الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كورونا الثقافة العربية في المهجر... خطط متوقَّعة في مواجهة الشرذمة

المصدر: "النهار"
محمد علي الأسعد- ألمانيا
كورونا الثقافة العربية في المهجر... خطط متوقَّعة في مواجهة الشرذمة
كورونا الثقافة العربية في المهجر... خطط متوقَّعة في مواجهة الشرذمة
A+ A-

ثمة تداعيات وآثار ستتركها جائحة #كورونا على الواقعين الأدبي والثقافي، إذ تظهر معادلات وأشكال تطفو على السطح وتغيّر المستقبل، ومَن يدري، لعلّه خير للساحة الثقافية بعد حالات قد تكون سلبية قبل عاصفة الفيروس.

ومع توقّف جميع الأنشطة الثقافية في أوروبا بسبب الوباء، سألنا بعض الكتاب عن الخطط المتوقَّعة لتغيير حالة التشرذم الثقافي عند أدباء المهجر، وما هي الإشكالية الثقافية التي يشكو منها الأدب في بلاد الاغتراب؟

جائحة كورونا أسقطت بروباغاندا الدول العظمى

محمد المطرود صحافي وشاعر وناقد مقيم في مدينة كولن الألمانية، بدأ حديثه قائلا: أولاً إنَّ فيروس كورونا خارج المقولات التي تردّه إلى مؤامرة أو حرب بيولوجية لإعادة تموضع القوة وفق قطبية جديدة أو قطبيات تتنازع الهيمنة، بغض النظر عن هذه المتلازمة فهو جائحة ضرب العالم بكلّه وأعاد ثانية سطوة العولمة التي تراخت في الآونة الأخيرة بسبب المناهضات للحيلولة دون تشييئ الإنسان لمصلحة التقنية.

تابع: إن هذه الحرب الجديدة تبدو مختلفة بأطرافها وأداوتها، لهذا لا يمكن التعامل معها بالنمطية ذاتها التي تمّ التعامل فيها مع أزمات وكوارث بشرية وطبيعية سبقتها، وإذا يلمح المتابع مصدوماً التحولات الاقتصادية للبلدان والتخبط في إدارة الأزمة أو التعامل معها، سيعرف حجم (البروباغندا) التي كانت هذه الدول تحيط نفسها بها، وهي إذ لم تفشل تماماً في التعاطي مع الجائحة فهي لم تنجح أيضاً، ويبدو أنّ النية السياسية في استثمار الوضع غير غائبة، وهو ماعطّل إجراءات لربما كانت كفيلة بالحدّ من النسبِ المتفاوتة بين بلد وآخر.

أدب الأزمات عبر التاريخ

وقال المطرود: لعلّنا ونحن نتحدثُ من زاويتين إنسانية ترتبط بالمستلزمات الوقائية واقتصادية تتعلق بحالات الإغلاق الاقتصادي والاجتماعي ومنه يمكن أن تتمظهر علاقة الأدب بالجائحة وتبعاتها، ومن المعروف وعلى مرّ التاريخ ظهور أدب أزمات، نظّر لها أو استقى مادتهُ الأساس منها، وكان بطريقة أو بأخرى شاهد عيان على الواقعة أو موثّقاً لها فيما بعد، وعليه هنا يمكن القول بأنّ علاقة نفسية حياتية تجمعُ المنتج الأدبي أو المثقف بمحيطه ولايمكن التسامح معه أو النظر عليه بوصفه شخصاً نرجسياً له برجهُ العاجي الذي يطلّ به على الأحداث، بل الحديث اليوم يتعرّض له باعتباره قائداً إجتماعياً أو مؤثّراً فاعلاً، كوننا نرى رغم كلّ التفوق التقني وتطور وسائل الاتصال تبقى المادة المكتوبة هي العصب الرئيس في تحريك المشهد.

وأضاف: في عمقِ السؤال والمرتبط بعلاقة المثقف ببلده البديل أو" الشتات" سأقولُ أنّه إذا أعادت الأزمة بريق" العالم قرية صغيرة" فلايمكن النظر إلى هذا المثقف المبتلي بشرور بلده الذي تركه مجبراً إلّا أحداً مثلهُ مثل أقرانهِ من المضيفين له، على أن نضيف المشكلات التي تعترضه من حيث الثقافة الجديدة واللغة واستثمار بعض قوى اليمين للمزاج العنصري للحدّ من نشاطهِ، وأياً يكن برأي فالمثقف الذي قطع أشواطاً مهمة في التواجد والحضور في بلدان الشتات، وتخلّص بقدر كبير من ثنائية معلمين وتلاميذ، وبطريقة أبسط تجاوز مفهوم" الصدمة الحضارية"هو اليوم معنيّ على ضوء المستجّد أن يوجد طريقة تتماشى مع هذه العزلة والتي سأسميها بالعزلة الطوعية أو الوطينة، وبالرغم من الإجراءات الصارمة الأشبهُ بالإستبدادية، إلّا إنّ (إنسان) الأزمة صار يتماشى معها كما لو أنّها واجب وطني.

أعتقد الحالة عموماً ترتبط بمبادرات فردية وجماعية ترتكز على حسّ إنساني عال، لا سيما أن حالة المثقفين قبل كورونا لم تكن وردية ولم تتبعُ للنزاهة وتقدير الكفاءات، وكلمتك" تشرذم" أجدها جدّ معبّرة!

المشهد الثقافي العربي في أوروبا هزيل قبل الوباء

بين ليلة وضحاها أصبح العالم بأسره حبيس الاحتياطات الأمنية ضد أخطر عدو عرفه العصر الحديث، والذي أمسك كل مناحي الحياة الإنسانية في قبضته الحديد؛ فأصبح من الصعب الإنفلات منها والتخلص من تأثيراتها وتبعاتها على الإقتصاد والدراسة والسياحة والترفيه بل وحتى على العلاقات الاجتماعية التي كانت قناة تواصل إنساني بين العوائل والأصدقاء وغيرها. وبالتالي فإن المجال الثقافي هو الآخر يتعرض لإنتكاسة تعتبر الأولى من نوعها إذا نظرنا إلى المسبب المباشر لها. توقف الشريان النابض باللقاءات على أرض الواقع من خلال المهرجانات والأمسيات والمسابقات الثقافية سواء في البلدان العربية أو في بلاد المهجر. فأصبح المشهد الثقافي باهتا بل مظلماً، إلا من بعض شتلات الأمل التي تجود بها بعض السواعد الغيورة على هذا الكيان الحيوي للذات العربية.

هذا ما عبّرت عنه الشاعرة المغربية المقيمة في ألمانيا نعيمة السيسي، وأضافت: أن الأنشطة الثقافية تشكل حالة صحية لولا بعض المآخذ عليها إذ قبل بضعة أسابيع كانت بعض النوادي والمؤسسات الثقافية والأدبية في بلدان الإغتراب تستعد لتنظيم اللقاءات الأدبية لكن ليس كل ما يُخطَّط له يُدركْ، ولنعدْ بذاكرتنا إلى ماقبل الوباء فرغم أن اللقاءات قليلة، إلا أنها كانت متنفساً يلجأ إليه كل من أتيحت له الفرصة للمشاركة وربط أواصر الثقافة بينه وبين محبيها من مختلف المشارب.

لا تبتعد السياسة من الأدب حتى في الخارج

تابعت السيسي: قد ننظر إلى هذه النشاطات بعين إيجابية ونقتنع بالقليل ونتقبل سلبياته، لكننا إذا نظرنا بعين المنطق للصورة الثقافية في بلاد المهجر وجدنا أنها - وحتى قبل الوباء - تكشف عن بعض أعراض الضعف والتشتت بين أطرافها وذلك لأن اللقاءات المنظمة غالبا ما تكون خاصة إما بمثقفي المشرق العربي أو مغربه وهذا يشكل في حد ذاته تشتتا وانفصاما في الهوية الثقافية العربية، ويؤدي إلى اتساع الهوة بين الثقافيين في بلاد المهجر.

وأضافت: تأثير التوجه السياسي في النشاط الثقافي يمنع مشاركة هذا أو ذاك أو يدفع بالمشارك إلى اعتزال أي نشاط تقيمه جهة تخالفه سياسيا، بالإضافة إلى تصفية الحسابات الشخصية بين عدد لا يستهان به من المثقفين العرب في بلاد المهجر والتي من نتائجها تضييق الخناق على مشاركة الجميع بعيداً من الصراعات الفردية الهدامة، ناهيك عن المحسوبية وتبادل المصالح والمنافع الشخصية ودورها في تقزيم وانكماش الدور الثقافي وحصره في فئة دون أخرى بطريقة (ميكيافيلية) لا تليق بالمثقف كواجهة تعريفية ببلده وهويته، تؤدي كل هذه الأمور إلى الإحتقان بين الأقطاب الثقافية وتجرد المسرح الثقافي من مقومات التكامل والجودة اللذين يشكلا معيارين مهمين لتقييم الكيان الثقافي للجالية العربية بالمهجر.

الجسد الثقافي في قبضة الوباء، ولكن...

تتابع السيسي: فرض الوباء الخبيث العزلة على المثقفين العرب وضرب حولهم الحصار، فأصبح من المستحيل التنقل والتحرك من أجل التواصل المباشر تحت سقف قاعة واحدة أو على منصة ثقافية واحدة، لكن هذا الحصار في حد ذاته جعل أغلب المثقفين يفكرون في سبُل استمرارية أو خلق التواصل بينهم فلجأوا إلى منصات التواصل الإجتماعي مثل الفايسبوك من خلال المجموعات الأدبية أو اللقاءات على الهواء مباشرة أو إنشاء مجموعات جديدة على الواتسآب من أجل خلق شعور ولو إفتراضي بالتواجد الروحي مع الآخر، وإن لم يجمعهما المكان فإن الزمن والعامل المشترك أي الأدب يجمعهما ويقرب بينهما حتى إشعار آخر.

ومما يثير الانتباه ويدعو إلى السعادة أن بعض المثقفين العرب في الداخل العربي بدأوا يقيمون أمسيات إفتراضية خاصة بمثقفي المهجر وذلك كنوع من التآزر معهم في محنة الوباء وإحياء صلة الرحم الثقافية معهم. وبهذا فإنّ لفضاءات التواصل الاجتماعي فضل في إحياء الترابط الثقافي عامة وفي بلاد الإغتراب خاصة، فقد أصبح يشكل أداة من أدوات الإنعاش السريري لهذا الجسد الضعيف وإمداده بما يبقيه على قيد الحياة وينقذه من الحصار، والقطيعة الوبائية.

تنهي الشاعرة نعيمة حديثها: سينهي هذا الوباء حصاره مهما طال، وسيجمع رحاله ويغادر مهما سعى للبقاء. وكما نسمع من كل جهات هذا الكوكب المثقل هما والمتعب بحمل أوزار الإنسان على ظهره أن العالم قبل "كورونا" ليس هو العالم بعده. لذلك صار مهما جدا أن يفكر كل ذي عقل وقلب فيما بعد هذا الوباء، أن يُعمل عقله في كيفية التغيُّر والتغيير إلى الأفضل.

وحري بأهل الثقافة هنا وهناك أن يتخذوا من هذه الوقفة فرصة لرأب الصدع في الحصون الثقافية أينما كانت والتقريب بين التكتلات الأدبية والبحث عن الأشياء المشتركة بينها والتي تجمعها لا التي تفرقها وتشتتها وتذهب بريحها وتكرس ضعفها وتدق المسامير في نعشها،وعلى المثقفين المغتربين نفض الغبار عن المشهد الثقافي وترتيب شعثه والأخذ بناصيته إلى القمة. فالحال يستوجب كل هذا كما يستوجب إنشاء اللبنات المؤسِّسة للتواصل المعرفي بين المثقفين والمقرِّبة بين وجهات نظرهم وتوجهاتهم. هذا ناهيك عن التفكير في كيفية تجويد المعايير التي يوزن بها العمل الثقافي.

الشللية والمحسوبية وباء الثقافة

الكاتبة والصحافية السورية ماجدولين الرفاعي المقيمة في هولندا تتحدث بنبرة متفائلة بأن الآتي أحلى: يبدو أن العالم تعب منا ومن حماقة أفكارنا وتصرفاتنا فأراد بشكل أو بآخر أن ينبهنا لضرورة التوقف والتفكير بالحالة التي وصلنا إليها.

لقد استطاع فيروس كورونا بالفعل إيقاف جميع الأنشطة العامة ليست الثقافية فحسب بل استطاع الوصول إلى أبعد من ذلك بكثير إذ أصاب العالم بالشلل التام، وباتت الحياة قاب قوسين أوأدنى من الموت السريري، ولكن رغم كم الخوف والتهويل الإعلامي الذي إعتمدته معظم وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة بالإضافة لمواقع التواصل الاجتماعي، برغم كل شيء، يحدونا الأمل بنهاية قريبة لهذا الوباء وبالتالي العودة من جديد إلى ساحاتنا العامة ومنتدياتنا الثقافية، ومسارحنا، وهنا لا بد من الإجابة عن سؤالك حول الخطط التي ستنفذ بعد الانتهاء من هذه الأزمة.

تتابع الرفاعي حديثها: بصراحة لا أعلم بماذا يفكر الآخر ولكن أغلب الظن بأن التغيير سيطال كل شيء ومنها طريقة التعاطي مع الثقافة في أوروبا والتخلص من الشللية المقيتة (وباء الثقافة)التي سادت خلال السنوات الماضية وعلى طريقة (حكلي لحكلك) تكتب عني فأكتب عنك، تدعوني لنشاط أدعوك لنشاط آخر بغض النظر عن مستواك أو مستواي الثقافي!

وفي السياق عينه، دعني أنتقد طريقة البعض في عمل هالة حول شخصية بعينها، كأنّ الساحة الثقافية خالية تماما وليس فيها من يستطيع منافسته ودعني أطلق على هذا الكائن اسم (الديكتاتور الصغير) والذي يحرك جيشه بإشارة من إصبعه.

في المرحلة المقبلة، أرجو أن تتوقف المصالح الشخصية والعلاقات الغرامية على حساب جودة الأدب والنقد الأدبي تحديدا ونتخلص من نظرية( الراقصة والطبال) إذ درجت في الفترة السابقة لكورونا أن يحضر الشاعر أو الكاتب ناقده معه، فإذا كانت الكاتبة إمرأة فالناقد رجل له مآربه الشخصية والعكس صحيح.

كورونا الألقاب الكاذبة

وأضافت الرفاعي: أتمنى في الفترة اللاحقة لأزمة كورونا غربلة الأدب من أصحاب وصاحبات الصفحات الإلكترونية الصفراء والتي تكتب فيها امرأة جميلة قصيدة (الحلزونة) فتتناثر حولها اللايكات الذكورية.

ما بعد كورونا يجب التخلص من كورونا الألقاب المزورة الدكتور فلان، والحقوقية الفلانية، ولا يمكننا التخلص من هذا التزوير للحقائق إلا بطلب سيرة ذاتية مرفقة بصور الشهادات الحاصل عليها ذلك الدكتور العظيم.

وأخيرا بإعتباري رئيسة المؤسسة العربية الأوروبية للسلام والتي أقامت العديد من الأنشطة الثقافية والفنية في هولندا منذ بداية عام 2016 وحتى تاريخ الحظر الصحي فإنني أعد بأنني سأعتني باختيار من يستحق المشاركة في المهرجانات والأمسيات التي سنقيمها لاحقا مع منح فسحة صغيرة للشباب الواعد الذي لم يجد فرصته للمشاركة في مكان ما بحجة عدم قبول الكبار بوقوفهم على خشبة واحدة مع هؤلاء الصغار.

الحلّ في التواصل الالكتروني

الصحافي المصري محمد عزام رئيس البيت العربي النمسوي للثقافة والفنون والمقيم في فيينا، يتحدث عن حلول مرحلية، فيقول: لقد تأثرت الأنشطة الثقافية التي تقيمها التجمعات الثقافية الناشطة في المهجر مثلها مثل كل الأنشطة على كافة الصعد، بسبب جائحة الكورونا، التي ضربت العالم.. فلم يعد ممكنا ممارسة الأنشطة الإعتيادية في ظل تقييد الحركة والقيود التي حظرت التجمعات والفاعليات فكان لا بدّ من إيجاد بدائل وحلول لاستمرار النشاط الثقافي بأشكال جديدة، ونحن في البيت العربي النمسوي للثقافة والفنون، اعتمدنا التواصل الثقافي عبر الوسائط الإلكترونية.. وصفحات الفايسبوك والمجموعات المرتبطة بها مثل، تعلم اللغة العربية، تعلم الألمانية، الكاميرا، صوت الموسيقا، مسرحنا، شاشتنا، المعرض، أصدقاء البيت، وسيدات البيت، والساحة، إضافة للمقهى الثقافي على (الماسنجر) للتواصل مع أعضاء وأصدقاء البيت، ونأمل أن تنتهي هذه الجائحة قريبا لتعود الأنشطة إلى سابق عهدها مع استمرارنا في تدعيمها عبر المجموعات التي نبثها عبر الفضاء الإلكتروني.

الأديب ابن بيئته

يتابع عزام كلامه: في تقديري الإشكاليات التي يشكو منها الأدب في بلاد الإغتراب كثيرة ومتعددة، منها على سبيل التخصيص وليس الحصر؛ أن أغلب الكتاب الذين جاؤوا قسراً إلى المهجر شاغلهم الرئيس هو تأمين وسائل العيش أولاً، وبالطبع التأقلم مع المجتمعات الجديدة وثقافتها المختلفة عن ثقافتهم الأم.

أيضاً لا زال أغلب ما ينتج من أدب يدور في البيئة الأم للأديب، ونادراً ما نرى تأثير المجتمع الجديد وانعكاساته على أعمال معظم الكتاب الذين يعيشون في المهجر، ما زالوا يحتاجون لوقت حتى نلمس أثراً للمجتمع الجديد والثقافة الجديدة.

وأخيرا بعد استطلاع رأي الكتاب العرب في عدة دول أوروبية نأمل أن تنتهي هذه الأزمة قريبا، وهاهي منظمة الصحة العالمية تتابع جهودها مع نخبة من علماء العالم من أجل اكتشاف مصل ينقذ البشرية من وباء لم يشهد العالم مثله وحتى ذلك الوقت ربما تتبلور رؤى الثقافة في المهجر وتنقشع الغمة كستارة مسرح يظهر من خلفها الأدب والثقافة والروح الجماعية في الأنشطة الفنية والثقافية والحياتية أيضا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم