الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

بدء اجلاء مدنيين ومقاتلين من الفوعة وكفريا ومضايا والزبداني

المصدر: "ا ف ب"
بدء اجلاء مدنيين ومقاتلين من  الفوعة وكفريا ومضايا والزبداني
بدء اجلاء مدنيين ومقاتلين من الفوعة وكفريا ومضايا والزبداني
A+ A-

بدأت صباح الجمعة عملية اجلاء مدنيين ومقاتلين من اربع مناطق سورية محاصرة بموجب اتفاق توصلت اليه الحكومة السورية والفصائل المقاتلة برعاية ايران ابرز حلفاء دمشق وقطر الداعمة للمعارضة.

وينص الاتفاق الذي توصل اليه الطرفان الشهر الماضي على اجلاء على مراحل للآلاف من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في ادلب (شمال غرب)، ومن مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق.

وقال مراسل لفرانس برس في منطقة الراشدين تحت سيطرة الفصائل المعارضة غرب مدينة حلب (شمال) ان نحو 75 حافلة على الاقل وصلت الى المنطقة اتية من بلدتي الفوعة وكفريا، ولحقت بها لاحقا عشرون سيارة اسعاف.

وقال مصدر في الهلال الاحمر السوري في المكان لفرانس برس ان سيارات الاسعاف تقل "31 جريحا ومريضا، بالاضافة الى 14 مرافقا لهم من افراد عائلاتهم".

وقال رجل مسن يرافق احد المرضى لفرانس برس اثناء تواجده في سيارة الاسعاف "لا اعرف كيف اصف شعوري الآن، ولكن الذي اتمناه هو ان تعود الالفة بين الناس الى ما كانت عليه سابقا" قبل الحرب التي تشهدها سوريا منذ ست سنوات.

وذكر مراسل فرانس برس انه رأى عددا كبيرا من النساء والاطفال وكبار السن على متن الحافلات التي واكبها العشرات من مقاتلي الفصائل وابرزها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا). وشاهد عددا من الركاب يخرجون من الحافلات التي لا تزال تنتظر في منطقة الراشدين، لقضاء حاجتهم.

ونقلت صحيفة الوطن المقربة من الحكومة السورية ان الحافلات الـ75 "تحمل ما يقارب خمسة آلاف من أهالي" الفوعة وكفريا، مشيرة الى انه تم "تأجيل (خروج) 45 حافلة تحمل ثلاثة آلاف من الأهالي لمساء اليوم".

وبشكل مواز، خرجت عشرات الحافلات من مدينة مضايا المحاصرة من قبل قوات النظام قرب دمشق.



ونحو الساعة السادسة (03,00 ت غ) قال امجد المالح احد سكان مضايا وهو على متن احدى الحافلات، لفرانس براس عبر الهاتف من بيروت "انطلقنا الان، نحن 2200 شخص على متن 65 حافلة".

ومن المتوقع بموجب اتفاق الاخلاء الذي تم تأجيل تنفيذه اكثر من مرة، اجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 الف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني، بحسب المرصد السوري.

وتم اقرار الاتفاق، وفق المرصد، برعاية كل من قطر وايران.


وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن فان الحافلات التي خرجت حتى الآن تقل سكان من مضايا وعدد من اهالي الزبداني الذي يعيشون في مضايا، فيما لا يزال مقاتلو الفصائل في الزبداني ينتظرون دورهم. 

واوضح المالح بدوره ان "معظم الركاب هم من النساء والاطفال الذين بدأوا التجمع مساء امس وامضوا ليلتهم وسط البرد"، مشيرا الى انه "سمح للمقاتلين الاحتفاظ بأسلحتهم الخفيفة".

وتنتظر الحافلات حاليا عند احد الحواجز التابعة لقوات النظام حيث تخضع لعمليات تفتيش قبل ان تكمل طريقها الى ادلب، وفق ما قال المالح وراكب آخر لفرانس برس عبر الهاتف من بيروت.

وقال المالح "انه شعور سيء جدا ان تشاهد امامك من حاصرك وقتلك بالجوع والقصف واقفا امام عينيك". ووصف المالح ما يحصل في مضايا بالقول "مضايا بكت اليوم، ان كان من بقي فيها او من غادرها".

واضاف "نخرج باتجاه المجهول، اصعب شعور ان يترك الانسان كل شيء، ان يغادر من دون اي شيء".

وكان تم تأجيل تنفيذ الاتفاق مرات عدة لاسباب عديدة بينها ان سكان البلدات الاربع اعربوا عن تحفظاتهم عليه. وبعد طول انتظار، بدأ تنفيذ المرحلة الاولى منه الاربعاء عبر تبادل الطرفين عدداً من المخطوفين.

والمناطق الاربع محور اتفاق تم التوصل اليه بين الحكومة السورية والفصائل برعاية الامم المتحدة في ايلول 2015، ويتضمن وقفا لاطلاق النار. وينص على وجوب ان تحصل كل عمليات الاجلاء وادخال المساعدات بشكل متزامن.

وكانت الامم المتحدة نبهت مرارا من الوضع الانساني الصعب الذي تعيشه هذه البلدات، وحذرت في شباط من ان نحو 60 الف شخص في وضع خطير.



في الاشهر الاخيرة، تمت عمليات اخلاء مدن عدة كانت تحت سيطرة الفصائل ومحاصرة من قوات النظام، لا سيما في محيط دمشق.

وتعد ادلب وجهة لعشرات الالاف من المدنيين والمقاتلين الذين تم اجلاؤهم بموجب هذه العمليات.

وتتهم المعارضة الحكومة السورية بانها تسعى من خلال عمليات الاجلاء التي تصفها بـ"التهجير القسري" الى احداث "تغيير ديموغرافي" في البلاد.

وفي مقابلة مع فرانس برس في دمشق، قال الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء ردا على سؤال حول اجلاء الفوعة وكفريا "إن التهجير الذي يحدث في ذلك السياق تهجير إجباري".

واضاف الاسد "لم نختر ذلك. نتمنى لو أن كل شخص يمكنه أن يبقى في قريته ومدينته، لكن أولئك الناس، كالعديد من المدنيين الآخرين في مختلف المناطق، كانوا محاطين ومحاصرين من قبل الإرهابيين، وكانوا يقتلون يوميا، وبالتالي كان عليهم أن يغادروا".

وتابع "لكنهم بالطبع سيعودون إلى مدنهم بعد التحرير"، موضحا "أما الحديث عن التغييرات الديموغرافية، فإن هذا لا يخدم ولا يصب في مصلحة المجتمع السوري عندما يكون ذلك دائما. لكن بما أنه مؤقت، فإنه لا يقلقنا".

ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الذي يزور بكين ان تصريحات الأسد بشأن الهجوم الكيميائي "كاذبة مئة بالمئة ودعاية اعلامية".

ويعيش وفق الامم المتحدة 600 ألف شخص على الاقل في مناطق محاصرة بغالبيتها من قوات النظام واربعة ملايين آخرين في مناطق يصعب الوصول اليها.





حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم