بومبيو ينصح إسرائيل بالحذر حيال ضم الضفة

أشاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بإسرائيل أمس، لتقديم ما لديها من معلومات خلال الجهود العالمية لمكافحة فيروس كورونا ووجه انتقاداً جديداً للصين على ما وصفه بعدم شفافيتها.

وأكدت التصريحات الأميركية والإسرائيلية، خلال زيارة بومبيو التي استغرقت ثماني ساعات لإسرائيل، على العلاقات الثنائية القوية، لكنها لم توضح الكثير في شأن سبب رغبة بومبيو في مقابلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجها لوجه في خضم أزمة صحية.

ودعمت زيارة بومبيو الخاطفة تكهنات وسائل الإعلام الإسرائيلية، بأن عزم إسرائيل فرض سيادتها على المستوطنات اليهودية وغور الأردن الاستراتيجي في الضفة الغربية المحتلة هو السبب الرئيسي لقدومه.

لكن أياً من الاثنين لم يتطرق للأمر علناً. ويسعى الفلسطينيون لأن تصير الضفة الغربية جزءاً من دولة مستقبلية ويقاطعون إدارة الرئيس دونالد ترامب بسبب انحيازاها لإسرائيل. ورفضوا خطة السلام التي قدمها ترامب وتتضمن إدماج الغالبية العظمى من المستوطنات في "أراض إسرائيلية متماسة".

وفي مستهل اجتماع استمر ثلاث ساعات، قال بومبيو لنتنياهو: "أنت شريك رائع، تتشارك المعلومات عكس بعض الدول الأخرى، التي تحاول التعتيم على هذه المعلومات وإخفاءها، وسنتحدث عن هذا البلد أيضاً".

ولم يذكر بومبيو الصين بالاسم كما لم يضرب أمثلة واضحة على التعاون الإسرائيلي في مكافحة الفيروس.

ولخص ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ما دار في اجتماع بومبيو ونتنياهو بأنه نقاش في شأن "الجهود المتواصلة لدولتينا لكبح مرض كوفيد-19 والتصدي لتأثير إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة وكذلك الالتزام الأميركي الدائم أمن إسرائيل".

وحض بومبيو قادة إسرائيل على الأخذ في الاعتبار "جميع العناصر" المتعلقة بالضم الفعلي المقترح للضفة الغربية المحتلة حتى تتسق مع خطة واشنطن للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وقال لصحيفة "اسرائيل اليوم"، إنهم ناقشوا قضية الضم "ولكن أيضاً الكثير من القضايا الأخرى المتصلة بها (مثل) كيفية التعامل مع كل العناصر المتعلقة بالأمر وكيفية التأكد من أن تلك الخطوة اتخذت بشكل مناسب لتحقيق نتيجة تتسق مع رؤية السلام".

وأجرى بومبيو محادثات أيضاً مع بيني غانتس المنافس السياسي لنتنياهو، الذي تحول إلى حليف في الائتلاف الحكومي الجديد وذلك قبل يوم واحد من تولي حكومة "الوحدة" مهامها.

وتعتزم حكومة نتنياهو الجديدة مناقشة بسط السيادة الإسرائيلية على المستوطنات وعلى غور الأردن في تموز.

ومع تحذير القادة الفلسطينيين من أن خطوة الضم الإسرائيلي الفعلي قد تهدد التعاون المحدود بالفعل بين الأطراف، تصاعد العنف في الضفة الغربية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت فتى فلسطينيا خلال مداهمة بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية.

وقَتل فلسطيني الثلثاء جندياً إسرائيلياً بحجر خلال مشاركته في مداهمة لتنفيذ اعتقالات قرب مدينة جنين.

واتهم بومبيو إيران باستخدام مواردها من أجل "بث الرعب" وقت يعاني شعبها من أزمة صحية واقتصادية مدمرة.

وقال :"يستخدم الإيرانيون موارد نظام آية الله لإثارة الرعب في جميع أنحاء العالم حتى أثناء هذا الوباء وفي وقت يكافح الشعب الإيراني بقوة...هذا يشي بالكثير عن هؤلاء الذين يقودون هذا البلد".

وأشاد نتنياهو بالضغوط الأميركية المستمرة على إيران في ظل استمرار "مخططاتها وأعمالها العدوانية ضد الأميركيين والإسرائيليين وضد الجميع في المنطقة".