الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ديديه راوول... الطبيب المقاوم لـ"الاستبلشمانت"

فيصل جلول- باريس
ديديه راوول... الطبيب المقاوم لـ"الاستبلشمانت"
ديديه راوول... الطبيب المقاوم لـ"الاستبلشمانت"
A+ A-

عندما سيُكتب تاريخ الكورونا في فرنسا وفي العالم، سيحتل طبيب الفيروسات ديديه راوول مكانة مرموقة. سيكون رمزاً طبياً مقاوماً نظير ما كانه الجنرال ديغول في الموقع العسكري المقاوم. كلاهما وقف ضد "الاستبلشمانت" المهزوم والبيروقراطي وكلاهما انتصر.

لا غرابة في أن يكون هذا الطبيب ديغولياً في السياسة وفق تعريفه الشخصي لانتمائه السياسي ومقاوماً في الطب.

لا يساير أحداً في قناعاته. لا يعترف بنظرية الأوزون وآثارها الحرارية على الأرض.

رفض منع الحجاب في الجامعات الفرنسية عندما يكون "خياراً حراً وليس مفروضاً".

راوول مكتشف فيروسات، ذو سمعة عالمية، لكنه شبه معزول في بلده. لم يأتِ رئيس الجمهورية ولا وزير الصحة ولا مدير عام الوزارة للإشراف على افتتاح المجمع الذي يديره في مارسيليا. أنكره المركز الوطني للبحوث في فرنسا. ماكرون وضع السلطة الطبية بيد المجلس العلمي. هذا الطبيب خالف سلطة المجلس وسلطة الرئيس، لذا جرى تهميشه في فرنسا، لكنه صار بطلاً عالمياً.

حاربته وزيرة الصحة السابقة لأنه كان على خلاف مع زوجها. عزلته الارستقراطية الطبية الباريسية.

حاول البعض الإساءة إليه، وبالتالي القول إن تحرشات جنسية دارت في مجموعته الطبية، فرد بجرأة غير مسبوقة: حسناً أنكم لفتّم انتباهي إلى أن مجمعنا سوق دعارة. من الآن فصاعداً سنأتي بماكينات لتوزيع الواقي الذكري.

يمتعض أركان الأرستقراطية الطبية الفرنسية من تسريحة شعره ومن هندامه ومن لهجته ومن جرأته، ومن وقوفه ضد التيار. عالج مرضاه بهيدروكسيكلوروكين بعد أن وصلته أصداء من الصين وهو يعالج مرضاه بهذا العقار منذ أربعين عاماً. رفضت الحكومة الفرنسية تعميم اختبار الكورونا على الجميع. عارض القرار وهو يفحص اليوم في مارسليا كل الراغبين في اختبار إصابتهم بالمرض.

امتنع راوول عن حضور المجلس العلمي الذي شكله الرئيس ماكرون دون أن يستقيل منه، واستطاع بجرأته أن يفرض على المؤسسة العلمية للاختبارات الطبية في أوروبا إدخال الكلوروكين بين أربعة عقارات قيد التجربة الآن. لا يمكن لهذه المؤسسة أن تنشر خلاصات كاذبة طبياً، والراجح أنها ستعتمد هذا العقار ضد الكورونا منفرداً او مع عقارات أخرى، وسيخرج ديدييه راوول من هذه التجربة بطلاً.

أما تأييد برنار هنري ليفي المتأخر له، فتفسره الأوساط المحلية بأنه لمصلحة شركة أدوية اقترحت إنتاج 130 مليون عقار هيدروكسيكلوروكين خلال فترة قصيرة.

ديديه راوول طبيب مقاوم بأفكاره وهندامه وخياراته ولهجته وقناعاته... هو يؤكد لمن يرغب أن الإبداع والكرامة والشرف والنجاح تأتي من المقاومة وليس من التبعية.. ومن عبارة "تمام يا فندم".

اقرأ أيضاً: جدل البروفيسور راوول يتصاعد... "الكلوروكين" أمل أم وهم؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم