الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تفاصيل جريمة قتل زياد القاصوف: "كشفَ سرقات عدة وتلقى تهديدات اذا استمر بفضحهم"!

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
تفاصيل جريمة قتل زياد القاصوف: "كشفَ سرقات عدة وتلقى تهديدات اذا استمر بفضحهم"!
تفاصيل جريمة قتل زياد القاصوف: "كشفَ سرقات عدة وتلقى تهديدات اذا استمر بفضحهم"!
A+ A-

سيناريو إجرامي بامتياز كُتب ونُفّذ بإتقان. قطع الكهرباء عن شقة زياد قاصوف (40 عاماً) لاستدراجه الى مدخل المبنى، وما إن وصل حتى أطلق ملثّم رصاصة على رأسه من قرب أرداه أرضاً، ليتبعها بست رصاصات على ثلاث مراحل لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة في جريمة مروعة هزت لبنان.


التاسعة والنصف مساء أمس كان الموعد الذي حُدد لالتقاط المشهد الدموي. مشهد أثار الرعب في أهالي منطقة ضهور زحلة، صراخ ايليانا بعقلين زوجة زياد عمّ المكان، اتصلت بجارها الطبيب الجراح باسم ابو شقرا لتخبره أن زوجها في كاراج المبنى حيث الرصاص. لكن كما شرح الطبيب لـ"النهار" فإنه "في تلك اللحظات لم يكن باستطاعة أحد أن ينزل من شقته، كان القاتل يطلق النار على زياد وشريك له يطلق الرصاص في الهواء لكي يخيف السكان ويمنعهم من التفكير بالاقتراب. اتصلت بالقوى الأمنية والصليب الأحمر، وما ان توقف الأزيز حتى أسرعت لاطمئن على صديقي وجاري، لكن، ويا للأسف، ما شاهدته كان صادماً، زياد ممدّد على الارض غارق بدمائه، رأسه محترق نتيجة قرب المسافة لاطلاق الرصاصة عليه".



تهديدات عابرة للحدود
لا كاميرات مراقبة في المبنى، ولفت الطبيب إلى أنه "نظرت من الهاتف الداخلي (أنترفون) لم أرَ أحداً، لكن كما علمت فإن ايليانا عند اطلاق الرصاص رأت ملثماً عندما نظرت من الانترفون". أسرار بسيطة أطلع زياد صديقه عليها، منها أنه "أمضى ست سنوات في افريقيا حيث عمل محاسباً في احدى الشركات التي تعود ملكيتها للبنانيين. سرقات عدة كشفها، تلقى على أثرها تهديدات بالقتل اذا استمر بفضح أمرهم، لكنه لم يأخذها على محمل الجد، ومع ذلك استمر في عمله الى أن خشي على عائلته من الايبولا، عاد وزوجته الحامل الى لبنان، قبل ان يعاود السفر الى غانا، حيث تابع عمله فترة في الشركة، لكن شعوره أنها تعمل في تبيض الأموال دفعه الى تقديم استقالته قبل عامين والسفر نهائياً الى وطنه".
عمل زياد الحائز شهادة في المحاسبة مدققاً مالياً في مستشفى تل شيحا قبل أن يعينه المطران مديراً مالياً، وذلك "بسبب نزاهته واستقامته، فهو إنسان شريف لا يقبل أن يمر اي خطأ في الحسابات". ويضيف الطبيب "لم يكن يخشى أن تلاحقه تهديدات أفريقيا الى لبنان، كان يعيش حياة طبيعية مع عائلته المؤلفة من زوجته وولديه كلويه (3 سنوات) وكيفين (سنة)".



قاموس بلا عداوة
ابن حارة الراسية "هرب من افريقيا بسبب الايبولا من غير أن يتوقع أن ما ينتظره أخطر من الامراض، حيث تربصت به وحوش بشرية"، بحسب ما قاله ابن عمه المختار وهبي قاصوف لـ"النهار" مضيفاً "لاعلاقة لزياد بالسياسة والأحزاب، لا يوجد في قاموس حياته اي اشكال أو عداوة مع احد، دائماً مبتسم فهو رجل يحب الحياة والفرح الى ابعد الحدود". واستطرد بأن "والده المرحوم ايوب مالك مطحنة القاصوف في ضهور زحلة، لديه ثلاثة اشقاء وشقيقة، رجل محبوب من جميع من عرفه".
وأضاف القاصوف ان "جمعية التجار والمطران عصام درويش استنكرا جريمة الاغتيال، وتمت مناشدة القوى الامنية التي حضرت الى المكان ورفعت البصمات بهدف الكشف السريع عن ملابسات الكارثة "لكن الى الآن لم يكشف عن الفاعلين والتحقيق لا يزال مستمراً"، بحسب ما أكده مصدر أمني لـ"النهار".
لا شك في أن وراء مقتل زياد "محترفين" بالإجرام، ارتكبوا "مهمتهم" بدم بارد وانسحبوا من المكان من دون أن يتمكن أحد من رؤيتهم وتوقيفهم، وكأننا في مزرعة تحكمها مافيات تصفي حساباتها مع اي انسان يخرج عن قانونها برصاصة "إعدام"!


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم