الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"واشنطن تعترف بتصنيع الفيروس القاتل"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
"واشنطن تعترف بتصنيع الفيروس القاتل"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
"واشنطن تعترف بتصنيع الفيروس القاتل"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
A+ A-

يتداول مستخدمون عديدون لوسائل التواصل الاجتماعي منشورا يدعي ان "واشنطن تعترف بتصنيع الفيروس القاتل"، مرفقاً في العديد من الحسابات بصورة لمقالة في جريدة، دليلا على صحة هذه المزاعم، بينما عمدت حسابات أخرى الى نشر صورة أخرى لرجل مرفقة بمزاعم ان "هذا هو الرجل الذي صنع فيروس كورونا بعد بيعه لجمهورية الصين". FactCheck#

النتيجة: كل هذه المزاعم خاطئة. واشنطن لم تعترف بتصنيع الفيروس كما يتم زعمه. المقالة المتداولة نشرت بيانا مفبركا لم تصدره وزارة العدل الأميركية. وما جاء فيه عن "بروفسور في جامعة هارفرد اوقف لتهريبه فيروس كورونا الى ووهان" لا اساس له. الدكتور تشارلز ليبر تلاحقه السلطات الاميركية في قضية مختلفة لا علاقة لها بالفيروس. 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

الوقائع: صورة لمقالة في جريدة، و"الخبر عاجل- واشنطن تعترف بتصنيع الفيروس القاتل"، وفقا للمزاعم المتناقلة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، تويتر (هنا، هنا، هنا...)، وايضا الواتساب، في وقت عمدت مواقع اخبارية عدة الى نشر هذه المقالة، بالعنوان ذاته: "واشنطن تعترف بتصنيع الفيروس القاتل". وقد ذكر عدد منها مصدرها، وهو صحيفة لبنانية (مثل هنا، هنا, هنا، هنا...).   

التدقيق: 

-صحيح، مصدر المعلومات المتداولة مقالة نشرتها صحيفة لبنانية في صفحتها الاولى في 24 آذار 2020، بعنوان: "واشنطن تعترف بتصنيع الفيروس القاتل". وقد أرفقتها بصورة رجل، مع شرح: "المتحدث باسم وزارة الصحة الاميركية يكشف دور أستاذ في جامعة هارفرد في تصنيع فيروس كورونا". 

-هل الرجل في الصورة هو "المتحدث باسم وزارة الصحة الاميركية يكشف دور أستاذ في جامعة هارفرد في تصنيع فيروس كورونا" كما أوردت الصحيفة؟ 

-كلا، هذا الرجل هو المدعي العام الاميركي لمقاطعة ماساتشوستس أندرو ليلينغ- U.S. Attorney for the District of Massachusetts Andrew Lelling. وقبل تعيينه في هذا المنصب في 21 كانون الاول 2017، كان ليلينغ مدعيا فيدراليًا طوال أكثر من 15 عامًا، وفقا لوزارة العدل الاميركية.   

*ماذا عن صورة ليلينغ التي تنشرها الصحيفة؟  

يقود البحث العكسي عن الصور في غوغل الى ليلينغ خلال ظهوره في مؤتمر صحافي في 28 كانون الثاني 2020، معلنا توقيف أستاذ في جامعة هارفرد وشخصين آخرين، واتهامهم بمساعدة جمهورية الصين الشعبية (CBSNews).  

*هل صحيح ما تورده المقالة ان "وزارة العدل الاميركية قالت في بيان اعترافها، إن بروفسوراً يعمل في جامعة هارفرد، مسؤول عن الأسلحة البيولوجية، ولم تشر إلى اسمه، ومرتبط بعقود عمل مع وزارة الدفاع الأميركية، وتم اعتقاله بعد أن تأكد للسلطات أنه قام بنقل وتهريب الفيروس إلى ووهان في الصين، بالتعاون مع مركز دراسات وأبحاث هناك؟

-كل هذه المزاعم خاطئة. وزارة العدل اعلنت في بيانها اسم البروفسور في جامعة هارفرد الموقوف والمتهم، وهو الدكتور تشارلز ليبر (60 عاما) Dr. Charles Lieber، رئيس قسم الكيمياء والبيولوجيا الكيميائية في جامعة هارفرد، اضافة الى اسمي شخصين صينيّين آخرين متّهمين.

والبيان الرسمي للوزراة تنشره على موقعها هنا في 28 كانون الثاني 2020.  

بماذا يُتّهم الدكتور ليبر؟ 

من التهم التي اعلن ليلينغ يومذاك توجيهها الى ليبر هي: الكذب حول مشاركته في "خطة آلاف المواهب" Thousand Talents Plan. وهو برنامج صيني لتجنيد أشخاص لديهم معرفة ومعرفة بالتكنولوجيا الأجنبية والملكية الفكرية.

وتقول وزارة العدل الأميركية في بيانها إن "جامعة ووهان للتكنولوجيا دفعت لليبر 50 ألف دولار شهريا، إلى جانب نفقات معيشة تصل إلى 158 ألف دولار، وكافأته بـ1.5 مليون دولار لإنشاء مختبر أبحاث في الجامعة الصينية": 

في مؤتمره الصحافي يومذاك، قال ليلينغ: "نحن هنا اليوم لإعلان ثلاث حالات منفصلة تسلط الضوء على التهديد المستمر الذي يشكله التجسس الاقتصادي الصيني، وسرقة الأبحاث من الولايات المتحدة. أولا، اعتقال اليوم أستاذ بجامعة هارفرد بتهمة الكذب بشأن مشاركته في برنامج توظيف أجنبي صيني" (هنا ايضا اوراق الدعوى المرفوعة على ليبر). 

كذلك، افاد ليلينغ "اننا اصدرنا هذا الصباح لائحة اتهام منفصلة تتعلق بمواطنة صينية يانكينغ يي Yanqing Ye تعمل كباحثة علمية في جامعة بوسطن، والتي لم تذكر في طلبها للحصول على تأشيرة، أنها ملازمة في جيش التحرير الشعبي الصيني" (CBSNews).

والمواطن الصيني الآخر المتهم هو الباحث في الخلايا السرطانية زاوسونغ تشنغ Zaosong Zheng الذي "ألقي القبض عليه (في 9 كانون الاول 2019) في مطار لوغان الدولي في بوسطن وهو يحاول مغادرة الولايات المتحدة مع 21 قارورة تحتوي على عينات بيولوجية حساسة" (وزراة العدل الأميركية ورويترز).

بعد توقيف ليبر، قال مسؤولون في جامعة هارفرد إنه أعطي إجازة إدارية. وقالت الجامعة في بيان: "إن الاتهامات التي وجهتها الحكومة الأميركية الى البروفسور ليبر خطيرة للغاية. وتتعاون جامعة هارفرد مع السلطات الفيدرالية، بما في ذلك المعاهد الوطنية للصحة، وتجري مراجعة خاصة بها لسوء السلوك ذلك المزعوم" (أ ب، 28 كانون الثاني 2020، وهنا ايضا). 


*هل اعترفت الحكومة الأميركية، على لسان وزارة العدل، بمسؤوليتها عن انتشار فيروس كورونا، وبأن الفيروس صناعة أميركية بامتياز كسلاح بيولوجي، وفقا لما تزعم المقالة؟

كلا، هذه المزاعم خاطئة، اختراع. بيان وزارة العدل بهذا الشأن واضح. ولا ذكر فيه اطلاقا لفيروس كورونا المستجد او لعلاقة ليبر به او "بتصنيعه"، كما تزعم المقالة المتناقلة. القضية التي يتهم بها ليبر لا علاقة لها بفيروس كورونا.  

النتيجة: المقالة لا صحة لها. و"الاعترافات" المزعومة التي تنسبها الى وزارة العدل الاميركية مفبركة. كلا، واشنطن لم تعترف "بتصنيع الفيروس القاتل"، كما يتم زعمه. والسلطات الاميركية أوقفت الدكتور ليبر مع صينيَّين آخرين في قضية مختلفة لا علاقة لها بفيروس كورونا. 

[email protected]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم