الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

نصرالله: حكومة اللون الواحد ليست من مصلحة لبنان

نصرالله: حكومة اللون الواحد ليست من مصلحة لبنان
نصرالله: حكومة اللون الواحد ليست من مصلحة لبنان
A+ A-

قال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في كلمة متلفزة: "رأيت أن من واجبي أن أتحدث اليوم بعد غياب شهر، نظراً للتطورات الحاصلة ونظراً للحظة الحساسة التي نعيشها خصوصاً في مسألة تاليف الحكومة. حديثي اليوم مخصص للوضع اللبناني فقط، سأتحدث في 4 مقاطع، الأول في التعاطي الأميركي والتصريحات الأميركية الاخيرة، الثاني الملف الحكومي وما توصلنا إليه، العنوان الثالث له علاقة بالوضع الأمني، العنوان الرابع له علاقة بالوضع المعيشي".

أضاف: "الأميركيون يتدخلون بأي تحرك يحصل في العالم، هم يسارعون إلى محاولة استغلال التحركات الشعبية بما يخدم مصالحهم وليس بما يخدم مصالح المحتجين. الأميركيون يركبون موجة التظاهرات في العالم ويعلنون دعمهم لهذه الاحتجاجات، ولكن في الحقيقة تقديم العون يكون بما يخدم مصالح أميركا، وهذه قاعدة عامة ورأينا ذلك في الربيع العربي وأميركا اللاتينية وشرق آسيا، وهذا سلوك أميركي عام".

وتابع: "في لبنان، بعد 17 تشرين عندما حصلت التظاهرات في عدد من الميادين انطلاقاً من القرار الخاطئ الذي اتخذته الحكومة في ما يتعلق بالرسوم والضرائب، قدم فيلتمان مطالعات واستدعي لبنانيين وقدم شرحاً يعبر عن آرائهم، وسمعنا أعضاء في الكونغرس وبومبيو وكلهم تدخلوا، وكل ذلك كان يقابل بالسكوت وصولاً إلى ما قالته مندوبة أميركا في الأمم المتحدة وما قاله بومبيو. في الحقيقة أريد أن أقف بشكل مباشر أمام الكلامين الأخيرين، ما قالته المندوبة كرافت بأن التظاهرات ستتواصل في لبنان واليمن وفي أي مكان توجد فيه إيران، وليس في أي مكان يوجد فيه فساد، واعتبرت أن الإضرابات ستستمر إذا لم تؤدي أدوات الضغط إلى أي نتيجة، الأميركيون ينظرون للتظاهرات على أنها أدوات للضعط على ايران".

وأردف: "افترض الأميركيون بأن التظاهرات التي خرجت في لبنان هي ضد إيران، مع العلم بأنه لم يطرح في التظاهرات في لبنان شيء له علاقة بإيران ، كانت الشعارات تتعلق بقضايا اقتصادية ومطلبية، هم افترضوا منذ اليوم الأول أن هذه التظاهرات هي ثورة الشعب في لبنان ضد حزب الله. بعض وسائل الإعلام العربية والخارجية ساعدت الأميركيين بتصوير أن التظاهرات هي ضد حزب الله".

وعن الشأن الحكومي، قال نصر الله: "منذ الأيام الأولى، قلت كلاماً واضحاً أننا لا نوافق على استقالة الحكومة، وذكرت الأسباب، ومنها صعوبة تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وأن ذلك ليس في مصلحة لبنان، نتيجة الوضع المعيشي والمالي، ولا يحتمل الفراغ".

ولفت إلى أن "عملية التأليف لن تكون سهلة، وكل الوقت الذي ضاع ذهب من طريق اللبنانيين. كان من الأفضل أن تبقى الحكومة وأن تبقى التظاهرات، وهذه الوضعية الأفضل، لان كان سيشكل عامل ضغط على الحكومة لتقوم بإجراءات إصلاحية ولتحقق الكثير لمصلحة الشعب اللبناني".

أضاف: "لو بقيت الحكومة وبقي الناس في الشارع، لما وصلنا إلى كل ما وصلنا اليه اليوم. عندما استقالت الحكومة لم يعد الحديث الأول في لبنان عن الجوع، بل تحول الحديث إلى الحكومة وشكلها وإسم رئيسها ومطالب القوى المختلفة وذهب البلد إلى مكان آخر لا صلة له بأسباب نزول الناس إلى الشارع. ومن يومها إلى الآن، بدأ غلاء الأسعار وتهديد الناس في الدواء والاستشفاء وأزمة الودائع والسرقات والصدامات وإلقاء نفايات على أبواب المسؤولين وضرب موسم الأعياد، وتراجعت الثقة في البلاد".

وتابع: "مع استقالة الحكومة، لم يعد هناك من يستجيب للمطالب ومن يستطيع اتخاذ الإجراءات. بعد استقالة رئيس الحكومة، اعتبر البعض في الحراك أنه إنجاز لهم، لكن ذلك كان ضياعاً للوقت، فتم تعطيل المؤسسات التي يجب أن تقوم بالإصلاحات".

وقال: "لا أريد النقاش في الميثاقية، بل أريد النقاش في مصلحة البلد، فالأغلبية النيابية في السابق كانت للفريق الآخر، وكنا نحن نطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وعندما كانوا هم أغلبية، كنا لا نقبل بحكومة من لون واحد. وعندما أصبحنا نحن أغلبية، لا يجوز الذهاب إلى حكومة لون واحد، انسجاماً مع مواقفنا. حكومة اللون الواحد ليست من مصلحة لبنان".

وأشار إلى أن "أي حكومة كي تعالج الوضع تحتاج إلى الاستقرار الداخلي، فكيف لحكومة اللون الواحد أن تعالج أزمة بهذه الخطورة، لافتاً إلى أن "الأزمة في حاجة إلى تكاتف الجميع، وهذا لا ينسجم مع حكومة اللون الواحد"، وقال: "إن حكومة اللون الواحد من فريقنا او الفريق الآخر هي خيار غير مناسب ولا تساعد على إنقاذ البلد".

واعتبر أن "هناك مخاطر خارجية أيضاً لحكومة اللون الواحد".

أضاف: "الخياران الثالث والرابع يقومان على حكومة الشراكة الوطنية، وهناك من طرح أن يشارك الحراك في الحكومة، فلا مشكلة لنا في ذلك. النقطة المشتركة بين الخيارين الثالث والرابع، هي حكومة الشراكة وتنسجم مع تحمل الجميع للمسؤولية وتهدئة الشارع. والخيار الثالث: حكومة شراكة يرأسها الحريري، والقول اننا متمسكون بهذا الخيار غير صحيح والدليل أن الخيار الرابع هو حكومة برئاسة شخص غير الحريري. الخيار الثالث لم يتحقق لأن الحريري طرح شروطاً وجدها فريقنا السياسي غير صحيحة، وهي في بعضها شروطها الغائية ولهذا انتقلنا إلى الخيار الرابع".

وعن اقتراح اسم سمير الخطيب، قال: "اتفق على الإسم والمبادىء الأساسية للحكومة، لكن الموضوع انتهى في الساعات الأخيرة، وتم تأجيل الاستشارات، بناء على رغبة الكتل النيابية بغالبيتها".

وشدد على أهمية "تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات"، وقال: "كما رفضنا حكومة اللون الواحد وأصررنا على مشاركة تيار المستقبل، نصر على مشاركة التيار الوطني الحر".

وأكد أنه "حتى اللحظة لم يتم التوافق على أي إسم، فكتلة الوفاء للمقاومة ستعبر عن موقفها، آملاً في "أن يحصل تكليف يوم الإثنين لأي شخصية تحصل على الأصوات اللازمة"، وقال: "بعد التكليف، نتحدث عن التأليف ونتفاوض مع الرئيس المكلف ونتعاون لتشكيل الحكومة، فهذا المطروح أمامنا حتى اللحظة".

وتحدث عن "الصدامات التي حصلت في الشارع"، لافتاً إلى أن "القول إن عناصر أمل وحزب الله اعتدت وضربت هو غير صحيح"، وقال: "إن أمل وحزب الله شكلا لجاناً لضبط الشارع. لقد مارسنا ضبطاً كبيراً على شارعنا. الرئيس نبيه بري وأنا وقيادتا أمل وحزب الله متفقون على وجوب حفظ الهدوء وعدم الانجرار إلى أي توتر".

أضاف: "عندما يتخذ حزب الله وحلفاؤه قراراً بالنزول إلى الشارع، فهم يعرفون كيف ينظمون تحركهم. إن جدية القوى الأمنية والجيش بفتح الطرق واضحة، ونطلب منها المسارعة إلى ذلك وعدم انتظار لساعات. ويجب عدم التساهل في بعض الخلل الأمني من سرقات وغيرها، فهذا موضوع خطير جداً".

وتناول نصر الله الوضع المعيشي، وقال: "إلى حين تشكيل الحكومة، سنبقى ننادي حكومة تصريف الأعمال للقيام بواجبها في تحمل مسؤوليتها في المواضيع المالية والمعيشية، الناس يجب أن يحتملوا مسؤولية أيضاً من خلال التكافل الاجتماعي".

وإذ أشار إلى أن "هناك حديثاً عن رفع الأسعار، نتيجة الأوضاع"، قال: "هناك من يعمل على رفع الأرباح. ولا يجوز التلاعب بالأساسيات التي تخص حياة الناس ولا إدخال السلع الأساسية في أي عملية ضغط".

وأمل في أن "تحصل استشارات الإثنين وأن تتكلف شخصية تختارها الأصوات المناسبة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم