كورونا يعزّز مبادرات الصناعة المحلية... أبو نصر لـ"النهار": كل إنجاز يحدث فرقاً

ريجينا الأحمدية

خيّم شبح #كورونا على معظم أرجاء الكون. ونشرَ هذا الوباء الهلع وحصد ارتفاعاً هائلاً لحالات الوفيات. لكن في لبنان، فقد أحبطت عزيمته ولو بشكل جزئيّ، خاصة عندما تكاتفت الأيادي لمكافحته والحدّ من اتساع رقعة انتشاره. وعندما تصدّت له الأدمغة وحاربته علمياً.

وساهم بول أبي نصر صاحب شركة Polytextile وهو عضو في مجلس إدارة جمعية الصناعيين اللبنانيين والدكتور هنري فاخوري بتأليف فريق من الأطباء والمهندسين والصناعيين، "بهدف صناعة أجهزة تنفس ventilators ذات مواد متوفرة محلياً". وقال أبي نصر لـ"النهار": "كان لدينا المجال لصنع الفرق والوصول إلى نتيجة مرضية". فقد تفرع من فكرة الـ ventilators فكرتا تصنيع كمامات الحماية والـ PAPR أي جهاز تنفس تنقية الهواء بالطاقة. ووزعت أقنعة طبية لمستشفى رفيق الحريري "كانت تستعمل أساساً للغطس وتم تطويرها بواسطة الإختبارات في ألمانيا وفرانكفورت بهدف الاستخدام الطبي"، وفقاً لأبي نصر. وهي تغني عن الكمامات المستخدمة طبياً ويمكن استخدامها للمريض أيضاً، "فقد أثبتت الأبحاث العلمية عليها أنّها تجمع بين كمامة الـn95 وقناع الوجه ونظارات الوقاية مع توفير حماية بنسبة عالية"، مضيفاً أنّ "المحوّل أو المعدّل الطبي (adapter) المستخدم في هذه الأقنعة يعطي ضغط هواء عالياً للمرضى يمنع تدهور حالتهم وبالتالي إحتياجهم لأجهزة التنفس الـ ventilator".

وتقدّم هذه الأقنعة للمستشفيات المعالجة لحالات الكورونا مجانياً بالتعاون بين شركات Azadea Polytextile ، Tinol والمبادرات الفردية. وساهمت شركة بول أبي نصر المختصة بصناعة الجوارب والملابس غير الملحومة بتعزيز المستوى الطبّي في ظل الظروف الراهنة. وبالنسبة لأبي نصر "على كل من يمتلك الخبرة تقديمها لخدمة وطنه والإنسانية وقد استطعنا مساعدة مستشفيات كانت تمر بمرحلة دقيقة، وكل مبادرة قادرة على إحداث فرق".

إنّه لأمر رائع أنّ يتقدم اللبناني بخطوة ابتكارية ومن صنع محليّ. ورغم الظروف الاقتصادية والصحية والاجتماعية المنكوبة، استطاع أبناء الوطن من كافة شرائحه ومن خلال الالتزام والوقاية والكد والعمل الخلاق من تحقيق الفرق والانتقال إلى مشارف توديع الخطر الصحي.