الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مرح والطير الصغير

المصدر: النهار
علي بدر سليمان - سوريا
مرح والطير الصغير
مرح والطير الصغير
A+ A-

هي "مرح فتاة الطيور"، هكذا كان

يلقبها أهل قرية "رحيق الأزهار"،

هي قرية صغيرة ينعم أهلها

بالاستقرار والهدوء. جمال القرية

ليس له مثيل، فهي قرية تكثر

فيها الزهور بكل أشكالها وألوانها،

وتكثر فيها الأشجار المثمرة؛

فيها ما لذّ وطاب من الثمر

والفاكهة الطازجة. وكان أهل

القرية طيبين جداً يعشقون

الطيور والأزهار، وكانت مرح

فتاة صغيرة وجميلة جداً تحب

الأزهار والعصافير، فكانت تجلس

بين الأزهار الجميلة في فصل

الربيع، فتطير حولها الطيور

وتقوم بإطعامها والتكلم معها.

لقد كانت فتاة غريبة الأطوار،

وذات مرة سقط عصفور صغير

بالقرب من مرح، نظرت إليه

فبدا لها بأنه جريح، وأخذت

تلاحقه وهو يحاول أن يطير

خوفاً منها، ولحسن حظ ذلك

الطائر كانت مرح تحب الطيور

وتفهم لغتهم، فقالت له:

لا تهرب يا صغيري ولا تخف مني،

فلن أؤذيك، فقال لها معاتباً:

كيف لي أن أثق بك وأنتم أيها

البشر تغدرون وتقتلون وتسرقون

وتحرقون، ومن تسبّب بجرحي

هم البشر، فقالت له: يا صغيري

الجريح، ليست كل الطيور ودودةٌ،

فمنها من يأكل بعضه، ومنها من

يطعم الآخر، وهكذا نحن البشر،

منا من يقتل ويغدر، ومنا من

ينقذ الآخرين ويساعدهم؛ فاقتنع

الطائر الجريح بكلام مرح الصغيرة،

فأخذته وضمّدت له جروحه

وأطعمته وساعدته حتى أصبح

يطير من جديد، فشكر الطائر الصغير

مرح وأخذ يغرد لها أنشودة جميلة،

فرحت مرح الفتاة الصغيرة وأخذت

تنظر إليه من شرفة نافذتها الصغيرة،

وراحت تضحك بفرح وسعادة.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم