السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

المدرّب بشير را لـ"النهار": اليوغا ليست فقط تمريناً جسدياً بل هي أيضاً أسلوب خلوق للعيش

ريتا تنوري
المدرّب بشير را لـ"النهار": اليوغا ليست فقط تمريناً جسدياً بل هي أيضاً أسلوب خلوق للعيش
المدرّب بشير را لـ"النهار": اليوغا ليست فقط تمريناً جسدياً بل هي أيضاً أسلوب خلوق للعيش
A+ A-

ليس أمام الراغبين والراغبات في أخذ صفوف في #اليوغا في بيروت، سوى حرج الاختيار. مئات الاستديوهات والمعاهد التي يزداد عددها يوماً بعد يوم وتنبت من حيث لا ندري. هل هذه مشكلة؟ قطعاً لا. فاليوغا مراس جسدي وعقلي وروحي مفيد للغاية، يعيد التوازن الى المرء ويصالحه مع نفسه ومع الحياة، ويجعله - وأقول هذا بناء على خبرة شخصية - أكثر هدوءاً وسلاماً وتناغماً وقدرة على مواجهة الضعوط اليومية.


أين المشكلة إذاً؟ المشكلة تكمن في واقع أن عدداً كبيراً ممّن يعلّمون اليوغا لا يتمتعون بالشهادات ولا بالتدريبات ولا بالمواصفات المطلوبة للتدريس، وأن المهنة متروكة، تقريباً، بلا تنظيم ولا شروط. لقد تعرفتُ على مر السنين الى نماذج "أساتذة" بعضهم مثير للضحك، وبعضهم الآخر مثير للريبة. عندكم مثلاً "الستّ نهاد"، وهي ربة منزل ميسورة اقتصادياً، أخذت بعض الصفوف في وقت فراغها، فأتتها "الدعوة" وشعرت أنها مولودة لكي تعلّم الآخرين وترشدهم الى الضوء! عندكم أيضاً ذلك الرجل الذي أعيته سبل كسب المال فركب موجة اليوغا بعدما شاهد بعض الفيديوهات على اليوتيوب، وصار لا يحكي إلا بالطاقة الايجابية والايمان بالذات وسواها من مفاهيم الـ"نيو آيج" الرائجة.


هنا قد يتساءل البعض: أين الضير في ذلك؟ إذا كانت اليوغا مفيدة، فذلك يعني أن انتشارها مفيد أيضاً. هذا صحيح، ولكن ليس على حساب سلامة الناس الجسدية والنفسية. إن اعطاء صفوف في اليوغا يتطلب من المعلم أو المعلمة أن يكونا قد تابعا تدريباً صارماً في ما يتعلق بالوضعيات (خصوصاً أن هناك وضعيات دقيقة قد تشكل خطراً على الظهر والرقبة إذا لم تتم تحت إشراف مدرّب بارع)، فضلا عن أساليب التنفّس، وسبل تصفية الذهن، وترسيخ السلام الداخلي. يقول المثل اللبناني: "مش مين ما هوّى صار شوّى"، ويمكن استطراداً أن نقول: "مش مين ما قال OM صار إستاذ يوغا".


التقت "النهار" في هذا الصدد مدرّب اليوغا بشير را، الذي تابع دروسه في الهند في إحدى أهم مدارس اليوغا في العالم، مدرسة "شيفاناندا" (وهي تُسمّى في المناسبة "هارفارد" اليوغا)، وتتلمذ على أيدي معلمين ومعلمات لهم باع طويل في هذا المجال، لكي يكتسب التقنيات والخبرات والمعلومات اللازمة لإفادة الآخرين، فلا يكون صف اليوغا محض ساعة ونصف لمطّ الجسم وترداد بعض الكليشيهات المعلوكة.


* أستاذ بشير، بداية ما رأيك بالفوضى التي تكتسح مجال "اليوغا" في لبنان حالياً؟
 صراحة أفضّل ألا أعلّق على الموضوع. لا أنفي أن هذا له انعكاسات سلبية، ولكن يحلو لي أن أفكّر أن جميع أولئك الذين يعلّمون اليوغا يقومون بذلك عن نية طيبة وبهدف مساعدة الآخرين، حتى لو كانوا يفتقرون الى المقومات اللازمة.


* ما هي أهم العناصر التي تشكل في رأيك أسس ممارسةٍ صحيحة وصحية لليوغا؟
 بداية، ينبغي لمن يتابع صف اليوغا أن يعير انتباهه وتركيزه لتعليمات الأستاذ أو الأستاذة، وألا يستخف بها. أحيانا قد تبدو لنا بعض الوضعيات سهلة، ولكن الأستاذ يعرف أنها تتطلب المزيد من الوقت والتحضير والتمرين. من المهم أيضا ألا يتردد التلميذ في طرح الأسئلة، خصوصاً إذا عانى من ألم ما أو من عجز عن القيام بتمرين محدد، فأستاذ اليوغا موجود أصلاً ليخدم ويمنح معرفته للآخرين. التركيز أيضا على تقنيات التنفس والسيطرة على نفسنا أمر في غاية الأهميةلكي نحكم السيطرة على جسدنا ودقات قلبنا. ختاماً، مسألة الالتزام والمتابعة جوهرية لكي يتقدم الإنسان ويظل محافظ على لياقته البدنية والسلوكية، بما أن اليوغا ليست فقط تمريناً جسديا بل أيضا أسلوباً خلوقاً للعيش والتعامل مع الناس والحيوانات والطبيعة.


* ماذا تضيف اليوغا الى حياتنا؟


 الفوائد أكثر من أن ترد كلها هنا، ولكن سأختار منها الانسجام مع الذات، الهدوء الداخلي، حب الحياة والحفاظ على منظار إيجابي حتى في وسط المشاكل. وطبعا لا ننسى الفوائد الجسدية كاللياقة والليونة والرشاقة.


جديرٌ بالذكر أخيراً أن بشير را ينظم أيضاً رحلات في الطبيعة تتخللها جلسات تأمل. للمهتمين والمهتمات يمكن متابعة صفحته عبر "فايسبوك": Bachir Ra أو حسابه عبر "انستغرام": @Bachir_R


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم