الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كيف قرأت القوى السياسية اقتراع المغتربين؟

المصدر: "النهار"
انتخابات المغتربين
انتخابات المغتربين
A+ A-
انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية اللبنانية، على مستوى الاغتراب، على نسبة اقتراع تصل إلى نحو 60%، بحسب ما أعلنت الخارجية اللبنانية.
نسبة الاقتراع قد لا تكون مهمة في الشكل، مقارنة مع نسبة العام 2018 التي بلغت 56.4%، لكن هذه المرّة الرهان يبدو على نوعية التصويت والرأي العام الاغترابي الذي صوّت للتغيير.
 
واذا افترضنا صحة النِسب التي أعلنت عنها وزارة الخارجية، فإن ارتفاع 4 نقاط عن الانتخابات الماضية هو ارتفاع خجول، بحسب ما يرى الخبير الأحصائي كمال فغالي. إذ ان الرقم ليس رقماً مهماً قياساً للبنان، خصوصاً ان المسجلين في الخارج هم أناس حقيقيون على عكس لوائح الداخل التي عادة ما تتضمن أسماء وهمية.
 
وفي قراءة للمرحلة الأولى من انتخابات المغتربين التي حصلت في 9 دول عربية وإيران، يرى فغالي أن نتائج التصويت السنّي لم تكن بمستوى الآمال، فالرئيس سعد الحريري، الذي أوحى لجمهوره بالمقاطعة، سجّل نقطة في مرمى من يدعون للمشاركة في الانتخابات، وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية، ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، والرئيس فؤاد السنيورة، وذلك لأن نسبة الاقتراع لعام 2018 سجلت 62%، بينما تراجعت هذه النسبة للأصوات السنية في المملكة إلى 49%، أي بنسبة حوالي 13 نقطة. ويشير فغالي إلى أن نسبة المشاركة السنيّة في الدول الإسلامية هبطت نحو 10 نقاط عن العام 2018. لكنّه، في الوقت نفسه، لم ينف وجود جو تغييري لدى الرأي العام الاغترابي بشكل عام، إلا أن هذا المنحى التغييري ليس له قيمة انتخابية بحسب فغالي، لأن القوى التغييرية، تحت أي مسميات ليست موحدة، ولوائحها مشتتة على مستوى الوطن.
 
القراءة السنيّة لفغالي ترفضها العديد من القوى الحزبية والمراجع السنية السياسية. وتلفت الانتباه إلى ان التصويت السني لم يكن فقط مقتصرا على المملكة، بل كان هناك قطر وعمان والكويت، وبالتالي الحضور السني في هذه البلدان كان كبيراً. وتشير إلى أن من أسباب تراجع التصويت السني في المملكة هو عطلة عيد الفطر التي كان فيها الكثير من اللبنانيين خارج المملكة، وبالتالي لا صحة للحديث عن ان التوجه السني يعاند مراجعه السياسية والدينية.
وتضيف هذه المصادر انه نتيجة غياب العنوان السياسي الشامل على مستوى لبنان، يقترع الناخب السنّي بشكل محلي، أي عبر لوائح معينة، ولا يذهب انتخابياً باتجاه اللعبة السياسية الكبرى والمستوى الاستراتيجي الأوسع.
 
"القوات اللبنانية"
في المقابل، يتبوأ عنوان التغيير المرحلة الانتخابية. و"التغييرون" بالنسبة للاغتراب، هي كل القوى السيادية التي تعمل ضد السلطة، ومن ضمنهم "القوات اللبنانية". إذ أن أعداداً كبيرة من الناس، وهي لا تنتمي للقوات اللبنانية، اقترعت لمصلحة "القوات" على اعتبارها قوة تغييرية بوجه المنظومة الحاكمة. وبالتالي، بالنسبة للمغترب، لا يقتصر عنوان التغيير على المجتمع المدني فقط.
 
وفيما يشرح المشرف على ملف الانتخابات النيابية في "القوات اللبنانية" وسام راجي توزيع الثقل القواتي جغرافياً في كل من أستراليا وأميركا وفرنسا والإمارات، يؤكد لـ"النهار" أن الاقتراع بالنسبة للقوات جيد للمحور التغييري. فالمزاج العام مع التغيير، وهو اليوم يختلف في قراءة التطورات السياسية والأزمات المعيشية والاجتماعية والاقتصادية على عكس مقاربته لها قبل سنوات. يبقى ان يُترجم هذا الاختلاف في التفكير بين الأمس واليوم، وهذا المنحى نحو التغيير، في صناديق الاقتراع.
 
ويتوقع راجي انخفاض نسبة الاقتراع لدى "حزب الله"، والسبب ان العبء الاقتصادي والمالي لقسم كبير من البيئة الشيعية والذي يصل الى حدود بين 30 و 35% كان يقوم على القطاع العام، ومع سقوط هذا القطاع، فإن غضب هذه المجموعة الكبيرة من الطائفة الشيعية سيُترجم في صناديق الاقتراع. أما بالنسبة للتيار، فالأمر منوط بقدرته على التعبئة هذا الأسبوع.
 
الكتائب اللبنانية
الكتائب التي كانت موجودة بفعالية على الأرض، نوّهت بعملية الاقتراع والتي زادت نسبة 5% مقارنة بالانتخابات الماضية، وهذه النسبة سيكون لها تأثير على الدوائر الأساسية الأسبوع المقبل، لجهة الحاصل والكسور العالي لبعض اللوائح.
 
ويعتبر رئيس جهاز الاعلام في حزب "الكتائب" باتريك ريشا أن ما بين 35 إلى 50% ستصب الأصوات لصالح المعارضة. خصوصاً أن نسب التصويت كانت مرتفعة في البلدان الكبيرة، ومدماكها كان الهجرة الحديثة التي عبّرت عن عصب لبناني توّاق للتغيير، في حين أن تصويت الهجرة القديمة كان متدنياً. وأمل ريشا ان يشجع الحماس الاغترابي المقيمين إلى التصويت بكثافة.
 
حركة أمل
حركة "أمل" أيضاً تخوض المعركة للتغيير. ويقول نائب رئيس حركة "امل" هيثم جمعة لـ"النهار": "أثبتنا أننا موجودون. هدفنا الذهاب نحو دولة مدنية، دولة غير طائفية، لا يستطيع الفاسد فيها أن يختبئ وراء طائفته".
 
وينفي جمعة كل ما يشاع عن أن الحركة تعمل لسيطرة المسلمين على الدولة والبلد، "نحن لا نريد الهيمنة، ولا ان نسيطر على احد، وهدفنا ان نعيش معاً كلبنانيين"، ويضيف: "البلد عم يفلت من إيدينا والناس مش منتبها".
 
لذلك، امل ان تؤدي هذه الانتخابات إلى صدمة ايجابية لدى المواطنين، وعدم التلهي بشعارات رنّانة، فالسلاح على سبيل المثال مسألة ليست بيد اللبنانيين، والمطلوب اليوم التركيز على حياة المواطنين ومعالجة الملفات المعيشية والاجتماعية والأزمات التي ترهق المواطن اللبناني.
 
ويتابع جمعة: "راضون عن نسب الاقتراع، لقد أثبتت أن حركة أمل ما زالت موجودة سياسياً وفي قلوب الناس، ومستمرة بقيادة رئيسها نبيه بري، وهذا ما ظهر جليا في اقتراع إفريقيا وألمانيا. وبالتالي، فإن الحركة لم تخرج خاسرة من عملية الاقتراع الأولى".
 
لوجستياً، يرى جمعة ان "الانتخابات كانت جيدة ومتقنة، وكان هناك ترابط وانضباط كبيرين ومهنية بالعمل، نتيجة المراقبة المركزية من بيروت لكل ما يجري على الأرض في الخارج، خصوصاً أنّ القيادة المركزية كانت تتدخل مباشرة لتفادي أي خطأ تجاه أي لبناني آخر".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم