
وسط التوترات السائدة في الخليج، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أن المملكة تسعى إلى تسوية سياسية في اليمن، وذلك غداة إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تعتزم زيادة عديد الجنود الاميركيين في السعودية من ألفين إلى ثلاثة آلاف، بينما اعتبرت موسكو أن من شأن هذه الخطوة تأجيج التوتر في الخليج.
قال الملك سلمان في كلمة لدى افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، إن المملكة تسعى إلى تسوية سياسية في اليمن وتأمل في أن يفتح اتفاق الرياض الباب أمام محادثات سلام أوسع.
وأوضح أن السياسة النفطية للمملكة تستهدف تعزيز الاستقرار في أسواق النفط العالمية وتخدم المنتجين والمستهلكين على السواء. وأضاف أن الطرح العام الأولي لعملاق النفط التابع للدولة "أرامكو"، سيتيح للمستثمرين من داخل المملكة وخارجها بالمشاركة وسيوجد آلاف الوظائف. ورأى أن تمكن "أرامكو" من استعادة طاقة إنتاج النفط سريعاً بعد هجمات في أيلول، يثبت قدرة المملكة على تلبية الطلب العالمي في مواجهة أي نقص. وكشف أن المملكة تعرضت لـ286 صاروخاً باليستياً و289 طائرة مسيرة، لكن الاعتداءات على السعودية لم تؤثر على التنمية وحياة المواطنين والمقيمين بفضل منتسبي القوات العسكرية والأمنية. وشدد على أن "المملكة تفخر بشهداء الواجب والمصابين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء من أجل العقيدة والوطن"، وأن "أسرهم ستظل دوماً موضع العناية والاهتمام".
وأكد مجدداً أن أسلحة إيرانية استخدمت في الهجمات على منشآت أرامكو.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أبلغ الكونغرس أن الولايات المتحدة سترفع عدد قواتها في السعودية إلى 3 آلاف عسكري خلال الأسابيع المقبلة، من أجل "ردع التصرفات الاستفزازية لإيران".
ووسط التوترات مع طهران، أعلنت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" أن حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس أبراهام لينكولن" والمجموعة المرافقة لها عبرت مضيق هرمز الثلثاء لإظهار "التزام" واشنطن لحرية الملاحة.
وأصدرت البحرية الأميركية بياناً جاء فيه أن عبور مجموعة حاملة الطائرات المضيق الاستراتيجي الذي يفصل بين إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة في اتجاه الخليج كان مقرراً سابقاً وتم من دون أي حوادث.
وتضم المجموعة حاملة الطائرات إلى عدد من السفن والطائرات.
ويعبر المضيق ثلث الإنتاج النفطي العالمي المنقول بحراً. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية طالباً عدم ذكر اسمه إن الاتصالات بين القوات الأميركية وخفر السواحل الإيراني كانت "مهنية". وهذه المرة الأولى تعبر مجموعة حاملة طائرات أميركية المضيق منذ أن أسقطت إيران في المنطقة في حزيران طائرة أميركية مسيّرة.
واستهدف هجومان في الشهر نفسه ناقلتين نفطيتين في المنطقة حُمّلت إيران المسؤولية عنهما، وهو ما نفته الجمهورية الإسلامية. وذكر "البنتاغون" بأن آخر عبور لحاملة طائرات أميركية لمضيق هرمز يعود إلى نيسان.
ويشكل عبور المضيق البالغ عرضه 50 كيلومتراً خطراً على السفن نظراً إلى ضيقه وقلة عمق مياهه. وغالباً ما تهدد إيران التي تمتلك قوة عسكرية متقدمة وتسيطر على غالبية الممرات الملاحية لنقل النفط عبر المضيق بإقفاله إذا ما قام أعداؤها ولا سيما منهم الولايات المتحدة بعمل عدائي ضدها.
الحوثيّون أفرجوا عن 3 سفن
وفي خطوة على صلة بالتطورات في الخليج، أفادت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية ومصدر عسكري حوثي في اليمن، أن حركة الحوثي المتحالفة مع إيران، أفرجت عن ثلاث سفن و16 شخصاً كانت قد احتجزتهم في وقت سابق. واحتجاز تلك السفن الأحد كان أحدث حلقة في سلسلة وقائع في البحر حول اليمن حيث تقود السعودية تحالفاً عربياً يدعمه الغرب في مواجهة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وأكثر المراكز السكانية والذين يُتّهمون بمهاجمة سفن. وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان إن الحوثيين أفرجوا عن السفن الثلثاء وإن اثنتين منها من كوريا الجنوبية والثالثة ترفع علم السعودية. وأضافت أنها أبلغت أسرتي اثنين من أبناء كوريا الجنوبية كانا بين أفراد الطاقم الإفراج عنهما.
ونقلت "رويترز" عن مصدر عسكري حوثي في اليمن، أن الإفراج عن السفن الثلاث تم بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، كما أفرج عن كل الطواقم.
وكتب حسين العزي نائب "وزير خارجية" الحوثيين على "تويتر": "تم الأمر بالإفراج عن السفن الكورية في إطار التفاهمات الودية بين صنعاء وسيول وبعد التحقق من مدنية السفن واعتذار الطاقم والوقوف أيضاً على حقيقة الأسباب التي وقفت وراء هذه المخالفة والتي تبين من واقع التحقيق أنها تعود إلى اضطرار السفن للهروب إلى مياهنا الإقليمية تحت ضغط الرياح وهيجان البحر".
وكان خفر السواحل التابع للحوثيين قد قال في وقت سابق إن السفن دخلت المياه الإقليمية اليمنية من دون إذن.
وأشار الحوثيون إلى أنهم سيفرجون عن السفينتين إذا ثبت أنهما من كوريا الجنوبية وذلك بعدما احتجزوا حفاراً تقطره سفينة ترفع علم السعودية في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر. وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن اتهم جماعة الحوثي اليمنية بخطف السفينة "رابغ 3" التي كانت تقطر حفارا كوريا جنوبيا في جنوب البحر الأحمر.
وتدخل التحالف في اليمن في آذار 2015 للتصدي للحوثيين بعدما أطاحوا الحكومة المعترف بها دولياً من السلطة في صنعاء.
وأبعدت قوات الحوثي عن معظم السواحل اليمنية خلال الصراع، لكن الحركة لا تزال تسيطر على الحديدة أكبر موانئ البلاد على البحر الأحمر والذي يعد قاعدة للوحدات البحرية التابعة لها. وتقول الأمم المتحدة إن الحوثيين هاجموا ناقلتي نفط العام الماضي في مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر وكذلك سفينة تنقل القمح إلى اليمن.
موسكو
وفي موسكو، حذر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، من أن اعتزام الولايات المتحدة رفع عدد قواتها في المملكة العربية السعودية من شأنه أن يزيد التوتر في منطقة الخليج.