أهالي مار مخايل يثورون ضد الحانات المخالفة للقانون... وشبيب يشرف على ضبط المخالفات

ثورة على الحانات والاندية والملاهي الليلية أطلقها سكان منطقة مار مخايل، بعد أن ضاقوا بالموسيقى التي تصدح في غرف نومهم حتى ساعات الفجر، وبزحمة السير الخانقة وموظفي الفاليه باركينغ الذين احتلوا المواقف، فالأمر بات أشبه بالعيش في الجحيم، لا التزام بالقوانين ولا بأية معايير. 

قبل عام، ثار سكان مار مخايل على "الفلتان" في الشارع، حصلت حملة اغلاق لبعض الحانات والمطاعم، لكن ما لبثت ان عادت الامور الى نقطة الصفر، ولأن الامر لم يعد يحتمل وقع مئتا شخص من الاهالي والسكان على عريضة، توجهوا بها الى محافظ بيروت القاضي زياد شبيب صباح أمس، مُطالبين بتطبيق الأنظمة والقوانين المتعلقة بتحديد شروط عمل المطاعم والملاهي ضمن المناطق السكنية. كما رفعوا لافتات على شرفات منازلهم، للتأكيد على وجودهم كسكان عاشوا في مار مخايل لأكثر من خمسين عام.

صرخة الأهالي

مارلين التي تقطن في الحي منذ اثني عشر عاماً اطلقت صرختها عبر"النهار" قائلة "لا رادع لأصحاب البارات والملاهي الليلية، فأصوات الموسيقى تصدح منذ الساعة 11 ليلاً الى الثانية بعد منتصفه، عدا عن احتلال الطريق من قبل الفاليه باركينغ". واضافت " على الرغم من ان منطقة مار مخايل، احد اهم مناطق بيروت، التي تمتد من نزلة العكاوي الى جسر برج حمود، ويقطنها نحو 20 الف نسمة، لا يطبق القانون فيها الذي كما نعلم يمنع فتح البارات والملاهي الليلية في الاماكن السكنية، لكن قبل نحو ست سنوات بدأ منح رخص مؤقتة لا بل ان بعضهم يعمل من دون رخص".

"لم تعد منطقة مار مخايل سكنية بعد ان اجتاحتها الملاهي الليلية، فاما ان يتم تحويلها الى منطقة سياحية بعد افراغها من قاطنيها او ان يتم اغلاق المحلات المخالفة للقانون فيها بحسب ما قاله احد السكان الذي اضاف " لا نستطيع الوصول الى منازلنا بسبب زحمة السير، عدا ان لا مكان لركن سيارتنا، كما اننا لا نشعر بالراحة في بيوتنا وهذا الامر مخالف لحقوق الانسان". ولفت الى ان "القانون واضح لا ملاهي ليلية في الامكان السكنية لكنه لا يطبق بسبب المحسوبيات والرشاوي، ومع هذا يحاولون التحايل عليه بالسماح بفتح الحانات حتى الساعة 12 ليلا، وليل الجمعة للساعة الواحدة بعد منتصف الليل".

شبيب لبى النداء

قبل اطلاق أهالي مار مخايل صرختهم أصدر القاضي شبيب، منذ نحو اسبوعين بلاغاً شدد فيه على مستثمري الحانات والمطاعموالملاهي والمقاهي والأندية الليلية والمراقص ضمن نطاق مدينة بيروت،الإلتزام بمضمون القرار المشترك الصادر عن وزارتيّ السياحة والداخلية والبلديات رقم 262 تاريخ 25/2/2009، الذي نُشر فيالجريدة الرسمية رقم 11 تاريخ 5/3/2009، لاسيّما ما يعود لتجهيزالمؤسسات بعوازل لضبط الصوت داخلها وعدم إزعاج الجوار . وليل الجمعة قام شبيب بجولة مفاجئة على عدد من الحانات والملاهيوالمقاهي والأندية الليلية في شارع أرمينيا في منطقة مار مخايل، لمراقبة حملة ضبط المخالفات التي تنفذها مصلحة المؤسسات المصنفة في بلدية بيروت بمؤازرة فوج حرس بيروت لجهة عدم اقلاق راحةالمواطنين، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين بما في ذلك الاقفال ووضع الأختام .

جولة شبيب لم تكن لقمع مخالفات الصوت فقط بل تم التدقيق بهويات رواد الملاهي للتأكد من عدم وجود قاصرين، كما شملت الفاليه باركينغ الغيرمرخص حيث تمارس خدمة ركن السيارات بطرق غير شرعية، كما جال شبيب على بعض منازل السكان، استمع الى شكواهم، ووعد بحل مشكلتهم، ويقوم بجولة مماثلة ليل السبت في المنطقة. مارلين التي قيّمت خطوة محافظ بيروت ايجاباً، طالبت بتطبيق القانون بشكل كامل وقالت " نريد دوريات يومية، للوصول الى حل دائم".

قانون خارج التنفيذ

ولأن ممارسة كل مواطن او مؤسسة سياحية لنشاطها ضمن حدود احترام حقالآخرين وحرياتهم، تضمن للجميع العيش بسلام، تشترط وزارة السياحة لمنح ترخيص "حانة" ان تكون في بناء مستقل او تجاري او ان تكون في الطوابق الارضية دون سواها وان يكون لها مدخل خاص بها واذا وجد لها متخت فيجب ان يكون غير محجوب عن الصالة وان تتوافر فيه شروط التنظيم المدني، كما يشترط فيها ان تكون على بعد اكثر من مئة متر عن مداخل المدارس والمعابد والمستشفيات، ويمنع الترخيص للحانات الجديدة في المناطق السكنية ويسمح بالترخيص للحانات التي تكون مستوفية بالشروط القانونية والانظمة النافذة في المناطق التجارية السياحية. كما لا يسمح بالترخيص للحانات الجديدة الا اذا كانت المسافة التي تفصلها عن اقرب حانة خمسين مترا على الاقل .

تشكيك بنجاح"الثورة"

صاحب احدى الحانات علّق على الحملة التي تشن ضدهم قائلاً " كل الامر يتعلق بالتنظيم وهو من مسؤولية البلدية وليس مسؤولية اصحاب الحانات". واضاف "بعد حيازتنا على رخصة اشغال ووجهة استعمال من البلدية والحصول على رخصة لفتح حانة او ملهي ليلي من وزارة السياحة، تسطر البلدية والقوى الامنية والضابطة السياحية مخالفات بحقنا، لديّ خمس دعاوى اقلاق راحة في المحكمة، على الرغم من ان لحظة تسطير الضبط لم يكن زبائني يشربونالكحول خارج المحل او يدخنون داخل الحانة، كل ما في الامر انهم كانوا يقفون على الرصيف"، وفي رأيه "ليست الحانات سبب ازعاج السكان بل الزحمة واصوات الموسيقى المرتفعة من بعض البارات، ومع هذا لن تصل حملة المعارضين الى مكان، فنحن في لبنان وقد شهدنا ما وصل اليه اهالي مونو والجميزة قبلهم".

لكن مارلين أكدت ان ثورة اهالي مار مخايل لن تستكين قبل الوصول الى الهدف وهو" اغلاق كل الحانات والملاهي الليلية المخالفة للقانون مع اعادة النظر بمنح التراخيص لمن يريد فتح محلات مماثلة في هذه المنطقة السكنية".