الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الشعب يريد بناء لبنان جديد

المصدر: النهار
ليندا عبدو
الشعب يريد بناء لبنان جديد
الشعب يريد بناء لبنان جديد
A+ A-

الأحداث تعبر على أن الحراك يريد مصالحة اجتماعية حقيقية لا مصالحة أمنية قلتم عنها مصالحة وطنية، زوراً وبهتاناً. المصالحةُ الاجتماعية عنوانٌ كبير، العطب الذي أصاب نسيجنا الاجتماعي كبير، المخزون في نفوسنا كبير. لإنجاز مصالحة وطنية حقيقية، نحتاج إلى جهدٍ كبير، جهد متدرج، يبدأ بالتصالح مع الذات، تصالح أسري، تصالح طائفي، تصالح مذهبي، تصالح مناطقي، وصولاً إلى المصالحة الوطنية الشاملة. حرية الرأي هي الحلّ، الممارسات والآليات الديموقراطية الحقيقية هي الحل، معارضة حقيقية هي الحل، مصالحة وطنية بين كل الأطراف هي الحل، دولة قانون ومؤسسات وقضاء مستقل شامخ.

لا شك أن شعبنا يتطلع إلى وحدة وطنية حقيقية بين جميع مكوناته. وفي الحقيقة، يجب إطلاق مبادرة لردم هوة الانقسام بين فصائل السلطة، إذ ظهر جلياً حجم التناحر بينهم وعدم قبول الآخر، ولغة التخوين. إن إطلاق هذه المبادرة من أجل الاتفاق على رؤية وبرنامج واستراتيجية وطنية لبنانية تشكل القاسم المشترك للجميع، بحضور جميع أركان السلطة إلى حوار تأسيسي جامع ومصالحة وطنية حقيقية ليست حبراً على ورق، من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، ومراقبة عملها حتى إجراء الانتخابات الشاملة وتعزيز مقومات الصمود في مواجهة الأزمات الاقتصادية والمعيشية. يجب الموافقة على المبادرة دون قيد أو شرط . بالأساس، هم من أسقط وأفشل كل الاتفاقات الموقّعة منذ الطائف والدوحة ومؤتمرات التسول من باريس وأجزائه، وصولاً إلى سيدر.

لذلك، من يطمح لوضع استراتيجية وطنية حقيقية من اجل المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة الوطنية عليه أولاً مراجعة أسباب الانقسام الحقيقي المتمثلة باتفاقيات شكلية وملاحقها الاقتصادية والأمنية، والمطالبة بإلغائها بعد فشلكم في إدارة زمام الأمور، والعمل إما على تفعيلها أو إلغائها حتى تحقيق وحدتنا الوطنية، وهذا سيشكل البوابة الحقيقية لرؤية وطنية حقيقية كفيلة بردم هوّة الانقسام وإعادة الأمور إلى جادة الصواب.

إما مصالحة وطنية حقيقية، وإما حرب أهلية طاحنة للوصول إلى تسوية عادلة، وبعدها يمكن أن نبني وطناً معافى.

لذلك، يجب أن ينطلق اتفاق تأسيسي وطني لبناني في بيروت وليس في أي مدينة عربية أو أجنبية. مؤتمر لبناني صافٍ خالص لنرتّب أمور بيتنا الداخلية دون تدخل من أحد أو رعاية من أحد.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم