الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فنانون بين "إدمان" مواقع التواصل و"الجلقان"... "ظواهر كاذبة" وما هو الأخطر؟

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
فنانون بين "إدمان" مواقع التواصل و"الجلقان"... "ظواهر كاذبة" وما هو الأخطر؟
فنانون بين "إدمان" مواقع التواصل و"الجلقان"... "ظواهر كاذبة" وما هو الأخطر؟
A+ A-

من أساسيات تثبيت الفنان وجوده والترويج لما يقدّمه أن ينضم إلى عالم مواقع التواصل الاجتماعي وتحديد المسار الذي سينتهجه في هذا العالم للتواصل مع جمهوره، ويختار بين "الافراط" في توثيق نشاطه الفنّي والتزام "الاعتدال" وانتقاء ما يراه يخدم مصلحته الفنية والشخصية. هو المنبر الحر الذي يستطيع الفنان أن يعبّر عن رأيه من دون أي شروط أو قيود.


فنانون في لبنان والعالم العربي عمدوا إلى جعل هذا العالم ركناً أساسياً في تقويم جماهريتهم والحصول على مردود مسبق لأي عمل ينوون إصداره، ولا يمكن نكران وجود حال من "الإدمان" لدى البعض منهم في جعل العالم الافتراضي جزءاً من العالم الواقعي الذي يعيشونه. في حين بقي البعض الآخر من الفنانين يتعامل قسراً مع هذا العالم وينشر ما هو ضروري حتى لا يصبح طيّ النسيان، من دون أن نتناسى وجود "ظواهر" دخيلة على الفن وظّفت عالم "السوشال ميديا" لصناعة "نجوميتها" المزيّفة.


نيكول سابا: لن أجعله يغرقني


الممثلة والفنانة #نيكول_سابا من اللواتي قررن التعامل مع هذا العالم بحذر، وتقول لـ"النهار" إنّها منذ اليوم الأول لانضمامها إلى عالم "السوشال ميديا"، قررت أن تكون المتحكمة في حساباتها (تويتر، انستغرام، فايسبوك) ولم تستعن حتى اليوم بفريق متخصص، بل تعمد شخصياً إلى نشر أي صورة سواء كانت متعلقة بحياتها المهنية أو العائلية لأن ما يهمّها الصدقية في تعاونها مع جمهورها، خصوصاً لدى كتابة عبارات تحرص على أن تمثّل بكلماتها شخصها.


"لا أسمح لعالم التواصل الاجتماعي أن يأخني إليه بل أنا من أجذبه نحوي، لا أجعله يغرقني في عالمه لأنه عالم قد ينتهك عالمي الخاص وعائلتي. فقررت حسب حاجتي له أن أفصح عن الأمور المسموح بها وفقاً لمصلحتي الشخصية"، تضيف سابا، وتعلل أنّ هذا الأمر يعود إلى طبيعة شخصيتها التي لا تحب أن تفصح عن حياتها على الملأ وتؤكد أنّ قلّة من الأشخاص يعلمون عن عالمها الشخصي.


بالنسبة الى سابا، فهي تريد من عالم التواصل الاجتماعي ان يخدم صورتها وليس العكس، وتضيف: "أحب التشويق وأن يشعر الجمهور عندما ينظر إلى صورتي كما أشعر عندما أنظر إلى صور قديمة للفنانة القديرة شادية".


كارول سماحة والغموض


الفنانة #كارول_سماحة أيضاً لها وجهة نظر في التعامل مع العالم الافتراضي، وهي عبّرت غير مرّة أنها لا تحبّذ إقحام حياتها الشخصية في عالمها الفنّي على الرغم من إشرافها شخصياً وكلياً على حسابيها "تويتر" و"انستغرام"، في حين توكل حسابها عبر "فايسبوك" لشركة خاصة تبقى تحت إشرافها لدى نشر أي إعلان فنّي، وفق ما يوضح مدير أعمالها ماريو لـ"النهار".


تعتبر سماحة أن عالم التواصل الاجتماعي منبر للمشاريع الفنية للتواصل مع جمهورها وتفضّل أن تبقى محافظة على هالتها وهيبتها التي تعتبرها من مقومات الفنان فضلاً عن أنّ الغموض في شخصية الفنان يجذب الجمهور اليه بصورة أكبر.


وعلى الرغم من أنّ سماحة تقرأ كل ما يردها من جمهورها، إلا أنها تنتهج استراتيجية الحفاظ على التوازن في نشر اخبارها الفنية المناسبة وتلك المتعلقة بحياتها الشخصية، ضمن حدود ترسمها مسبقاً تخدم صورتها كفنانة أمام جمهورها، وتمعن التفكير قبل الرد أو إصدار توضيح ما، يضيف ماريو.


راغب علامة وعاصي الحلاني ونجوى كرم


هي السياسة نفسها التي ينتهجها الفنان #مروان_خوري الذي اعترف في حديث مع "النهار" أنه مقصّر في نشاطه عبر هذا العالم، ويعي تماماً مدى أهمية ان يكون الفنان حاضراً فيه بغض النظر عن نجوميته وشهرته، وهو قرر تفعيل نشاطه هذه السنة انطلاقاً من معادلة أنّ الجمهور هو أفضل ناقد لأي عمل يقدّمه.


أما الفنان #راغب_علامة، الموجود دائماً في قلب الحدث الفني والسياسي والاجتماعي والثقافي، فقال في دردشة سابقة مع "النهار" أنه أوكل نشر أخباره الفنية إلى فريق عمل متخصص، مؤكداً أنّ ما يكتبه في حساباته يعبّر عن موقف أو رأي شخصي يصدر عن شخصه وكلماته، وهو لا يرضى أن يغش الجمهور بـ"مصطلحات بعيدة من راغب علامة الانسان والمواطن".


الفنان #عاصي_الحلاني، من الذين باتوا يفعّلون نشاطاتهم الفنية، وحتى العائلية والشخصية، إذ ينشر صوراً من داخل الستوديو وأخرى لأفراد عائلته، حتى أنه بات يضع جمهوره في تفاصيل تحركاته الجغرافية.


وأيضاً الفنانة ‎#نجوى_كرم التي تتعامل مع هذا العالم بصورة مدروسة وغير عشوائية، مبنية على استراتيجية تضعها شركة خاصة وهي تخضع لموافقة كرم وإشرافها، والتي باتت تحرص شخصياً على نشر صورها من قلب الحدث الفني.


نوال الزغبي... نشيطة


الأمر المماثل مع الفنانة #نوال_الزغبي التي تعتبر من أبرز الفنانات نشاطاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويفسّر مدير أعمالها مارسيل الزغبي لـ"النهار" مدى أهمية أن يكون الفنان نشيطاً، انطلاقاً من ان هذا العالم غير اختياري وعدم تواصل الفنان مع الجمهور لم يعد مسموحاً "ما بقا فيكي تختفي، لن يشتاق اليك الناس، بل ستصبح في طيّ النسيان". وينقل عن الزغبي اعتبارها عالم "السوشال الميديا" منبر الفنان الحر الذي يحدد بنفسه القيود التي من خلالها يتولى التواصل مع جمهوره، لافتاً إلى أنه في بعض الأحيان يتعدى الفنان الحدود وينشر اموراً تصل إلى حد "الجلقان"، فللضرورة أحكام وهو عالم شئنا ام أبينا وجد للتسويق للفنان مهما بلغت نجوميته. ويفصح أنّ الزغبي تشرف شخصياً على جميع حساباتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونشاطها القوي نابع من شخصيتها المفعمة بالحياة.


مارسيل هو مدير أعمال الفنان #وائل_جسار أيضاً، يلفت إلى أنّ الأخير لا يتمتع بالنشاط الوافر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثلما تتمتع به نوال وهو دوماً يحضّه على تفعيل هذا النشاط.


"ظواهر كاذبة"


الخبير في شؤون التواصل الاجتماعي الزميل فيليب أبو زيد يعتبر أنّ هذه الوسائل قدّمت خدمة كبيرة للفنانين الذين أزالوا العوائق والحواجز لإصدار أعمالهم بوتيرة أسرع وتصل إلى شريحة أكبر، وهو ما شهدناه أخيراً عندما أطلقت الفنانة #ماجدة_الرومي أغنيتها الأخيرة "لا تسل" التي وصلت عبر هواتف جمهورها.


ويلفت إلى أنّ "عالم السوشال ميديا ساهم في سرعة انتشار "ظواهر كاذبة" عمدت إلى نشر "فنّ" يصنّف ضمن الاعلام الفضائحي الذي يحاكي الغرائز أمثال ريما ديب ومثيلاتها "، ويقول: "يا للاسف المواضيع السطحية باتت تجذب الجمهور لها".


منبر للفنان
كذلك، يوضح الاعلامي والخبير في وسائل التواصل الاجتماعي أمين أبو يحيى لـ"النهار" مدى أهمية عالم مواقع التواصل الاجتماعي اليوم: "لا نستطيع ان ننكر أنّ وسائل التواصل الاجتماعي جزء أساسي من مهنة أي إعلامي أو فنان في علاقته مع الجمهور، إذ اصبح لديه منبر خاص حدد من خلاله نشاطه وموقفه ورأيه بمساعدة فريق عمل يحرص على ترجمة هذه الصورة". ويشير إلى أنّ "هناك نوعين من الفنانين الذين حددوا طريقة تعاملهم مع هذا العالم، منهم من يرد على الناس لدى الحاجة والضرورة لتوضيح موقف ما كالفنانة #إليسا ومنهم اختار أن يكسر الحواجز ويرد بصورة آنية مع جمهوره كالفنانة نجوى كرم والفنان زين العمر".


تفاصيل شخصية
أما الموضوع الأخطر الذي يلفت النظر اليه أبو زيد فيتعلق بخيار الفنان في الكشف عن تفاصيل حياته الفنية والشخصية، مشيراً إلى أنّ الفنان الذي يتخلى عن خصوصيته لأجل جمهوره كالذي يشرّع منزله للناس وهو يعرّض حياته لخطر انتهاك حياته من "الباباراتزي" ومن يبغون السوء، ويضيف: "الزايد خيّ الناقص".


بدوره يلفت أبو يحيى إلى أنّ "التفاعل الذي يحدّده الفنان يجب أن يُضبط بحدود حتى لا يفتح المجال في شكله الواسع ويتلقى الفنان ما هو خارج الحدود من جمهوره لا سيّما أنّ الجمهور يتخذ لنفسه طرح أسئلة مبالغ فيها وبهذه الطريقة "ما بيخلص الفنان". في حين يلتزم البعض الآخر الحذر في تعامله مع هذا العالم، تفادياً لمواجهة الاهانات التي تملأ صفحات التواصل الاجتماعي وتجرّح الناس وتكسر الحواجز الاخلاقية".




















الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم