الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أبواب الجحيم فُتحت على مناطق لبنانية... تهجير قسري للأهالي وخوف من تكرار المشهد

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
أبواب الجحيم فُتحت على مناطق لبنانية... تهجير قسري للأهالي وخوف من تكرار المشهد
أبواب الجحيم فُتحت على مناطق لبنانية... تهجير قسري للأهالي وخوف من تكرار المشهد
A+ A-

وكأن أبواب الجحيم فُتحت ليل أمس على مناطق لبنانية عدة، التهمت النار المساحات الخضراء، حاصرت المنازل، أرعبت السكان الذين لم يجدوا أمامها سوى الهرب وسيلة لحماية أنفسهم وأولادهم من الموت المتنقل بينهم، من المشرف إلى الدبية والدامور وغيرها عاش المواطنون ساعات عصيبة، وما زالوا يخشون على بلداتهم وأرزقاهم إذ لم تتم السيطرة على الحرائق بشكل كامل.

لحظات الرعب

بلدة المشرف كئيبة، السواد ابتلع المساحات الخضراء فيها، لا وجود لأي حركة على طرقها، عدا سيارات الاطفاء والدفاع المدني التي لا تزال تعمل على إطفاء وتبريد ما تبقى من حرائق فيها، من يعرف هذه البلدة يعلم كم أنها جميلة، حيث تزين الاشجار معظم مساحتها، فاصلة بين البيوت المتقاربة والمتباعدة في آن، لكن في لحظات تأججت الكارثة، مجبِرةً سكانها على مغادرتها، لم يبق سوى شبابها الذين تأهبوا للدفاع عن بلدتهم في وجه ألسنة اللهب التي تريد تدميرها. أمام مبنى البلدية وقفوا بعد ليل طويل لم يعرفوا خلاله الراحة، عملوا جنباً إلى جنب مع عناصر الاطفاء من أجل السيطرة على النيران، منهم إيلي عون الذي قال لـ"النهار": "بدأت الحرائق عند الساعة الثامنة مساء، كانت الأمور حينها تحت السيطرة كما اعتقدنا، تم تبريد الحرائق بعد إطفائها ليغادر عناصر الإطفاء، وإذ بالنار تندلع من جديد، ليعود العناصر من جديد ويطلبوا من الاهالي إخلاء البلدة، دُقّ جرس الكنيسة عند الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل لإعلام الناس بالخطر، لندخل بعدها المنازل لإجلاء سكانها، حينها كانت النار اقتربت من البيوت، وما إن حلّت الساعة الثالثة من بعد منتصف الليل حتى كان الوضع مرعباً، فقد طوقتنا النيران من الجهات الأربع".



حصار وتشرّد

لم يبق أحد في منزله ليل أمس في المشرف، بعض السكان أمضوا ليلتهم في ساحة الكنيسة، والبعض الآخر انتقل إلى منطقة آمنة سواء لدى أقاربهم أو في فنادق وشاليهات، وأشار إيلي إلى أنّ "والدي وأشقائي الثلاثة قصدوا منزلنا في بيروت فيما فضلت أنا البقاء في البلدة لمساعدة عناصر الاطفاء إن احتاج الأمر"، في حين قال الياس عون الذي جلس في مبنى البلدية مترقباً آخر التطورات: "حاصرتنا النيران من جهة الشمال والجنوب والشرق. لم يبق أمامنا سوى جهة الغرب لإخراج عائلاتنا من وسط الجحيم"، وأضاف: "اضطررت إلى أن أستأجر شاليه في أحد المسابح كي تبيت زوجتي وابني إلى حين انتهاء الكابوس المرير".




تهجير قسري

النيران التهمت بعض المنازل ومحيط أخرى، منها منزل خال شادي اندراوس الذي أكد لـ"النهار" عن محاولتهم "بقدر المستطاع إخماد النار التي أطلت برأسها من الغابة الملاصقة للبيت القديم المحبوب من قبل جميع أبناء الضيعة والذي تعود ملكيته في الأساس إلى جدي، وذلك باستخدام النرابيج والدلاء، حيث بقينا لنحو أربع ساعات ونحن نجابه النار، قبل أن ننتصر عليها ليصل بعدها عناصر الدفاع المدني"، وأضاف: "لم يكن خالي وعائلته المؤلفة من ولدين في المنزل، فقبل يوم انتقلوا إلى بيروت تحسباً من أن تسوء الأمور كون شرارة الحرائق بدأت منذ مساء الأحد الماضي".

"من بلدة كفرمتى انتقلت النار عند الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل إلى المشرف حيث التهمت مساحات واسعة من أشجار الارز والصنوبر والسنديان"، بحسب ما قاله رئيس بلدية المشرف زاهر عون لـ"النهار"، مضيفاً: "كانت البلدة كرة نار، سارت ألسنة اللهب لكيلومترات في ثوان، الدفاع المدني أمهلنا دقيقتين لإخلاء الأطفال والعجز، تعرضنا لتهجير قسري في مشهد مرعب وكارثي".



صور مشابهة

من المشرف إلى الدامور، الوضع ليس أفضل حالاً، مساحات حرجية شاسعة قضت عليها النيران التي استعرت ليل أمس بفعل الرياح الحارة، لا سيما في محيط فصيلة الدامور حيث توجد مساحات حرجية واسعة، وبحسب ما قاله رئيس البلدية شارل غفري: "الحريق كان غريباً وقوياً، وقد تسبب بأضرار كبيرة حيث احترق ما يزيد على مليوني متر من المساحات الخضراء، كما احترق مبنى الأركونسيال، عدا عن تضرر منازل بشكل جزئي، وسيارات ومستودع بشكل كلي، لكن نحمد الله أن لا أضرار في الأرواح، فقد خرج نحو 150 عائلة من منازلهم قاصدين منازل بعيدة بشكل نسبي ليتفاجأوا بأن النيران التهمت الوادي ووصلت إلى الأوتوستراد".



خلال الـ24 ساعة الماضية، شهد لبنان أكثر من 104 حرائق توزّعت على كلّ الأراضي اللبنانية من دون الحسم حتى الساعة في ما إذا كانت مفتلعة أم بفعل الطبيعة، وعلى الرغم من السيطرة على عدد كبير منها، تبقى الخشية من معاودة تكرار الصورة المرعبة ووقوع الاسوأ.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم