الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هدنة حلب تلفظ أنفاسها...النظام يستعين بـالـ"قبعات الخضر" و3 معارك ملتهبة

المصدر: "النهار"
محمد نمر
هدنة حلب تلفظ أنفاسها...النظام يستعين بـالـ"قبعات الخضر" و3 معارك ملتهبة
هدنة حلب تلفظ أنفاسها...النظام يستعين بـالـ"قبعات الخضر" و3 معارك ملتهبة
A+ A-

يبدو أن المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا يحاول أن يسابق التطورات في سوريا وجذب الأطراف إلى الطاولة من جديد قبل انفجار الهدنة "الهشّة" التي بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة، خصوصاً في حلب، تزامناً مع إعلان النظام السوري استعداده للسيطرة على حلب بمساعدة روسيا، إذ قال رئيس حكومة النظام وائل الحلقي خلال لقائه بمشرّعين روس: "روسيا وسوريا ‏تعدّان معًا عملية لتحرير حلب، والتصدي لكل الجماعات المسلحة غير القانونية التي لم تنضم إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو تخرقه"، ‏لتسارع موسكو التي من المفترض أنها تريد تمتين الهدنة وإطالة عمرها بالتنسيق مع أميركا إلى نفي ما قاله الحلقي، مشيرة إلى أن "مسلّحي جبهة النصرة‎ ‎يحتشدون حول المدينة ويخطّطون لشنّ هجوم كبير يهدف إلى قطع الطريق بينها وبين العاصمة دمشق"‏‎.‎


لكن يبدو أن الاعلان السوري غير بريء، إذ لاحظ الناشطون الحشود التي يستقدمها النظام إلى ريف حلب الجنوبي، استعداداً للعمليات التي قد تتسلح بحجّة مهاجمة "جبهة النصرة"، في وقت تشهد فيه المحافظة ثلاث معارك قاسية تشارك فيها كل الأطراف، وتتميز بالحضور الايراني الرسمي وتحديداً من اللواء "65"، وبات عناصره معروفين باسم "القبعات الخضر"، وبرأي الناشط السياسي غسان ياسين فإن الهجوم على حلب "لم يتوقف عملياً"، و"جبهة ريف حلب الجنوبية مشتعلة منذ اسابيع والهدنة في حكم المنتهية".


 


وشهدت السنوات الخمس تدخل عناصر أجنبية عدة إلى جانب النظام، كـ"حزب الله" والميليشيات العراقية والايرانية والجيش الروسي والايراني. وبرأي ياسين: "رغم التفوّق الجوي والإسناد الروسي وإرسال ايران قوات النخبة، الا انه من الصعب عليهم إعادة السيطرة على كامل مدينة حلب".
ولا تصرف تركيا أنظارها عن حال المحافظة الشمالية الملاصقة لحدودها، وحتى لو أقدم النظام على الهجوم، فبرأي ياسين إن "تركيا معنيّة في تأمين شريطها الحدودي فحسب، وتوضع معركة الراعي ضمن هذه الخانة لأنها كانت لتأمين هذا الشريط ومنع الاكراد من التقدم".
ولم تستطع المعارضة، خصوصاً فصائل المعارضة المعتدلة أو الاسلامية في سوريا أن تخرج عن تنسيقها غير المباشر مع "النصرة"، لتداخل الجبهات ببعضها، ولكون غالبية عناصر الجبهة هناك تنتمي إلى البلدات والقرى الحلبية، فضلاً عن وحدة العدو أكان النظام أو "داعش" والحاجة إلى قوة اضافية لردعمها، لكن ياسين يؤكد أنه "لا يوجد ثقل كبير للنصرة في حلب وهي تشارك في المعارك مع فصائل كبرى"، ويلاحظ أن "مناطق سيطرة النظام وداعش والجيش الحر في حلب متداخلة لكن كالعادة حين تشتد المعارك بين المعارضة والنظام تهدأ الجبهات بين الأخير وداعش، ويبدأ التنظيم بهجوم جديد على المعارضة". وتتواجد "النصرة" في ريفي حلب الجنوبي والغربي، وتتجنب المناطق المدعومة غربياً، أما "داعش" فيتواجد في ريف حلب الشرقي والشمالي.



ثلاث معارك في حلب
تحتدم الاشتباكات حالياً في معركتين بين النظام والمعارضة في "تل العيس" ومخيم الحندارات، وثالثة بين "داعش" والمعارضة في الراعي، ولفت انتباه الناشطين في حلب تردّد معلومات من صفوف "الجيش السوري الحر" عن حصول بعض الفصائل المشهورة بانضباطها على سلاح مضاد للطيران لكن في شكل محدود، إلا أن ياسين يؤكد أنه "حتى الآن لا يوجد مضاد طيران لدى الجيش الحر والا لشاهدنا طائرات النظام تتساقط بكثرة".
وفي متابعة للخريطة العسكرية وتطورات المعارك، فإن المعركة المتسارعة في تطوراتها تدور في تل العيس حيث يمكن أن تنقلب الأمور لصالح النظام أو المعارضة في أيّ لحظة، وتقع هذه المدينة قرب اوتوستراد دمشق- حلب الدولي، وسبق أن سيطر عليها النظام منذ شهرين بمساعدة الغطاء الجوي الروسي، لكن المعارضة قرّرت قلب المعادلة في 2 نيسان الماضي، ووفق مدير مكتب "شبكة شاهد عيان" حسان الحلبي فإن "جبهة النصرة وأحرار الشام واجناد الشام الإسلامية وجيش الإسلام وفيلق الشام استطاعت استعادة المدينة وتلالها خلال يومين، نظراً إلى أهميتها الاستراتيجية وموقعها المطل على اوتوستراد دمشق - حلب".



مشاركة اللواء 65
لا شكّ في أن المعارضة وإلى جانبها "النصرة" كانت المبادرة في هذه المعركة، لكنها في رأي الناشطين هي تحرك طبيعي رداً على الحشود التي يحضرها النظام منذ فترة استعداداً للهجوم على حلب، فضلاً عن خرقه الهدنة في ريفي حلب الجنوبي والشمالي مرات عدة، وبحسب الحلبي "يحاول النظام أن يستردّ تلّ العيس، ويكثف هجومه من جهة بلدة الحاضر التي خسرتها المعارضة منذ شهرين أيضاً"، معتبراً أن "مشاركة النظام في معارك حلب تعتبر معنوية فقط لأن غالبية العناصر التي تقاتل باسمه من الأجانب، فبعدما أعلن الروس الانسحاب الجزئي لطائراتهم، ضخت ايران مقاتلين من اللواء 65".
سقط لإيران 4 جنود بالأمس واليوم يتحدّث الحلبي عن مقتل "أكثر من 30 شخصاً من الايرانيين والميليشيات المتحالفة مع النظام، كما سقط للمعارضة عدد من القتلى"، وأعلنت وكالات الإعلام الإيرانية أمس الاثنين مقتل أول عنصر من القوات الخاصة التابعة للجيش الإيراني، ويدعى الملازم محسن قيطاسلو، مساء الأحد، في معارك حلب. وأكدت وسائل أخرى وصول اللواء 65 (القبعات الخضر)، إلى مدينة حلب، الأربعاء الماضي. وهي قوات خاصة تشكلت عام 1959 ويقودها أمير خسرو خسروي، وتردّد ان عناصرها شاركوا في الحرب العراقية - الايرانية في الثمانينيات.
المعركة الثانية تدور في محيط مخيم الحندارات في ريف حلب الشمالي وتدور بين "لواء القدس الفلسطيني والمليشيات الطائفية من جهة، وفصائل تابعة للجيش الحر من جهة أخرى، وأبرزها: نور الدين الزنكي، السلطان مراد، تجمع فاستقم"، بحسب الحلبي والسيطرة عليها بالنسبة إلى الطرفين يؤدي إلى قطع طريق "الكاستيلو"، ويوضح ان "السيطرة عليها يعني عزل الريف الحلبي المحرّر". وبدأ النظام معركته هناك في 8 نيسان الماضي، وحتى الساعة تمكّنت فصائل المعارضة من صدّ الهجوم ولا تزال المعارك مستمرة.



مواجهة "داعش"
المعركة الثالثة مع "داعش" في منطقة الراعي في ريف حلب الشرقي، وأبرز فصائل "الجيش الحرّ" التي تقاتل هذا التنظيم هي: لواء الحمزة، لواء المعتصم، الفرقة 99، الفرقة 51، الفرقة 55، فرقة السلطان مراد، فيلق الشام، ويصفها الحلبي بمعركة "الاستنزاف"، وكانت النتيجة أن التنظيم استعاد السيطرة على البلدة صباح الاثنين بعد يوم من اندلاع الاشتباكات (فجر الأحد)، ويقول الحلبي: "يحاول التنظيم استعادة السيطرة على المناطق التي خسرها مؤخراً على يد الجيش الحرّ، وتمكّن خلالها من استرجاع كلٍّ من تلّ سفير، قرى غوز، قصاجك، طاط حمص، قبل أن يُحكم السيطرة على بلدة الراعي". وكانت غرفة عمليات "حور كلس" التي تجمع فصائل "الجيش الحر" أعلنت الخميس الماضي، سيطرتها على الراعي الاستراتيجية، في إطار معارك كرّ وفرّ يشهدها الريف الشمالي منذ مطلع آذار الماضي، بهدف طرد "داعش".
الحلبي يعتبر أن "هناك نيّة حقيقية من النظام للتقدّم في حلب والحشود العسكرية التي تتمركز في ريف حلب الجنوبي الدليل الأكبر على ذلك"، لكن في الوقت نفسه يرى أن "سقوط حلب قرار سياسي وليس عسكرياً، ويمكن للنظام عبر حلفائه أن يتقدّم في ريف حلب الشمالي والجنوبي، لكن ذلك سيكون له نتائج على المحادثات بين روسيا وأميركا".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم