" يدرك الشعب اللبناني كم تتحسّسون رفضه اللاإستقرار السّياسي والممارسة السياسية الرامية إلى المصالح الشخصيّة والفئويّة على حساب الخير العامّ؛ وإدانتَه الفساد المستشري، والتسابق المذهبي إلى الوظائف العامّة بقوّة النّفوذ، وفرض الأمر الواقع، خلافًا لروح الدستور والميثاق الوطني والتقليد، ولقاعدة آليّة التعيين وشروطه. وكأنّ مقدّرات الدولة بمؤسّساتها ومالِها العام، باتت للتقاسم والمحاصصة، من دون أيّ اعتبار لتعاظم الدَّين العام الذي يتآكل الدولة من الداخل، ويحدّ من قدراتها على النهوض الإقتصادي والإنمائي، وعلى توفير الخدمات الإجتماعيّة الأولية والأساسيّة للمواطنين.  أن نثير هذه المواضيع في حضرة القدّيس شربل، فلأنّه يحمل، بصلاته وتشفّعه، لبنان، كيانًا وشعبًا ورسالة. هذا المواطن السماوي هو لبناني. ففي أرض لبنان زرعه الله حبّة حنطة عرف كيف يحافظ عليها بالصلاة والنعمة، وسط زؤان الخطيئة والشّر والأشرار، فأثمرت الحبّة مئة".

حشود في عيد شربل

ابتداء من الجمعة، غص دير مار مارون عنايا بحشود المواطنين الذين جاؤوا للصلاة امام ضريح القديس شربل. وشاركوا في مسيرات صلاة، وقداديس، واضاؤوا الشموع، رافعين الصلوات. الصور والفيديو من تصوير الاب شادي بشارة.  






حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم