النيران أتت على 200 ألف متر مربع في جرود الهرمل... أضرار في الثروة الحرجية (صور وفيديو)

بين ليل ونهار تحول قسم من جرود الهرمل في محلة زغرين، وهو مصدر رزق وخير من السياحة البيئية، إلى مصدر خراب ودمار، بعد أن أتت النيران على الأخضر واليابس. فالعبارات لا تعكس حقيقة هذا النوع من الكوارث التي يتقاذف المسؤولون الاتهامات بأسبابها، في ظل اتهام رواد التواصل الاجتماعي والأهالي الدولة بكافة مؤسساتها بالتقصير المتعمد. فالنتيجة واحدة: خراب بيئة لطالما تغنى أهلها بثروتها من أشجار العرعر المتعالي أو عرعر المرتفعات أو اللزاب أحد أهم معالم جرود الهرمل.

أتت النيران على مساحة قدرت بـ200 ألف متر مربع وألحقت الأضرار بالثروة الحرجية من أشجار معمرة من سنديان ولزاب وغيرها من أشجار مثمرة كاللوز.

محافظ بعلبك الهرمل عزا الحريق وفق معلومات أولية إلى عملية حرق النفايات في مكب النفايات في بلدة مزرعة سجد في الهرمل حيث علم أن محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر يعمل على تقديم إخبار للمدعي العام البيئي في البقاع حول الحريق، حيث هنالك التحقيقات تلفت إلى أن اندلاع الحريق سببه إضرام النيران في المكب المذكور أعلاه.

[[embed source=vod id=15758 url=https://www.annahar.com/]]

وقابله كلام آخر من رئيس بلدية مزرعة سجد حسين سجد الذي نفى واقعة مكب النفايات، مؤكداً رفضه التام لكلام المحافظ خضر، وأن البلدية لا تلجأ إلى إشعال النفايات بل تعمل على طمرها دون إحراقها، مرجحاً أن تكون بفعل ارتفاع درجات الحرارة وانعكاس الزجاج المنتشر مع وجود أعشاب يابسة في المنطقة، أو أن يكون أحد الرعاة قد أشعل ناراً وساعد الهواء على اشتعالها.

كما حمّل سجد المسؤولية الكاملة لللدولة، لافتاً إلى أن الحريق كان شب عند الساعة التاسعة صباحاً، وأطلق نداء فورياً لمكافحته في المنطقة الجردية التي يصعب الوصول إليها دون أن يحرك المعنيون ساكناً.

وقال: "بالرغم من الاستغاثات التي أطلقناها في بداية الحريق صباحاً، بعد أن تعذر علينا بإمكانياتنا المتواضعة مكافحته، نظراً لعدم تمكن الآليات من الوصول إلى المكان في أعلى الجرود وسط عدم وجود تجهيزات كافية للدفاع المدني الذي عجز عن مكافحته، واتصالات مكثفة لم يُستجب لها، إلا عند الساعة الرابعة عصراً، وكان الحريق قد أتى على مساحات كبيرة".

وأضاف: "توجه بالشكر لكل من ساهم بإخماد النيران خصوصاً الجيش اللبناني وعناصره، داعياً إلى اللجوء للقضاء لتحديد المسؤوليات من خلال فتح تحقيق دون رمي الاتهامات جزافاً. ومن الجدير ذكره أن مركز ​الدفاع المدني​ في الهرمل لا يوجد فيه التجهيز الكافي، وهو المسؤول عن منطقة واسعة تشمل الجرد بأحراجه الكبيرة وحوض العاصي بمؤسساته السياحية الكثيرة".

وفي السياق، كان تفقد كل من قائمقام الهرمل طلال قطايا ورئيس اتحاد البلديات نصري الهق ورئيس بلدية الهرمل صبحي صقر بلدة زغرين للاطلاع على الأضرار.

وأشار المكتب الإعلامي في محافظة بعلبك الهرمل، في بيان، إلى الإجراءات التي اتخذها المحافظ بشير خضر والأجهزة المعنية لإخماد الحريق في منطقة الهرمل، فقال: "بعد الحريق الذي حصل نهار أمس، تواصل اتحاد بلديات الهرمل وبلدية مزرعة سجد مع المحافظ بشير خضر للتنسيق مع الجيش اللبناني والدفاع المدني والهيئة الصحية الإسلامية لإخماد الحريق، وقد تولت آليات الدفاع المدني وطوافة للجيش اللبناني إخماد الحريق بشكل كلي".

وأكد أنّ "المساحة التي تأثرت في الحريق هي 150 دونماً في منطقة زغرين من الأشجار والثروة الحرجية، وخوفاً من تكرار الأمر وضعت في حالة جهوزية مراكز الدفاع المدني في المناطق المجاورة: الهرمل، القصر،القاع وراس بعلبك".