الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ملصقات ضد البابا فرنسيس في روما... المحافظون "يقنّصون" عليه

المصدر: "أ ف ب، أ ب"
ملصقات ضد البابا فرنسيس في روما... المحافظون "يقنّصون" عليه
ملصقات ضد البابا فرنسيس في روما... المحافظون "يقنّصون" عليه
A+ A-

سُحِب نحو 200 ملصق مناوىء لـ #البابا_فرنسيس من كل ارجاء روما. بسرعة، عملت بلدية روما على ازالة اي اثر لها، بعدما انتشرت اخيرا في مختلف ارجاء العاصمة. وتلك التي بقيت، طُليت بشعار: "ملصق مخالف للقانون".


من الاثنين، بدأت الشرطة الايطالية بالبحث عن هوية ناشري الملصقات التي انتشرت في ارجاء العاصمة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. "أين رحمتك؟" تسأل الملصقات بالرومانية، مع صورة متجهمة للبابا الأرجنتيني المتهم "بفصل كهنة"، و"تجاهل كرادلة"، وايضا بـ"قطع رأس" منظمة "فرسان مالطة" و"الرهبان الفرنسيسكان العذراء بلا دنس...".


هذه الاتهامات تعكس مشكلة يواجهها البابا مع محافظين في منظمة "فرسان مالطة"، وايضا الجماعة المحافظة جدا للرهبان الفرنسيسكان، وكرادلة ابدوا شكوكا حول قراره بالسماح، في بعض الحالات، بمناولة المطلقين المتزوجين.


في غضون ذلك، عملت الشرطة على التدقيق بصور على شبكة كاميرات المراقبة، في محاولة لتحديد هوية مطلقي هذه الحملة ضد البابا، والذين تركوا ملصقاتهم من دون اي توقيع. على شاشة التلفزيون، ندّد الكاردينال مارك أوليه، رئيس مجمع الأساقفة، بـ"هذه الأساليب المجهولة التي هي، في المقام الأول، من عمل الشيطان الذي يريد ان يزرع التفرقة".


من جهته، دعا البابا المؤمنين، من دون ان يشير إلى الملصقات، إلى "البقاء بعيدا من البذور الملوثة للأنانية والحسد والافتراء... انها تدمّر نسيج مجتمعاتنا التي ينبغي ان تتألق كأماكن للترحيب والتضامن والمصالحة".


ازمة "الفرسان"
اخيرا، كثّف المحافظون انتقاداتهم للبابا فرنسيس، لا سيما بعد تدخله في ازمة منظمة "فرسان مالطة". وقد ظهرت تلك الملصقات في اليوم نفسه الذي ثبّت خلاله البابا سلطته على المنظمة، بتعيين الرجل الثاني في أمانة سر دولة الفاتيكان المطران البارز انجيلو بتشيو، كمندوب خاص له في المنظمة. ومنحه "كل الصلاحيات اللازمة" للمساعدة في إرساء الاسس لوضع دستور جديد للمنظمة، وقيادة التجدد الروحي لـ"فرسانها"، والتحضير لانتخاب رئيس اعلى لها في غضون 3 أشهر، وفقا لما هو متوقع.


تدخُّل الفاتيكان في المنظمة السيادية أمّن الوقود لاشعال انتقادات المحافظين الذين كانوا عبّروا، في مدونات ومقابلات ومحاضرات، عن قلقهم من الاخلاقيات البابوية. بعد انتشار عشرات الملصقات في روما، "باشرت الشرطة تحقيقات شملت اوساط المحافظين الذين يُعتقد انهم مسؤولون عن هذه الملصقات، مستعينة بكاميرات المراقبة"، على ما أفادت وكالة الانباء الايطالية "أنسا".


ومع ان الملصقات لفتت الى "تجاهل البابا للكرادلة"، في إشارة إلى 4 كرادلة طلبوا منه توضيح مسألة مناولة المطلقين المتزوجين، فان البابا لم يرد مباشرة على الامر. ريمون بورك احد هؤلاء الكرادلة، وهو أميركي محافظ. وقد فصله البابا من المحكمة العليا في الفاتيكان العام 2014، وعيّنه ليكون مندوبه على رأس منظمة "فرسان مالطة". وقد أصبح اكبر المنتقدين للبابا، وكان له دور أساسي في ازمة "الفرسان".


فبدعم منه، اقال الرئيس الاعلى للمنظمة ماثيو فستينغ المستشار الكبير البرشت فون بوزيلاجر، على خلفية فضيحة توزيع اوقية ذكرية في عيادة في بورما. وبعدما علم البابا ان الاقصاء تم باسمه، تولى زمام امور المنظمة بفاعلية. فطلب من فستينغ تقديم استقالته، واعاد بوزيلاجر الى منصبه، معلنا ان كل قرارات المنظمة السيادية بهذا الشأن "لاغية وباطلة". وعيّن المطران بتشيو للمساعدة في ادارة المنظمة مؤقتا.


الصلاحية التي منحها البابا بتشيو "كمتحدث حصري باسمه" في المنظمة، تؤكد تهميش بورك. في رسالة له السبت الماضي، قال البابا ان بتشيو سيعمل بـ"تعاون وثيق" مع الرجل الثاني في المنظمة المسؤول تقنيا عن "الفرسان". وشدد على الآتي: "أفوّض لكم جميعا الصلاحيات اللازمة لاتخاذ القرار بمسائل يمكن ان تنشأ خلال تنفيذكم التفويض الذي اعطيتكم اياه".


خلال مؤتمر صحافي، أصر بوزيلاجر على ان سيادة المنظمة لم تكن مطلقا موضع اعادة نظر خلال المواجهة، رغم انه اعترف ان التصريحات الحادة للفاتيكان أدت إلى سوء فهم، بحيث يعزم على دعوة السفراء المعتمدين لدى المنظمة السيادية لشرح الامر لهم.


"فرسان مالطة" منظمة فريدة. أرستقراطية علمانية، ويرجع تاريخها الى الحروب الصليبية. وتدير مراكز إنسانية واسعة الانتشار في كل أنحاء العالم، تشمل اكثر من 100 الف موظف ومتطوع. كذلك، تتمتع بوضع سيادي، ولديها علاقات ديبلوماسية مع أكثر من 100 دولة، بينها الكرسي الرسولي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم