الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

دانييلا رحمة وقيس الشيخ نجيب: السارقان!

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
دانييلا رحمة وقيس الشيخ نجيب: السارقان!
دانييلا رحمة وقيس الشيخ نجيب: السارقان!
A+ A-

لم تتّضح حتى الآن ثنائيات من النوع "المشرقط" على الشاشة الرمضانية، باستثنائهما تقريباً (مما شاهدناه): قيس الشيخ نجيب ودانييلا رحمة. يُنكّهان "أولاد آدم" ("أم تي في") بطعم شيّق، ويدفعان إلى انتظار مَشاهدهما، بحلوها ومرّها، بالحبّ والغضب والانفجارات الآتية. الشيخ نجيب بدور النشّال سعد، ورحمة بدور الراقصة مايا. كلاهما يُجدّد، ويُتقِن. كلاهما يُكمِل الآخر، ومعاً، يؤلّفان تركيبة موفّقة.

رمضان هذه السنة، ليس بكامل وهجه، والثنائيات العاشقة، إما لم تلمع عيونها بعد، وإما لا يزال اللمعان خجولاً. صحيح أنّ الحبّ لم يتسلّل من نوافذهما، وأنّ الأبواب بين سعد ومايا مهزوزة ومخلّعة، لكن اللحظات هنا أقوى من الأبد، والمشاكسة الأولى أعظم من الخفقان دفعة واحدة.

رحمة في دور جديد، ولهجة جديدة. تمثّل بملامح مكتملة: النظر، حركة الشفتين، النبرة ومرايا الداخل. تدرّبت لتتألّق، وحتى الآن، نجحت. في التمايُل، أقنعت، وفي الإغراء، تمنح المَشهد حقّه، خارج المبالغة. ننتظر فورة المرأة المنكسرة، وما تخفيه الأعماق، وننتظر حباً هو المنقذ، وفي آن، قد يكون ناراً لن تُبقي ورقة من دون التهامها. 

تجتاز الانطباع الرمضاني الأول، حين يُكرَّم الممثل بجهده وتعبه الذي حقّق النتيجة. تستحقّ تصنيفاً مميزاً، في خانة مميزة. كالشيخ نجيب، وهو في واحد من أدوار الحظّ في مسيرته، يؤدّيه بقهقهات رابح، في ليلة مقمرة. نصدّق "نشله"، "زقاقيته"، وفجاجته، وخروجه على القانون. ونصدّق أيضاً حنانه المكتوم وتوق القلب إلى غمرة صادقة. شخصيتان مشظّيتان، داخلها يغلي فيما الخارج يدّعي السكينة، يلملم كلّ منهما الآخر، فيتسبّب بجرحه. لا نزال في المقبّلات، ونرجّح، كما يبدو، أن تكون المائدة عامرة، بالبراكين، بالصراع، بالحاجة إلى الأمان، والخيبة العاطفية.

يهوى المُشاهد الرمضاني المقارنات، ورحمة مع كلّ دور، تخطو خطوة واثقة. هذه شخصية مختلفة عن الأمزجة الغامضة ومنطق الجريمة في ثلاثة مسلسلات ("تانغو"، "الكاتب" و"العودة"). هنا، كلّ شيء معرَّض لـ"الفضح"، حتى القلب وهواه، والليل وسماه. الشيخ نجيب بشخصية، إن ضحكت، تُظهر جميع أسنانها، وإن غضبت، تشتعل وتُحرِق. من الأدوار "القفزة"، يُضاف إلى مراكمة الخبرة، والتنقّل بانسياب في ملعبه. يجهّز نفسه جيداً، كمن يعيد صيانة العدّة، مع كلّ جولة صيد: ملابسه، لسانه، عينه، دراجته النارية، منزله، ونوعية علاقاته. تكتمل أدوات الصيّاد، فيهرع نحو فرائسه بأقدام واثق بحجم الغِلّة. نشّال قلوب أيضاً، هو ورحمة من الأشطر في سرقتها هذه السنة.

اقرأ أيضاً: جبل غائب وهيفا أبعدتها الأجواء... قصي يستريح وأين نادين؟

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم