بالفيديو- المعلم نظير يدهش الاسبان

الفيديو هو للمعلم نظير عبدالله، الجندي المتقاعد من الجيش اللبناني الذي تعلم مهنة الفاخوري على يد والده سميح منذ سنين طويلة. لكن الاهم في كل ذلك، أن هذه المشاهد تستعيد حرفة وتراثاً كبيرا من الماضي الجميل، لصناعة الفخار التي لم يبقى من "معلميها" او حرفييها الصناعيين المهرة سوى قلة قليلة لا يتجاوزون عدد اصابع اليد وربما في كل لبنان. وفي حين كان يفترض ان يعمل احفاد الفينقيين على تطوير هذه الصناعة الحرفية في لبنان وتعزيزها اسوة بكل دول العالم، الا ان العكس صحيح أسوة بكل شيء يتراجع في بلادنا، في حين تعنى المجتمعات المتقدمة مثل اليابان وفرنسا وبريطانيا بتعزيز صناعة الفخار الحرفية وتطويرها نظراً الى جمالياتها وقيمتها الفنية والثقافية والتاريخية في مسار هذه المجتمعات.

الكتيبتان الاسبانية والهندية العاملتان في جنوب لبنان ضمن أطار قوات "#اليونفيل"، لديهما مقاربة مختلفة للامور عن السلطات اللبنانية الغارقة في ملف النفايات وبحر الفساد وهدر المال العام، واهتمامات الاسبان والهنود تنصب على مراقبة الحرّف ذات القيمة العالية ادبياً وفنياً وثقافياً واقتصادياً، وعلى هذه القاعدة عمدت الكتيبتان الى أستكمال مشروع بناء "تعاونية حرفيي الفخار" في بلدة راشيا الفخار من أجل تشجيع حرفيي الفخار الشباب (نسبياً) على اعادة أحياء هذه الصنعة، في حين تغرف الدولة اللبنانية في سباتها العميق ولا تكترث لمصير الارياف ولا حتى المدن وسكانها.
من التراب الى "المصوَل"، ومن ثم الى "العجانة" ومن ثم أيادي الحرفيين المهرة في راشيا الفخار، صناعة تراثية يمكن ان تدر المال على صانعيها، لكنها تمثل رمزاً من رموز التراث والثقافة اللبنانية التي تحتاج الى عناية ورعاية لكي تبقى وتستمر.